توقع مفتي الديار الليبية السابق الشيخ الصادق الغرياني اندلاع «مزيد من الحروب» في حال لم يجر معالجة «ملف المسجونين»، مشيرا إلى أن الاشتباكات الأخيرة التي شهدتها الضواحي الجنوبية للعاصمة طرابلس خلال شهر سبتمبر الماضي كان وقعها أليما وخسائرها كبيرة.

وقال الغرياني في حلقة اليوم الأربعاء من برنامج «الإسلام والحياة» الأسبوعي المذاع على قناة «التناصح» إن «حرب طرابلس الأخيرة كان وقعها أليما وكانت خسائرها كبيرة وسببها الفساد المالي والإداري وسجون التعذيب والقمع وظلم الأبرياء. وذلك بشهادة تقرير الأمم المتحدة الذي أدان السجون التي تديرها بعض الكتائب وتضم آلاف المسجونين».

وأضاف مفتي ليبيا السابق أن «هذه الأسباب التي أشعلت الحرب لم تعالَج معالجة حقيقية»، ونبه إلى أنه «بَعد أن هدأت الحرب لم يتحقق شيء في ملف المسجونين»، محذرا من أنه «إن لم تعالج فلْنتوقع مزيدا من الحروب».

وشهدت الضواحي الجنوبية للعاصمة طرابلس خلال الفترة من 26 أغسطس إلى 25 سبتمبر الماضيين اشتباكات عنيفة بين مجموعات مسلحة، أسفرت عن مقتل 115 شخصا وجرح 560 آخرين وأدت إلى نزوح نحو 5 آلاف عائلة من مناطق الاشتباكات، بحسب بيانات بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، التي رعت حوارا أمنيا على مرحلتين بين الأطراف المتقاتلة في مدينة الزاوية.

وشكل ملف السجناء المحتجزين في مقار غير خاضعة لأجهزة الدولة الرسمية مصدرا للتوتر بين المجموعات المسلحة في مدينة طرابلس وتسبب في تصاعد الموقف الأمني بالعاصمة أكثر من مرة.

وفي 16 سبتمبر قرر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، إخلاء سبيل كافة الموقوفين والمحتجزين والسجناء في السجون وأماكن الاحتجاز الأخرى الذين لم تُتخذ بحقهم أية إجراءات باستثناء خمس فئات هم المتهمون بالإرهاب وجرائم القتل والسطو المسلح والحرابة وجلب المخدرات والاتجار بها، وفق قراره رقم (1304) لسنة 2018.