Atwasat

تحسب مغاربي لـ«العائدين إلى ليبيا» بعد انصياع لأميركا في استعادة «دواعش» سوريا

الجزائر - بوابة الوسط: عبدالرحمن أميني الثلاثاء 26 مارس 2019, 07:03 مساء
WTV_Frequency

أشرفت واشنطن على عمليات تسليم إرهابيين مغاربيين إلى بلدانهم أوقفتهم قوات سوريا الديمقراطية، وسط مصير غامض للمئات منهم بعد سقوط «الخلافة» وتحويل دول المنطقة أنظارها إلى ليبيا خوفا من اتخاذها منفذا لهم للتسلل إلى الجزائر وتونس والمغرب.

وقبلت المغرب والجزائر وتونس بدعوة أميركية لاستعادة مواطنيها الذين التحقوا بتنظيمات مسلحة ناشطة في سوريا أبرزها «داعش» و«القاعدة» تمهيدا لمحاكمتهم، في قضية حساسة تعكس رغبة حكومات المنطقة في طي صفحة «داعشيي» سوريا والعراق الذين يقدر عددهم بالمئات تحذر تقارير استخباراتية أميركية باحتمال تسللهم عبر الحدود إلى ليبيا التي يتحصن في جنوبها ما يعرف بـ«جيش الصحراء» في محاولة لإعادة ترتيب صفوفه.

انصياع لأميركا
وأعلنت وزارة الداخلية المغربية، تسلم 8 مواطنين مغاربة، كانوا يتواجدون في مناطق النزاع بسوريا ليخضعوا تحت إشراف النيابة العامة المختصة لتحقيقات قضائية، ما يعني قبولها بمحاكمة المتطرفين على أراضيها وإعادة إدماجهم من جديد.

لكن رغم سقوط «داعش» في الباغوز آخر معاقل التنظيم بسوريا فإن «الدواعش» المغاربة كانوا حطب المعارك ما يطرح تساؤلات حول خطر 929 مقاتل في سياق عدم معرفة مصيرهم، علما أن عددهم فاق الـ2000 منذ سنة 2011، خرج 1666 منهم مباشرة من المغرب كان اتخذ عدد كبير منهم الأراضي الليبية للعبور إلى سوريا والعراق أو المكوث بها.

كما تسلم السلطات الجزائرية هي الأخرى 29 آخرين اعتقلوا في سوريا استعدادا لمحاكمتهم، فقد كان أربع نساء وستة أطفال ضمن المرحلين من سوريا.

ونقل المرحلين في مارس الجاري على متن طائرة عسكرية تابعة للجيش الأميركي، حطت بمطار هواري بومدين بالجزائر العاصمة، حيث تطمح الجزائر أن تساعد التحقيقات في الكشف عن شبكات الدعم والتجنيد والتمويل الموالية لـ«داعش» داخل البلاد.

ويفضل الجيش الجزائري أخذ الاحتياطات الاحترازية عبر حدوده لمنع محاولات العديد من الدواعش العائدين من مناطق النزاع وكذلك الناشطين في ليبيا لاختراق الشريط الحدودي خصوصا في ظل استمرار الاحتجاجات السلمية في البلاد المطالبة بتغيير النظام لشهرها الثاني.

وبدأ اليوم الثلاثاء نائب وزير الدفاع رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح، زيارة عمل وتفتيش إلى الناحية العسكرية الرابعة بورقلة المتاخمة للحدود مع دولة ليبيا.

ومن المنطقة الحدودية يوجه قايد صالح عدة رسائل إلى الجماعات المسلحة التي تحاول التسلل إلى البلاد، حيث سيشرف على تنفيذ تمرين تكتيكي بالذخيرة الحية، يهدف لمراقبة المرحلة الثانية من التحضير القتالي ويتفقد بعض الوحدات.

خلافات تونسية
وفي الجارة تونس التي تمتلك أكبر خزان للجهاديين في سوريا والعراق وليبيا عاد المئات منهم منذ 2016 حيث اعتقلت قوات سوريا الديمقراطية عدة قياديين من جنسيات تونسية دون أن يتم الكشف عن تسليهم لبلادهم. لكن الخلافات في تونس تتسع حول أهلية السجون لاستيعاب مئات الإرهابيين العائدين وسط رفض أغلبية المنظمات الحقوقية والأحزاب التونسية فكرة سن قانون التوبة.

وتعمل واشنطن على دعم الحكومة التونسية العضو في التحالف العالمي لهزيمة تنظيم «داعش» لتعزيز قدراتها في التحقيق مع هؤلاء الأفراد ومحاكمتهم وسجنهم.

وبالموازاة بدأت تدريبات مشتركة بين قوات تونسية وأميركية ضمن التمرين العسكري المشترك «أسد أفريقيا 19» بمشاركة ملاحظين من بريطانيا، ويستمر حتى يوم 14 من أبريل المقبل، ويجري بالتوازي مع تدريب مماثل في المغرب بمشاركة ضباط ملاحظين من تونس، حسبما أفادت وزارة الدفاع التونسية في بيان لها.

وقالت الوزارة إن التمرين يهدف إلى «إثراء معارف أفراد التشكيلات العسكرية المشاركة ومهاراتهم في القتال، واكتساب الخبرة والرفع من جاهزيتهم وأهبتهم من حيث التخطيط للعمليات، والإخلاء الصحي خلال العمليات العسكرية».

وتتقاطع التقارير الغربية في التحذير من فرار عناصر «داعش» إلى جنوب ليبيا التي ينشط فيها التنظيم تحت اسم «جيش الصحراء»، ويشكل تهديدا أمنيا كبيرا للاستقرار، على الرغم من فقدانه مناطق نفوذ واسعة على مدار العامين الماضيين بعدما قاد الجيش الوطني عدة ضربات ضده وقيام الولايات المتحدة بتنفيذ غارات جوية من دون طيار متعهدة بمواصلة خططها العسكرية.

وكان قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) الجنرال توماس دي فالدهاوسر، أمام الكونغرس هذا الشهر «جهودنا التي نبذلها في الغارات ستبقي تنظيم داعش في مأزق».

دول الساحل
وتعد دول الساحل الأفريقي ثاني منطقة جذب للفارين من سوريا فقد بايعت تنظيمات متطرفة التنظيم الإرهابي، ممثلة في تنظيم «داعش في الصحراء الكبرى» بقيادة عدنان أبوالوليد الصحراوي، وتضم بين 100 و200 مقاتل في وسط وشمال مالي.

أما منطقة بحيرة تشاد حيث تتقاطع الحدود بين تشاد والنيجر ونيجيريا، فتضم «الجماعة المسلحة في غرب أفريقيا»، وهي جناح لجماعة «بوكو حرام» من 1500 إلى 3500 متشدد، بقيادة أبو مصعب البرناوي.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
افتتاح الملتقى والمعرض الليبي - المالطي للتجارة والتصدير
افتتاح الملتقى والمعرض الليبي - المالطي للتجارة والتصدير
شركة الكهرباء: صرف محول لإدارة توزيع سرت بشكل عاجل
شركة الكهرباء: صرف محول لإدارة توزيع سرت بشكل عاجل
«الرقابة على الأغذية» يوضح حقيقة رصد نسب عالية من نترات الصوديوم في الدلاع
«الرقابة على الأغذية» يوضح حقيقة رصد نسب عالية من نترات الصوديوم ...
حالة الطقس في ليبيا (الخميس 25 أبريل 2024)
حالة الطقس في ليبيا (الخميس 25 أبريل 2024)
«الأرصاد» يحذر من رياح نشطة على الساحل من درنة إلى طبرق
«الأرصاد» يحذر من رياح نشطة على الساحل من درنة إلى طبرق
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم