Atwasat

تقرير فرنسي: توثيق العمل مع عمداء البلديات السبيل للسيطرة على الحدود الليبية التونسية

الجزائر - بوابة الوسط: عبدالرحمن أميني الثلاثاء 02 أكتوبر 2018, 05:00 مساء
WTV_Frequency

دعا تقرير فرنسي إلى اعتماد مسارات جديدة لتعزيز السيطرة على الحدود الليبية التونسية من خلال «إقامة توازن» بين علاقات العمل مع رؤساء البلديات والتعاون مع حكومة الوفاق الوطني.

وتسلم الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي التقرير السنوي الأول الصادر عن منظمة «قادة من أجل السلام» التي يترأسها الوزير الأول الفرنسي الأسبق، جون بيار رافاران حول وضع السلام في العالم سنة 2018 والذي تعرض إلى الأوضاع في الحدود التونسية الليبية.

التعاون مع الجوار
واقترح التقرير الفرنسي الذي اطلعت «بوابة الوسط» على نسخة منه للسيطرة على الحدود بين البلدين التعاون مع دول الجوار ليبيا بخلق جبهة موحدة ضد الجماعات المسلحة وشبكات الهجرة السرية، مضيفا «يمكننا أن نقترح مشاركة الدول الأفريقية بوسائلها البحرية أو البرية والعسكرية في العمليات الحالية التي يجريها الاتحاد الأوروبي أو الدول الأوروبية الأخرى في البحر لتحسين السيطرة على الحدود ووقف تدفق الهجرة غير الشرعية».

ونصحت منظمة «قادة من أجل السلام» بمساعدة سلطات طرابلس لاستعادة السيطرة على نقاط التفتيش بمراكز العبور في الحدود مع تونس، حيث ينبغي على البلدين تعزيز تبادل المعلومات الخاصة حول تحركات الجماعات الإرهابية والاتجار غير المشروع عبر الحدود.

كما شددت على أهمية إقامة علاقات عمل وثيقة مع مسؤولي البلديات باعتبارهم أصحاب قوة حقيقية في الميدان، لكن هذا الخيار يحمل خطر إضعاف حكومة طرابلس وتعزيز الاتجاه نحو تجزئة البلاد، لذلك سيكون من الأفضل العمل في وقت واحد على كلا المستويين التعاون مع حكومة الوفاق والعمل مع رؤساء البلديات.

تشخيص للوضع
ويشخص التقرير الوضع السائد في ليبيا وتونس حيث اعتبر الاضطراب السائد في ليبيا لا يؤثر فقط على هذين البلدين بل تمتد اثاره في جميع أنحاء المنطقة المغاربية وخارجها (مصر - الساحل)، وتؤثر أيضا على مصالح أوروبا، ولا سيما من خلال موجات الهجرة وعلاوة على ذلك، فإن الانعكاسات المترتبة على هذا الوضع ناتج عن تأثير التدخل الخارجي من طرف العديد من الدول ما يهدد التوازن الجيوسياسي في المنطقة.

ويصف التقرير نوع الأزمة في ليبيا بأزمة مفتوحة اتخذت مواجهات داخلية في كثير من الأحيان رغم دفع مجلس الامن الدولي بتعيين العديد من المبعوثين الخاصين للأمين العام للأمم المتحدة خلال الستة أعوام الماضية.

في المقابل تواجه تونس أزمة أكثر تعقيدا مع وضع تهيمن عليه المشاكل الاقتصادية والاجتماعية لبلد يواجه انتقالا ديمقراطيا.

وبسبب وجود هذين البلدين بالقرب من منطقة جغرافية ملئ بالتهديدات جعلهما في مفترق طرق بين المشاكل الاقتصادية في تونس ووضع سياسي وأمني هش في ليبيا ما يجعل الحاجة لمعرفة ما إذا كان منع الأزمتين من التعقيد يمكن أن يكون له انعكاس إيجابي على الحدود التونسية الليبية.

