استيقظت العاصمة طرابلس، اليوم الثلاثاء، على هجوم انتحاري استهدف ديوان وزارة الخارجية بحكومة الوفاق، وأسفر عن مصرع ثلاثة أشخاص وإصابة 11 آخرين لم تتبنه أية جهة حتى الآن، في ثالث عمل إرهابي يستهدف مؤسسات سيادية حيوية في طرابلس هذا العام.

وفي أول يوم عمل بعد عطلة عيد الاستقلال، هاجم مسلحون مبنى الديوان و«فتحوا النار باستخدام الأسلحة النارية، وقام أحد المهاجمين بتفجير نفسه داخل المقر»، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية.

وأكد أحد موظفي الوزارة في اتصال هاتفي إلى «بوابة الوسط» أن أربعة مسلحين هاجموا الديوان، وتبادلوا إطلاق النار مع الحراسات، إلا أن المصدر قال إن أحد المهاجمين «تمكن من دخول المبنى وفجَّر نفسه أمام مكتب التفتيش والمتابعة»، مشيرًا إلى أن مسلحًا آخر فجَّر نفسه في الشارع بعد تضييق الخناق على الآخرين، وقتل مهاجم ثالث، فيما ألقي القبض على أحد المهاجمين.

بدوره، قال موظف آخر لـ«بوابة الوسط» إنه شاهد شخصًا يركض في ساحة المبنى حاملاً بندقية كلاشينكوف ويقتحم الوزارة وما يعرف بـ«المبنى الرخامي»، ثم سمع إطلاق نار وصوت تفجير قوي.

وأعلن الناطق الرسمي باسم جهاز الإسعاف والطوارئ، أسامة علي، مقتل ثلاثة أشخاص جراء الهجوم، موضحًا أن القتلى هم الموظف إبراهيم الشايبي والموظفة هند الأرنؤوطي، والناطق باسم كتيبة ثوار طرابلس عبدالرحمن المزوغي، ونوه إلى اثنين من المصابين تابعين للجهاز.

وقال وزير الخارجية بحكومة الوفاق محمد سيالة خلال مؤتمر صحفي، إن الوزارة ستباشر عملها من مقر جديد حدده المجلس الرئاسي.

وتعهدت وزارة الدفاع بحكومة الوفاق، في بيان، بـ«ملاحقة كل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن والمواطن، جنبًا إلى جنب مع المؤسسات الأمنية في الدولة الليبية

وفي رد فعل على الحادث،قال المبعوث الأممي غسان سلامة «لن نقبل بالمساس بأي مؤسسة رسمية لاسيما من الجماعات الإرهابية، وسنعمل مع الشعب الليبي لمنعهم من تحويل ليبيا لملاذ ومسرح لإجرامهم الأعمى».

ويطل مبنى وزارة الخارجية على البحر، ويقع في المدخل الشرقي لمركز العاصمة، ويتكون من جزئين، جزء يسمى بالمبنى الرخامي، ويوجد به مكتب الوزير، ومعاونوه، يجاوره المبنى الإداري ومكاتب الإدارات المتخصصة، ولا يفصل مبنى الوزارة عن مبنى التلفزيون الليبي سوى 150 مترًا تقريبًا، وليس ببعيد عنه يقع فندق المهاري الذي ينزل به عديد السفراء الأجانب وكبار الضيوف.

وفي مايو الماضي، نفذ مسلحون ينتمون لتنظيم «داعش» في طرابلس تفجيرًا بمقر المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في غوط الشعال، وأضرموا النيران داخل المبنى، حيث لقي 12 شخصًا مصرعهم وأصيب آخرون.

كما شنت مجموعة مسلحة تابعة للتنظيم في سبتمبر الماضي هجومًا على مقر المؤسسة الوطنية للنفط في طريق السكة بقلب العاصمة طرابلس، أسفر عن مقتل شخصين وجرح 10 آخرين وسط إدانات عربية ودولية واسعة.

اقرأ: مسؤول بـ«صحة الوفاق»: قتيلان و10 جرحى في هجوم مؤسسة النفط

اقرأ أيضًا: بالصور.. لحظة الهجوم على مقر المفوضية الوطنية العليا للانتخابات بطرابلس