قالت وزيرة الدفاع الإيطالية، إليزابيتا ترينتا، إن العمل الدولي في ليبيا «يظل أولوية»، لأنها «تظل أحد الأهداف الرئيسة للإرهاب»، مؤكدة أن بلادها «ستواصل المساهمة في نمو قدرة ليبيا على تحقيق الاستقرار وتهدئة الأوضاع في شمال أفريقيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط والقضاء على الإرهاب».
جاء ذلك خلال مشاركة الوزيرة الإيطالية في اختتام دورة تدريبية لعدد من عناصر خفر السواحل الليبي بقاعدة «مادلينا» البحرية، التي أُقيمت تحت إشراف المهمة البحرية الأوروبية في البحر المتوسط (صوفيا).
وقالت الوزيرة في حفل تخرج عدد من عناصر حرس السواحل الليبي: «اليوم في مادالينا نشهد الالتزام الحقيقي والملموس لإيطاليا في عملية تثبيت الاستقرار في ليبيا. اليوم، تم الانتهاء من دورة تدريبية إضافية من قبل عملية قوة البحر المتوسط بقيادة إيطاليا لأفراد حرس السواحل والبحرية الليبية».
وأوضحت ترينتا قائة: «إن المساعدة التقنية والتدريب للموظفين التي قدمناها مع الدعم القيم من البحرية في مقدار الطاقة التي تستثمر في بلادنا لتحقيق هذه الأهداف الأمنية التي أعتقد أنه يجب أن تكون مشتركة ليس فقط في البلدان التي تطل على البحر الأبيض المتوسط، ولكن إلى كل أوروبا».
وبينت الوزيرة أن تدريب خفر السواحل الليبي «جرى وفق ليس الاتفاقات الدولية الرئيسية فحسب، ولكن قبل كل شيء وفقًا للمعايير الديمقراطية التي تميز إيطاليا»، وأضافت: «نحن نؤكد استقلالية القرار الليبي وفتح طريق ملموسة للسلام والأمن، لا فقط في البحر الأبيض المتوسط، ولكن في إيطاليا نفسها، أيضًا من حيث تدفقات الهجرة. هذه حقائق. هذا هو العمل الذي نقوم به. في صمت، دون الصراخ بتحقيق انتصار معين، وبمسؤولية كبيرة».
ويقول المسؤولون الأوروبيون إن مهمة (صوفيا) هي مجرد عنصر واحد من عناصر استجابة الاتحاد الأوروبي العالمية الأوسع نطاقًا لقضية الهجرة، وهي استجابة تسعى ليس إلى معالجة مكونها المادي فحسب، ولكن أيضًا لأسبابها الجذرية، بما في ذلك الصراعات والفقر وتغير المناخ والاضطهاد.
وكما اتفق عليه سفراء الاتحاد الأوروبي في اللجنة الأمنية في 28 سبتمبر الماضي، فقد انتقلت العملية إلى المرحلة الثانية في المياه الدولية، التي تشمل الإبحار والتفتيش والاستيلاء في أعالي البحار، على السفن المشتبه في كونها تستخدَم في التهريب أو الإتجار بالبشر.
ومدد المجلس الأوروبي في 25 يوليو 2017 ولاية عملية (صوفيا) حتى نهاية العام 2018، مما عزز المهمة بإضافة مهمتين إضافيتين وهما تدريب حرس السواحل والقوات البحرية الليبيين؛ والمساهمة في تنفيذ حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة في أعالي البحار قبالة سواحل ليبيا.
لكن رغم الحرص الأوروبي والتأكيد على دور عملية (صوفيا) فإن مستقبلها يبدو غير واضح حاليًّا وفشلت آخر محاولات تمديد ولايتها الشهر الماضي، كما هددت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني صراحة بوضع حدٍّ لها إذا استمرت الخلافات بين الدول الأعضاء، خاصة حول موانئ إبحار وإنزال المهاجرين.
تعليقات