يحدد الاتحاد الأوروبي مصير عملية صوفيا البحرية العاملة قبالة السواحل الليبية يوم الإثنين، إذ يعقد السفراء الدائمون لدول الاتحاد الأوروبي اجتماعًا خاصًا لبحث إشكالية التعامل مع مستقبل عملية صوفيا، والتي تنتهي مهمتها يوم 31 مارس.

ولم تظهر في الأفق فرص لتمديد مهمة العملية بسبب رفض إيطاليا ذلك، ويحاول الدبلوماسيون إقناع الحكومة الإيطالية بمواصلة تقديم الدعم لهذه المهمة، الهادفة فقط ليس للمساعدة في عمليات الإنقاذ في البحر، ولكن أيضًا القيام بدوريات ومكافحة تهريب النفط.

ويقول مراقبون إن روما ستخسر استضافة البعثة الأوروبية، إذا استمرت العرقلة الإيطالية والتي قد يجري حلها نهائيًا، وأجرت عملية صوفيا دوريات في البحر الأبيض المتوسط تحت قيادة روما لمدة أربع سنوات.

تغيير القواعد
وتطالب حكومة جوزيبي كونتي بتغيير قواعد مهمة صوفيا، بحيث يتم إنزال المهاجرين الذين يتم إنقاذهم في البحر في جميع موانئ الاتحاد الأوروبي، أو على الأقل بعملية توزيع متكاملة بين الشركاء.

وترفض غالبية الدول الأوروبية تغيير قواعد اللعبة وبالتالي فإن الخدمة الخارجية الأوروبية بقيادة فيديريكا موغيريني، وفي غضون ثلاثة أيام لن يكون أمامها خيار سوى اقتراح الإغلاق النهائي للمهمة.

ويقع مقر صوفيا الرئيس في روما، تحت قيادة الأدميرال كريديندينو، ولا تتمثل المهمة الرئيسة للبعثة في مساعدة المهاجرين، بل إجراء دوريات في وسط البحر المتوسط لمكافحة المهربين ومهربي الأسلحة، وتنفيذ مهام استخباراتية ذات صلة، وتتصدى المهمة لعمليات تهريب النفط، وهو أحد مصادر التمويل لمختلف الفصائل الليبية.

كما تتولى القوات تدريب عناصر خفر السواحل في طرابلس، وتتطلب الإجراءات التشغيلية للبعثة أن تتولى إيطاليا مسؤولية جميع المهاجرين الذين يتم إنقاذهم، وهو نشاط تفرضه اللوائح الدولية.

شروط المهمة
ومنذ توليها مهامها في الصيف الماضي، طلبت حكومة كونتي من الشركاء الأوروبيين تعديل هذا الأمر، وهو شرط يعتبر ضروريًا لتنفيذ المهمة حسب روما، على الرغم من أن عمليات الهبوط قد تقلصت بالفعل بشكل كبير، بفضل اتفاقات حكومة جينتيلوني ونشاط الاتحاد الأوروبي.

ونفى مصدر أوروبي لـ«بوابة الوسط» إحراز أي تقدم في هذا الاتجاه، رغم أن بعض الدول اقترحت بناءً على المبادرة الأيرلندية تمديدًا آخر للبعثة، ولم يستبعد المصدر نفسه إرساء مهمة جديدة بصلاحيات محدودة تتولى فقط تدريب خفر السواحل الليبي ولكن ليس بقيادة إيطالية.