Atwasat

صحف عربية: عشماوي في قبضة الجيش الليبي.. ومصر تطالب بتسليمه

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 09 أكتوبر 2018, 08:14 صباحا
WTV_Frequency

القبض على المتهم بالإرهاب مصري الجنسية، هشام عشماوي، في مدينة درنة على يد قوات الجيش الليبي، حاز اهتمام معظم الصحف العربية الصادرة اليوم الثلاثاء.

عشماوي في قبضة الجيش الليبي

وقالت جريدة «الأهرام» المصرية إن السجل الإجرامي للإرهابي المقبوض عليه هشام عشماوي مليء بالعمليات الإرهابية، التي تنوعت بين المشاركة في التنفيذ أو التخطيط لها، وذلك نابع من كونه العقل المدبر لتلك الجماعات التي كانت تعتمد عليه بصورة كبيرة في تنفيذ مخططاتها العدوانية ضد الجيش والشرطة.

وأشارت مصادر قانونية إلى أنه من المقرر أن تتسلم مصر الإرهابي هشام عشماوي بعد القبض عليه داخل الأراضي الليبية لتورطه في عديد الحوادث الإرهابية داخل مصر وتحريضه على أعمال العنف والتخريب.

وعشماوي انضم لعديد الكيانات الإرهابية، ولقبته الجماعة الإرهابية بـ «شريف أبو مهند وأبو عمر المهاجر» وهو مسؤول عن تدريب العناصر الإرهابية على استخدام المتفجرات واقتحام الكمائن، وأشرف على تنفيذ عديد الحوادث الإرهابية في مصر أبرزها مذبحة «كمين الفرافرة»، ومذبحة «العريش الثالثة»، ومحاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية الأسبق.

واشتهر عشماوي بتبنيه الأفكار المتشددة منذ مرحلة سابقة على التحاقه بالجماعات الإرهابية، حيث بدأت الأفكار تظهر عندما دخل في مشادة كلامية مع إمام المسجد محاولاً فرض أفكاره المتطرفه عليه، ثم بدأ يوزع كتبًا دينية على معارفه محاولاً إقناعهم بأفكاره المتطرفة. وفي العام 2006 صدر ضده أول حكم قضائي بسبب آرائه المتشددة وتحريضه ضد مؤسسات الدولة.

وحفل سجل الإرهابي عشماوي بعديد العمليات الكبرى منها: محاولته في 2013، اغتيال وزير الداخلية الأسبق اللواء محمد إبراهيم، وضلوعه في موقعة عرب شركس، وتورطه في اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات، حيث تم نشر مقطع صوتي له وهو يقول «هبوا في وجه عدوكم ولا تخافوه وخافوا الله إن كنتم مؤمنين».

وأُصيب عشماوي في تبادل لإطلاق الرصاص مع الأجهزة الأمنية، إلا أنه تمكن من الهرب لليبيا بعدها، وشارك الميليشيات المسلحة في عديد الحوادث الإرهابية وخطط لاستهداف أتوبيس الأقباط في المنيا.

من جانبه عبر اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، عن ارتياحه لعملية القبض على الإرهابي هشام عشماوي، واصفًا إياها بأنها «ضربة في العمق لرؤوس الإرهاب»، أفقدت تلك الجماعات توازنها وستأتي بتأثير سلبي خطير في صلب تكوين الجماعات الإرهابية التي كان يشرف عليها الإرهابي عشماوي، وأضاف نور الدين أن عشماوي كان الأب الروحي للإرهابيين بليبيا والمشرف الأول على تدريبهم وإكسابهم المهارات العدوانية اللازمة، وكان دائم التحريض ضد الجيش والشرطة، زارعًا في العناصر التابعة له أو العناصر المستقطبة إليهم كره وطنهم وذلك لضمان طاعتهم العمياء له.
وعن تسليم عشماوي إلى مصر قال نورالدين، إن مصر تمتلك علاقات طيبة مع الجانب الليبي، مشيرًا إلى أن الإرهابي المقبوض عليه صادر ضده أحكام قضائية في مصر «وباذن الله سيقتص الشعب المصري بالقانون لدماء شهدائه التي تسبب هذا الإرهابي في إراقتها خلال العمليات الإرهابية الخسيسة التي استهدفت أبناء الوطن».

القبض على زغبية

إلى ذلك تناولت «العرب» اللندنية القبض على عشماوي، كما تمكنت القوات المسلحة الليبية من القبض على أحد أخطر العناصر في تنظيم «القاعدة» في ليبيا وشمال أفريقيا، وهو ليبي الجنسية يدعى مرعي عبدالفتاح زغبية.

وقالت المصادر إن زغبية كان برفقة هشام عشماوي، وهو من مواليد 1974 في مدينة بنغازي ومتزوج من سيدة تحمل الجنسية المغربية، وتواجد في أفغانستان خلال العام 2001 عن طريق السودان، وتواجد في معسكر تابع لتنظيم «القاعدة». ويطلق على زغبية في الأوساط الجهادية اسم «كابول»، العاصمة الأفغانية التي كانت في السابق نقطة تجميع لعناصر وقيادات الجماعة الليبية المقاتلة.

وكان زغبية خلال فترة التسعينات من القرن الماضي ضمن خلية ليبية تهدف إلى تجنيد عناصر للالتحاق بالمقاتلين في العراق وأفغانستان، وتم إدراجه على قوائم الإرهاب العالمي العام 2006. كما كان زغبية أيضًا قياديًّا في تنظيم «أنصار الإسلام»، الذي أسسه هشام عشماوي في مدينة درنة لقتال الجيش الليبي وتنفيذ عمليات في العمق المصري.

وقالت مصادر عسكرية ليبية إن العملية قامت بها وحدات من الجيش، بدعم استخباراتي مصري خلال الأيام الماضية مكنها من تحديد المكان الذي اختبأ فيه عشماوي. وأكدت المصادر أن قوات الجيش التقطت منذ شهرين إشارات لاتصال جرى عبر جهاز اللاسلكي بين هشام عشماوي وإرهابيين ليبيين في منطقة وسط مدينة درنة، وتمكنت الأجهزة الأمنية المصرية من الوصول إلى معلومات دقيقة حول موقعه بالضبط، عبر عملاء يعملون على الأرض في درنة.

وفرضت قوات الجيش الليبي حصارًا محكمًا على حي المغار، عقب تأكد القوات من تواجد عشماوي، وتمكنت من قطع الإمدادات عن العناصر التي كانت تقاتل إلى جانبه، ما دفعه إلى محاولة الهرب والخروج من حي المغار، لكن وحدات الجيش الليبي تتبعت تحركاته وأدى ذلك إلى إلقاء القبض عليه.

ضربة قوية يتلقاها الإرهاب

في غضون ذلك ركزت بدورها «الحياة» على الضربة التي تلقاها الإرهاب بالقبض على عشماوي، حيث يتصدر عشماوي قائمة الإرهابيين المطلوبين لدى القاهرة، وتنسق السلطات المصرية مع نظيرتها الليبية لتسلمه من أجل محاكمته في عمليات إرهابية عدة تورط فيها، في وقت قالت مصادر مطلعة إن إجراءات اُتُّخذت لتأمين نقله.

واعتبرت أوساط أمنية أن سقوط عشماوي يقوِّض خطر «المرابطين»، وسيوقف نشاط التنظيم في العمق المصري، ما يعزز الحال الأمنية المصرية التي حققت نجاحات بارزة مع إطلاق العملية العسكرية «سيناء 2018». وقال الجيش الليبي في بيان أمس، إن عملية عسكرية ناجحة أفضت إلى توقيف الإرهابي المصري عشماوي، فجر الإثنين، في مدينة درنة (تبعد نحو 200 كيلومتر عن الحدود الغربية لمصر).

وأشار لاحقًا إلى العثور على زوجة مفتي تنظيم «القاعدة» عمر سرور وأبنائه رفقة عشماوي. وكانت القوات الليبية قتلت سرور في يونيو الماضي، في ضربة بارزة ساهمت في تشتيت التنظيم الإرهابي «المرابطين» التابع لـ «القاعدة»، الذي يُعد عشماوي أميره.

وعشماوي ضابط صاعقة سابق في الجيش المصري، خدم في سيناء سنوات عدة قبل فصله إثر محاكمة عسكرية قبل نحو ثمانية أعوام، بعدما بدت عليه مظاهر التطرف، وترويجه لأفكاره وسط الجيش المصري، لينخرط بعدها في العمل التنظيمي التكفيري، وليؤسس مجموعة ضمت ضباطًا في الجيش والشرطة (مفصولين) انضمت لاحقًا إلى جماعة «أنصار بيت المقدس» (ولاية سيناء في ما بعد)، قبل أن ينشق عنها إلى تنظيم «القاعدة» عبر حركة «مرابطون» (تنظيم تابع للقاعدة في المغرب الإسلامي)، الذي انخرط فيه عقب فراره من مصر إلى ليبيا.

وحاول الإرهابي الفار خلق بؤرة إرهابية لمجموعته في صحراء مصر الغربية، تمهيدًا لتنفيذ عمليات في العمق المصري، قبل أن تحبط القوات المسلحة المصرية والشرطة المخطط، وتنجح في القضاء على عدد من أفراد مجموعته بينهم قيادات، وتوقيف آخرين، إثر العملية الإرهابية التي نفذوها في أكتوبر الماضي، وعُـرفت بـ «عملية الواحات»، التي  أسفرت عن مقتل عدد من ضباط الصفوة في الشرطة المصرية، وخطف آخر ومحاولة الفرار به إلى ليبيا، قبل أن تحرره القوات المسلحة المصرية.

ويُتوقع أن يعكس توقيف عشماوي أمس في درنة، استقرارًا أمنيًّا في صحراء مصر الغربية، إذ كان عشماوي ومجموعته يعتبران الخطر الأول الذي يداهمها، علمًا أن القوات المسلحة المصرية في حال استنفار دائم في الظهير الصحراوي الغربي، كما في سيناء، ضمن عمليتها العسكرية الشاملة «سيناء 2018» للقضاء على الإرهاب. ونجحت العملية في التصدي لعشرات سيارات الدفع الرباعي خلال محاولتها التسلل من ليبيا إلى مصر عبر الصحراء الغربية.

هل يسلم عشماوي إلى مصر؟

في الاثناء تناولت «الشرق الأوسط» السعودية الحدث، إذ نقلت عن العميد عادل العمدة، المستشار في أكاديمية ناصر العسكرية العليا بالقاهرة، قوله: «إن عشماوي معروف للأمن في مصر وليبيا، وأعتقد أن التعاون بينهما أدى إلى الوصول إليه، أخيرًا».

وقال مصدر في الاستخبارات العسكرية إنه «تم القبض على هشام عشماوي مسعد إبراهيم، ومعه ثلاث سيدات، ومصري متهم بالانضمام للعناصر المتطرفة يدعى بهاء علي، وليبي متهم بالانتماء إلى الجماعة الإرهابية، يدعى مرعي زغبية، وذلك في محور وسط مدينة درنة قبل فجر يوم الاثنين بنحو نصف ساعة. وأضاف: «عملية القبض مصورة بالفيديو، لكن لم يؤذن ببثه بعد».

وبينما أفادت مصادر عسكرية ليبية بأنه تُجرى منذ أمس مشاورات بين الجانبين المصري والليبي، لسرعة محاكمته في إحدى الدولتين، قال اللواء محمد قشقوش، المحلل العسكري وأستاذ الأمن القومي في الأكاديمية العسكرية بالقاهرة: «أعتقد أن التعاون بين مصر وليبيا يسمح بأن يسلم لمصر». وأشار إلى أنه بسقوط عشماوي تكون البنية التحتية للعناصر الإرهابية المصرية في ليبيا تعرضت لتدمير كبير.

ونشر الجيش الليبي صورة لعشماوي تظهر الدماء على وجهه. وأكدت مصادر عسكرية ليبية أن قوات حماية درنة التابعة للجيش الذي يقوده المشير خليفة حفتر، ألقت القبض على عشرات الإرهابيين من جنسيات مختلفة في الأسابيع الماضية، وأن عشماوي، ومصريين آخرين، كانوا من بين هؤلاء.

وحاول عشماوي تأسيس ما أُطلق عليه لبعض الوقت في درنة «الجيش المصري الحر»، إلا أن قيادته للمتطرفين المصريين في هذه المدينة الصغيرة الواقعة على بُعد نحو 250 كيلومترًا من الحدود مع مصر، تعرضت لمشكلات داخلية، بسبب قدوم قيادات من المتطرفين المصريين من سورية والعراق.

ويضيف مصدر مطلع على تركيبة المتطرفين في شرق ليبيا أن مسمى «الجيش المصري الحر» انتهى عمليًّا قبل عامين، وحل محله تنظيم «المرابطون» بقيادة عشماوي الذي كان يحمل اسم «أبو عمر المهاجر».

وتابع موضحًا أن المنافسة على قيادة المتطرفين المصريين في درنة وفي الجبال والوديان المحيطة بها، خلقت مجموعات تعمل كجزر منعزلة كل منها كان يحمل اسم «المرابطون». ويضيف: «تتكون العناصر المصرية المتطرفة في درنة من خليط من جماعة أنصار بيت المقدس التي تنشط في سيناء، ومن جماعة الإخوان، ومن تنظيم القاعدة، ومن تنظيم داعش».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
صب قواعد خرسانية لـ5 أبراج على خط الرويس - أبوعرقوب
صب قواعد خرسانية لـ5 أبراج على خط الرويس - أبوعرقوب
العثور على 3 قذائف هاون بسهل جفارة
العثور على 3 قذائف هاون بسهل جفارة
الشهوبي يبحث التعاون مع «بيكر» العالمية
الشهوبي يبحث التعاون مع «بيكر» العالمية
إحباط تهريب شحنة كوابل في ميناء مصراتة
إحباط تهريب شحنة كوابل في ميناء مصراتة
لجنة برلمانية تواصل نقاشاتها حول تأثير «ضريبة الدولار» على دخل المواطن
لجنة برلمانية تواصل نقاشاتها حول تأثير «ضريبة الدولار» على دخل ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم