Atwasat

الحملات الانتخابية.. برامج واقعية وشعارات براقة

طرابلس - نؤاس الدراجي الأحد 22 يونيو 2014, 01:32 مساء
WTV_Frequency

تنطلق في 25 يونيو الجاري عملية انتخاب النواب لتحل محل "المؤتمر الوطني العام" سلطة تشريعية تقود المرحلة الانتقالية الثالثة والأخيرة، قبيل تنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية دائمة.

ويدخل المترشحون لعضوية مجلس النواب وكثير منهم تخالجه الحماسة لتغيير الواقع السياسي والأمني لليبيا، ويبقى عليهم إقناع الناخبين ببرامجهم كي لا يكون الأمر مجرد شعارات دعائية.

السيدة كامل اليعقوبي مرشحة مقعد التنافس الخاص بالنساء عن غريان، تؤكد أن التغيير المنتظر في مجلس النواب سيتطلب جهدًا كبيرًا لإقناع الناخبين، ومدى فاعلية مَن سيختارونهم ممثلين لهم في المجلس.

وقالت اليعقوبي لـ"بوابة الوسط": "من وجهة نظري يجب علينا كمرشحين أن نحاول خلق التغيير السياسي وترسية سفينة ليبيا في ميناء الاستقرار، من خلال الاعتماد على الحملة الانتخابية القائمة على القضية وليس على البرنامج".

وتتابع: "الفرق كبيرٌ بين حملة تعتمد على استمالة المواطن عبر طرح برنامج تنفيذي ليس من مهام النواب، بل هو اختصاصٌ أصيلٌ للحكومة، وحملة تعتمد على قضية وهي برأيي الأساس والمطلب من خلال الاهتمام بقضايا المجتمع كالمصالحة الوطنية والابتعاد عن الجهوية".

وعن المهام التي تُركت لمجلس النواب القادم، ومدى تأثيرها على أدائه، تجيب السيدة كامل اليعقوبي، "دون شك المؤتمر الوطني أصدر بعض القرارات بالقوة وتحت الضغط، وهو ما يجب تصحيحه من خلال إعادة التصويت عليها".

المترشح لا يمتلك أدوات الإقناع
يعتقد جهاد الترهوني وهو مهندس مدني أن الزاوية كغيرها من المدن، تفتقر من وجهة نظره للمترشح الذي يمتلك الأدوات لإقناع الناخبين.

ويشرح الترهوني هذا الضعف قائلاً: "بكل صراحة عندما سأتوجه إلى مراكز الاقتراع، ستواجهني مشكلة مَن هو المترشح الذي سنختاره ونمنحه صوتنا؟ مَن هو المترشح الذي يملك الأدوات الواضحة في حملته الانتخابية، والتي تقنع الناس أبناء مدينته بمنحه أصواتهم؟".

ويضيف: "عندما يتحدث أحد المترشحين من خلال حملته أنه سيعمل على زيادة مرتبات العاملين بمؤسسات الدولة، فتجد هذا الوعد غير مكتمل أو واضح، فيجب أن يشرح من خلال حملته كيف يمكنه تنويع مصادر الدخل الريعي المعتمد على النفط في ليبيا، وما المصادر البديلة التي تتيح هذا التنوع، هنا يمكن له كمرشح أن يفوز بأصوات المواطن، لأن الأخير سيشعر بالثقة في برنامجه الانتخابي".

ويتفق أحمد عبدالرحمن من بلدة الزنتان وهو أحد ثوار معارك التحرير، مع الطرح السابق، ويقول: "نعم لم نجد للأسف أي مترشح قدم برنامجًا مقنعًا لنا كناخبين، فجلهم يؤثرون فينا عاطفيًّا، بأنهم سيقدمون لنا القروض وزيادة في المرتبات وتوفير السكن اللائق والتعليم، لم يختلفوا عن سابقيهم من أعضاء المؤتمر عندما منحناهم صوتنا وخذلونا وتسببوا في الفوضى والترهل الذي تعانيه ليبيا على جميع الأصعدة".

الأسلوب نفسه
من جهتها تعتقد ليلى بن خليفة وهي ناشطة في مؤسسات المجتمع المدني أن جل المترشحين الذين يعلقون لوحات دعائية لبرامجهم الانتخابية في شوارع طرابلس، تظهر ذات الأسلوب الذي اتبعه مرشحو المؤتمر وهو محاولتهم التأثير والإغراءات بمنحهم أحلامًا غير قابلة للتحقيق.

وتصف بن خليفة هذه الحملات في حديثها مع "بوابة الوسط" قائلة: "كيف لهم ممارسة ذات الأساليب المبتذلة في الترشح، وهي وعد الناس دون تحديد كيف سيتم تحقيق هذه الوعود، المواطن في ليبيا خرج مئات المرات في الميادين ضد السياسيين السابقين، وسيخرج بشكل أكبر إذا تخلف المرشحون لعضوية مجلس النواب عن تحقيق الحد الأدنى من وعودهم التي قطعوها لناخبيهم".

ويشدد رئيس حزب "التغيير" جمعة القماطي بقوله: "المواطن سيقبل وبفاعلية في 25 من يونيو، سينتخب مجلس النواب وهو عازمٌ على إنهاء فترة الإخفاق السياسي والترهل والتخبط في اتخاذ القرار السديد، جل الليبيين يبحثون عن طي صفحة المؤتمر القاتمة، والبدء في فتح صفحة جديدة، مبنية على الأمل في تغيير الأفضل".

بين الإيجابية وخبرة الاختيار
ويضيف القماطي: "أعتقد أن المشاركة في انتخاب مجلس النواب ستكون إيجابية، وسينتخب الشعب المترشحين الأفضل، ولن يختاروا على أسس جهوية أو قبلية، لأنهم استفادوا من الدرس السابق واستوعبوه".

بدوره يرى عبدالرحمن الدوادي وهو مترشحٌ لمجلس النواب عن مدينة صبراتة أن الناس يثقون بالأشخاص الفاعلين، والذين أثبتت المرحلة الماضية أدوارهم الحقيقية في التغيير.

ويعلق الدوادي على شكل المشاركة المقبلة والانتخاب بقوله: "باعتقادي المواطن الليبي باتت لديه الخبرة وأضحت لديه الثقة في الأشخاص الفاعلين، لأن ما عقب الثورة وخلال أكثر من عامين غربل السياسيين الجدد والمخضرمين وأصبحوا في ميزان المواطن الذي لن تنطلي عليه الوعود والأحلام".

ويتابع: "أعتقد أن الحملة الانتخابية ليست ذات أهمية مثل التجربة الأولى لانتخاب المؤتمر الوطني، لأن الناس يبحثون عن ممثلي مدنهم الواقعيين، والذي لا ينتمون لأحزاب وكيانات، أو الذين يتصدرون شاشات التلفزيون".

وتعليقًا عن فصل الثوار عن فئات المجتمع، يقول: "من الخطأ أن يُفصل الثوار عن المجتمع، لأنهم جزء منه وأساسي في عملية التغيير من الواقع المزعج لليبيا، التي ينبغي أن تتبع طريق الحوار والمصالحة الوطنية، وأن يكون الأطراف الحقيقيون للحوار مشاركين، حتى نتمكن من اجتياز حاجز الثقة المعدومة، الذي لازمنا منذ أكثر من عامين".

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
مبعوث المنفي يسلم بوريطة رسالة لملك المغرب
مبعوث المنفي يسلم بوريطة رسالة لملك المغرب
إيقاف مواطن هدَّد شقيقته بسلاح ناري لمطالبتها بالميراث
إيقاف مواطن هدَّد شقيقته بسلاح ناري لمطالبتها بالميراث
«استئناف جنوب طرابلس» تقرر وقف قرار ضريبة الدولار «موقتًا»
«استئناف جنوب طرابلس» تقرر وقف قرار ضريبة الدولار «موقتًا»
جريدة أوغندية: كيف حاول موسيفيني إنقاذ القذافي من قنابل «ناتو»؟
جريدة أوغندية: كيف حاول موسيفيني إنقاذ القذافي من قنابل «ناتو»؟
بالصور.. وصول معدات ألمانية لمحطة كهرباء شمال بنغازي
بالصور.. وصول معدات ألمانية لمحطة كهرباء شمال بنغازي
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم