Atwasat

المشري «ما بعد الاستقالة» في واشنطن

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 15 فبراير 2019, 10:51 مساء
WTV_Frequency

أجرى رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري أول زيارة إلى أميركا منذ توليه منصبه، ألقى خلالها كافة الأوراق الليبية على طاولة الجانب الأميركي، في مسعى لتأمين شراكة استراتيجية في المجالين الاقتصادي والأمني، وفقًا لتصريحات متواترة على هامش الزيارة.

وتلقى المشري دعوة من الكونجرس الأميركي لزيارة العاصمة واشنطن وحضور يوم الإفطار الوطني الذي أقيم في السابع من فبراير الجاري، وهو حدث سنوي يحضره رئيس الولايات المتحدة وعدد من السياسيين والقادة حول العالم، جرى خلالها عقد لقاءات مع عدد من أعضاء الكونجرس، وممثلين عن الحكومة الأميركية، ولقاء في المجلس الأطلنطي، ومركز الاهتمام الوطني.

بالفيديو: خالد المشري يعلن استقالته وانسحابه من جماعة الإخوان المسلمين

زيارة المشري التي جاءت في توقيت تسعى خلاله الأطراف الليبية والإقليمية حلولاً توافقية للاستقرار على موعد عقد الملتقى الوطني يكون مقدمة لإجراءات انتخابات برلمانية ورئاسية في سبيل تشكيل حكومة توافقية وتوحيد مؤسسات الدولة المنقسمة، وهو ما يجعل للزيارة أهدافًا سياسية واقتصادية وصفها المشري بـ«الإيجابية»، خاصة مع قوله إن ردود الجانب الأميركي كانت «جيدة جدًا وإيجابية».

وعلى هامش الزيارة بحث المشري مع عدد من أعضاء الكونجرس والقادة السياسيين في العاصمة واشنطن تعزيز العلاقات وتبادل الخبرات، في الوقت الذي اعتبر المكتب الإعلامي للمجلس الزيارة هامة لأن تكون الولايات المتحدة شريكًا استراتيجيًا لليبيا، إذ أكد رئيس المجلس أنه لا يطلب دعمها طرفًا دون الآخر، لكن مساعدة ليبيا في الحد من التدخلات الدولية السلبية.

وقال المشري على هامش لقائه المسؤولين الأميركيين إن مجلس الدولة «في تناغم» مع البعثة الأممية، حيث شكّل لجنة لمتابعة الملتقى الوطني الجامع، وأن رؤية المجلس للحل في ليبيا تتلخص في إجراء الاستفتاء على الدستور في أقرب وقت وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة، وخروج كل الأجسام الحالية من المشهد.

وفي بيان للممكتب الإعلامي للمجلس الأعلى للدولة، فإن المشري اجتمع في مقر الكونجرس، مع النائب جيف فورتنبيري، وهو عضو في لجنة تخصيصات الكونجرس، ولجنة الطاقة والمياه، ولجنة البناء العسكري، ولجنة العمليات الخارجية والداخلية؛ والنائب «بريان ماست» وهو عضو لجنة النقل والبنية التحتية، ولجنة الشؤون الخارجية بالكونجرس، إذ طالب «بضرورة تعزيز الدعم الأميركي لليبيا، وأهمية مساهمتها في منع التدخلات الإقليمية السلبية، وتكثيف التعاون في المجال الاقتصادي، ودعم المسار السياسي للوصول إلى الدستور والانتخابات».

المشري يطالب أميركا بمساعدة ليبيا في الحد من التدخلات الدولية السلبية

وقال المشري إنه طرح على الجانب الأميركي الموانع التي تحول دون الاستقرار، من بينها وجود تدخلات إقليمية ودولية في الشأن الليبي منعت الليبيين من الوصول إلى حل، كما «نبهنا بأن هناك خروقات لقرارات مجلس الأمن وطلبنا المساعدة لوقف هذه الخروقات»، واصفًا الرد الأميركي على هذه النقطة بـ«الاندهاش» لمثل هذه الخروقات خاصة مع الاستدلال بتقرير مجلس الأمن.

وأوضح أنّ البعثة الأممية هي الأخرى تُواجه الكثير من المشاكل والتحديات ولابد من دق الجرس بأن «خطرًا ما يتعارض مع كل القوانين الدولية ويهدد الجميع»، متابعًا: «لا نريد لأي دولة في العالم أن تتدخل في الشأن الليبي بما فيها الولايات المتحدة، فقط نحن نعرض على أميركا الشراكة في جانب مكافحة الإرهاب وهو ما يحتاج إلى استقرار وإجراء انتخابات».
وعن الملف الأمني في العاصمة، أشار المشري إلى أن «هذه الأحداث ناتجة عن نزاع الشرعيات، وليس لعدم وجود رؤية أمنيّة، لكنّ هذه الخلافات في طريقها إلى الحل، لاسيما أنّ معظم البعثات الأجنبية عادت إلى طرابلس».

وعن العلاقة بالمشير خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة تابع المشري: «بوضوح حفتر لا يريد أي نوع من الشراكة لكنه يريد أن يحكم فقط، أي دور عسكري وسياسي يكون من خلال القنوات الشرعية عبر حكومة الوفاق أو الانتخابات هو المقبول فقط، لكنّ أي دور بخلاف ذلك لحفتر مرفوض».

المشري يطالب «الرئاسي» و«دفاع الوفاق» بحماية الحدود الجنوبية

وعن الوضع الأمني في الجنوب أضاف رئيس مجلس الدولة إلى أنّه «مع تعيين حكومة الوفاق آمرًا للمنطقة العسكرية الجنوبية، فإنّ الساحة العسكرية ستشهد تغييرًا ملحوظًا خلال اليومين المقبلين»، لكنّه عاد ليشير إلى أن «التصعيد في الجنوب لن يكون كما كان في المنطقة الشرقية بالنظر إلى بُعد خطوط الإمداد بالنسبة لقوات حفتر وبعدها عن مراكزها».

وبشأن الملتقى الوطني الذي يعكف المبعوث الأممي غسان سلامة على التحضير له، أشار إلى أنّ «الملتقى المرتقب هو أهم الفرص أمام الليبيين بالنظر إلى الرعاية والمراقبة الدولية، ولكنه ليس الضمانة الوحيدة»، لافتًا إلى أنّ «البعثة كانت تريد ضمانات، ونحن قدّمنا كافة الضمانات المطلوبة لقبول نتائج الملتقى قبل حدوثه، لكن جانب الشرق لم تعط هذه الضمانات وتطمينات للبعثة الأممية على قبول نتائج الملتقى، قالوا بوضوح ننتظر النتائج ووقتها سنعلن مدى قبولنا به أو عدم قبولنا وهذا أمر سيطيل بعمر الأزمة».

وأشار المشري إلى الحاجة الماسة للاستفتاء على الدستور في أقرب وقت ممكن، وهو يمكن أن يطبق، بالنظر إلى أنّ كافة «الأطياف تقول إنها لا تمانع من إجراء استفتاء على الدستور ثم انتخابات نيابية ورئاسية»، منوهًا بأن «الاستفتاء على الدستور شرط قبل الانتخابات، لكن من باب التوافق يمكن الاتفاق على قاعدة دستورية واضحة لإجراء انتخابات نيابية ورئاسية.

واختتم المشري تصريحاته بالحديث عن أسباب استقالته من جماعة الإخوان المسلمين، والتي أرجعها إلى أسباب كثيرة في الداخل بالنظر إلى «أنّ اسم الإخوان أصبح في حد ذاته معرقلاً للقبول في المجتمع من باب الإصلاح»، ولذلك جاءت الاستقالة من باب «الانسحاب لأسباب قبول المجتمع الليبي، فنحن نتعامل مع هذه المسألة بأن الهدف هو القرب من المجتمع والإصلاح المجتمعي».

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
وصول عمود توربينة إلى محطة كهرباء الرويس بالجبل الغربي
وصول عمود توربينة إلى محطة كهرباء الرويس بالجبل الغربي
مناقشة استيراد الماشية من جنوب أفريقيا
مناقشة استيراد الماشية من جنوب أفريقيا
تحذير من رياح مثيرة للأتربة على شمال ليبيا خلال اليومين المقبلين
تحذير من رياح مثيرة للأتربة على شمال ليبيا خلال اليومين المقبلين
بلدية سرت تبحث التصدي للتدعيات على خطوط النهر الصناعي
بلدية سرت تبحث التصدي للتدعيات على خطوط النهر الصناعي
ضبط سيارة مسروقة في صبراتة بالتعاون مع أمن الجفارة
ضبط سيارة مسروقة في صبراتة بالتعاون مع أمن الجفارة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم