رأت كبيرة المحللين في الشأن الليبي لدى «مجموعة الأزمات الدولية»، كلوديا غازيني، أن أزمة ليبيا اليوم هي أزمة متعددة الأوجه، مشيرة إلى أن ليبيا شهدت منذ ثلاث سنوات أزمة كبيرة أخرى تمثلت في الانقسام السياسي بين «الطرفين الرئيسين المتنافسين في البلد»، مما أدى إلى تكوين «تحالفات مسلحة متنافسة».
وقالت غازيني، في حوار مع قناة «روسيا اليوم» الروسية نشر الخميس: «المسار العام في ليبيا هو مسار سلبي، بعد 2011 كان لدينا تفاؤل وأمل في أن الانتخابات ستكون قادرة على تمهيد الطريق لمرحلة جديدة وفصل جديد في مستقبل البلد، لكن ما نراه اليوم هو زيادة في الانقسام وأزمة في المسار السياسي».
وأضافت: «يسهل القول للغاية إننا توقعنا هذا الإخفاق، أعتقد أننا نتفق على أن قرار التدخل في ليبيا ربما اتخذ أسرع مما ينبغي، من منطلق ماذا سيحدث بعد الحرب، وماذا سيحدث بعد إسقاط النظام».
ولفتت إلى أنه لم يجر التفكير في تلك المرحلة بصورة كافية «لأن التفكير في فترة ما بعد الحرب كان منصبًا على تنظيم انتخابات أولية وعلى العملية السياسية»، مضيفة: «لكننا نعرف أيضًا أن أزمة ليبيا اليوم هي أزمة متعددة الأوجه، فهي أزمة سياسية وأزمة أمنية وأخرى اقتصادية».
واعتبرت أن المشكلة الرئيسة في العملية الانتقالية بعد 2011 كانت التركيز بشكل كامل على العملية السياسية وعدم التفكير بقدر كافٍ في الحوار العسكري أو وضع استراتيجية بشأنه، إلى جانب الإغفال التام للبعد الاقتصادي للأزمة السياسية.
وقالت غازيني إن ليبيا اليوم في أزمة عميقة، مشيرة إلى مقال كتبته عقب مقتل القذافي في العام 2011 ذكرت فيه أن الطريقة التي نفذت بها الحرب نثرت بذورًا لسوء تصرف الفاعلين في ليبيا في المستقبل لأنها لم توضح حد المواجهات العسكرية المقبولة للفاعلين الخارجين.
ورأت أن النقاش حول ما حدث في ليبيا في 2011 والمشاكل التي ارتُكبَّت آنذاك سيكون بناءً فقط في حال نُظر إليها بهدف إيجاد حلول للمستقبل، لكن النقاش فقط بشأن الماضي لن يساعد في تحديد شكل الواقع في ليبيا اليوم.
تعليقات