تعقيدات الوضع
وأضافت المنظمة الفرنسية في حالة ليبيا تبحر في مياه أكثر اضطرابا منذ أكتوبر 2011 مع نهاية العمليات العسكرية الغربية، وشهدت البلاد مرحلة من التوتر تصاعد منذ مايو 2014 على الرغم من دعم المجتمع الدولي للحكومة الوفاق الوطني وسط خصومات مع المنافسين في طبرق وبنغازي، إلى جانب رغبة قبائل الجنوب في منطقة فزان لإشراكهم في عملية التسوية ونشاط العديد من المليشيات المسلحة التي انتشرت في المدن الرئيسية وهي (الزنتان - صبراتة - الزاوية...).

واعتبر التقرير الفرنسي أن كل هذا التعقيد في الوضع الليبي يتغذى على تدخلات من الخارج.

وأشار التقرير إلى أن ما يقرب من مليوني لاجئ ليبي استقروا في تونس خلال الساعات الأولى للحرب في ليبيا ما زعزع استقرار اقتصاد البلدان؛ لكن هذا العدد انخفض بشكل كبير في العامين الماضيين، إلا أن مشكلة أخرى طفت بانضمام حوالي 3000 شاب تونسي لجبهات القتال في صفوف «داعش» في سوريا العراق وفي ليبيا في سرت على وجه التحديد. والأسوأ من ذلك، أن بعض هؤلاء الشباب بنوا مخيمات بالقرب من الحدود حيث عادوا للتسلل إلى الأرض التونسية وتنفيذ هجمات إرهابية عامي 2015 و 2016.

ويضيف تقرير المنظمة الفرنسية أنه بعيدا عن أبعاد الإرهاب، فإن الحدود هي قضية أمنية بانتعاش التهريب الذي يشكل «قطاعا غير رسمي» من صلب الاقتصاد المحلي الذي يزدهر فيه الفساد والتهريب.

كما يشترك البلدان ليبيا وتونس في ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي لا تزال مستمرة على طول شواطئ البحر الأبيض المتوسط وتواجه تحد رئيسي وسط ضغط دولي على البلدين للتصدي لمشاكل انعدام الأمن والهجرة التي تؤثر بشكل مباشر على مصالح شركاء تونس وليبيا.

والخميس الماضي استقبل الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي الفرنسي الأسبق، جون بيار رافاران وسلمه تقرير المنظمة غير الحكومية التي تحمل اسم (قادة من أجل السلام)، وتأسست العام الجاري، في حين تضم 25 شخصية دولية.

ويقول الوزير الفرنسي الأسبق إن المنظمة تتولى إطلاع الرأي العام الدولي على مخاطر الأزمات الناشئة، والنهوض باستراتيجيات مبتكرة للتأثير في قادة العالم، وإعادة بناء فكر للسلام، والحوار.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
إيقاف البناء على أرض في تاجوراء مملوكة للشركة الليبية الدولية للتنمية
إيقاف البناء على أرض في تاجوراء مملوكة للشركة الليبية الدولية ...
تقرير دولي: أكبر حصة من العمال المهاجرين الأفارقة توجد في ليبيا
تقرير دولي: أكبر حصة من العمال المهاجرين الأفارقة توجد في ليبيا
ارتفاع الدولار مقابل الدينار الليبي في السوق الموازية (الخميس 28 مارس 2024)
ارتفاع الدولار مقابل الدينار الليبي في السوق الموازية (الخميس 28 ...
وصول قطع غيار ألمانية إلى محطة كهرباء بالجبل الغربي
وصول قطع غيار ألمانية إلى محطة كهرباء بالجبل الغربي
وصول أولى رحلات شركة الخطوط الجوية التركية إلى مطار معيتيقة
وصول أولى رحلات شركة الخطوط الجوية التركية إلى مطار معيتيقة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم