رأت كبيرة المحللين في الشأن الليبي لدى «مجموعة الأزمات الدولية» كلوديا غازيني أن مقتل السفير الأميركي كريستوفر ستيفنز في بنغازي حدد سياسة الولايات المتحدة في ليبيا.
وقالت غازيني، في حوار مع قناة «روسيا اليوم» الروسية نشر الخميس إن «ما حدد سياسة الولايات المتحدة إزاء ليبيا، هو مقتل السفير الأميركي في بنغازي في العام 2012 الذي هو أحد تداعيات الحرب».
وأضافت: «حينها رأينا تراجعًا لانخراط الولايات المتحدة في ليبيا، أما اليوم فالولايات المتحدة متدخلة أكثر في إطار عمليات مكافحة الإرهاب، وهي بالتأكيد تدعم جهود الأمم المتحدة ووجود حوار وكانت تدعم بشدة اتفاق الصخيرات الذي أدى إلى تشكيل حكومة الوفاق الوطني».
لكنها قالت إن ذلك النهج الأميركي الذي «نراه اليوم هو النوع نفسه من المشاركة الموجهة للمسؤولين الأميركيين التي شهدناها على سبيل المثال في العام 2015 عندما كان للولايات المتحدة ممثل رسمي يتابع عن قرب كل التطورات».
ورأت كلوديا غازيني أن النهج الحالي للولايات المتحدة هو «نتيجة سلسلة من الحقائق، أولها أن ليبيا ملف معقد لذا فإن فهم الإدارة لأفضل مسار للتحرك يتطلب وقتًأ، فضلًا عن وجود عدة محاورين في ليبيا، لذا يصعب فهم من يقدم أفضل مسار للتحرك فيما يتعلق بالمستقبل».
وأشارت غازيني إلى أن الولايات المتحدة خطت خطوة مهمة للغاية في ديسمبر الماضي بدعوتها لرئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج لزيارة واشنطن، إذ عززت تلك الخطوة موقفه، وأظهرت دعم الولايات المتحدة له.
وقالت كلوديا غازيني إن هناك ميلًا دوليًا للتعاون أكثر مع حكومة الوفاق الوطني لأنها الحكومة المعترف بها دوليًا، معتبرة أن ذلك الأمر يُعد «محيرًا» لوجود حكومة ومؤسسات موازية في الشرق غير معترف بها.
كلوديا غازيني: أربعة أسباب وراء إصرار فرنسا على تنظيم انتخابات في ليبياكلوديا غازيني
ووصفت غازيني هذا التظاهر بالتأييد والاستمرار في هذا الاعتراف بحكومة الوفاق الوطني دون الدفع إلى مفاوضات سياسية وإلى استراتيجية أمنية لجمع الطرفين سويًا ودون وضع استراتيجية اقتصادية هو نهج قصير النظر بأنه نهج «قليل التبصر»، لافتة إلى أن الأفضل هو أن يشجع كل الفاعلين الدوليين تشكيل حكومة وفاق وطني تدمج بين الطرفين المتنافسين في ليبيا.
تعليقات