كشفت صحيفة إندبندنت المالطية، أسرار وتفاصيل العثور على زورق مهجور في ليبيا خلال يوليو الماضي، لافتة إلى أنه كان يستخدم بواسطة مقاولين عسكريين خاصين في مهمة سرية لمراقبة شحنات الأسلحة.

ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية «في موقع هام» أن أعضاء الفريق اضطروا إلى التخلي عن أحد زورقين كانوا يستخدمونهما بعد أن تعطل وأبحروا في اتجاه مالطا، ولدى وصولهم تم احتجازهم مؤقتًا لأنهم لم يحصلوا على تأشيرة «وهذه حقيقة أكدتها الشرطة المالطية للصحيفة».

وفي يوليو، تم الإبلاغ عن العثور على قارب مطاطي مقوى (RHIB) مهجور في ميناء الزويتينة، على بعد حوالي 150 كيلومترا جنوب بنغازي.

وذكرت المواقع الإخبارية الليبية في البداية أن القارب ينتمي إلى القوات المسلحة المالطية (AFM)، في حين تكهنت بعض الصحف باستخدامه لإدخال قوات خاصة أو فرق استخبارات غربية إلى المنطقة، «حيث لا يزال عناصر من تنظيم داعش الإرهابي نشطين هناك»، وفق الصحيفة.

وأوضح التقرير أن القوات المسلحة المالطية أخبرت الصحفية أن زورق RHIB لم يكن ملكهم، لافتا إلى أن القارب تم استئجاره من قبل شركة مالطية تدعى Standard Charterers، والتي قالت في وقت لاحق إن الزورق تم تأجيره لمشغلي صناعة النفط والغاز للوجستيات ومتطلبات الطاقم.

وقالت الشركة «أبلغنا العميل أنه نظرًا لظروف الطقس، تكسرت مراسي السفينة وكانت مغمورة تمامًا وكان من المستحيل إنقاذها، ثم تم التخلي عن السفينة».

لكن يبدو أن المعلومات الجديدة التي حصلت عليها الصحيفة تُظهر أن الأشخاص الذين استأجروا السفينة ربما «لم يكونوا صريحين مع شركة التأجير».

يراقبون شحنات الأسلحة المتجهة إلى ليبيا
وتحصلت «مالطا إندبندنت» اليوم الأحد على معلومات أنه تم استئجار زورقين من نوع RHIB، وأنه بالفعل تم التخلي عن أحدهما.

وقال مصدر إن فريقين أمنيين خاصين بقيادة جنوب أفريقي كانا يستخدمان زورقي RHIBS قبالة بنغازي وكانوا «يراقبون شحنات الأسلحة المتجهة إلى ليبيا»، مضيفا أن المقاولين ربما كانوا يعملون لدعم قوات الجيش التابعة للقيادة العامة بقيادة المشير خليفة حفتر، «وربما تم توظيف المقاولين بواسطة شركة أمن خاصة محلية تم التعاقد معها من الباطن بواسطة شركة عسكرية أمريكية خاصة تدعى PMC»، حسبما تم إبلاغ الصحيفة.

وأضاف المصدر أنه عند لحظة ما أصبح قائد الفريق «خائفا» وقرر التوجه إلى مالطا، حيث أصيب أحد القوارب بمشاكل في المحرك وتعين التخلص منه مع انتقال طاقمه إلى زورق RHIB الثاني، موضحا أن الكثير من المعدات فقدت في هذه العملية.

وقال المصدر إنه لدى وصولهم إلى مالطا، تم إلقاء القبض على بعض أعضاء الفريق بسبب عدم حصولهم على تأشيرات، مضيفًا أنه لو كان أعضاء الفريق من مالطا أو أجانب لديهم وثائق تسمح لهم بالبقاء والعمل في مالطا لم تكن لتحدث أي مشاكل.

وتحدث المكتب الصحفي لشرطة مالطا للصحيفة «يرجى ملاحظة أن الأشخاص احتُجزوا مؤقتًا لدى وصولهم لتوضيح ظروف وصولهم إلى مالطا دون تأشيرة».

وأوضح المكتب في وقت لاحق أنه لم يتم اتخاذ أي إجراء آخر، «تم تنفيذ إجراءات الهجرة بما يتماشى مع التشريعات.. الأشخاص الذين وصلوا بدون تأشيرة غادروا منطقة شنغن وليس هناك شيء آخر تحت الإجراء في هذا الصدد فيما يتعلق بهذه الحادثة».

وكانت الشرطة ذكرت في وقت سابق أنها شاركت في التحقيق في العثور على قارب قابل للنفخ مماثل يستخدم لنقل العمال (جنوب إفريقيا والاتحاد الأوروبي) الذين تم إجلاؤهم من ليبيا، وقال الناطق باسمها إن «شرطة مالطا ليس لديها معلومات تشير إلى أن القارب المطاطي الصلب يستخدم في أغراض أخرى غير مشروعة».

وعلمت الصحيفة أن المنظمات غير الحكومية العاملة في مجال إنقاذ المهاجرين والصيادين على دراية بأفراد الأمن الخاصين العاملين في منطقة جنوب البحر المتوسط، ومع ذلك لا يوجد ما يوحي بأن هذه العمليات غير قانونية.