Atwasat

ميدل إيست مونيتور: الحرب الليبية تهدد منطقة شمال أفريقيا

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 22 يونيو 2014, 01:23 مساء
WTV_Frequency

رأى الكاتب محمد عصام العروسي في مقال نُشر على موقع "ميدل إيست مونيتور" أن ليبيا تشهد حالة من عدم الاستقرار السياسي منذ الإطاحة بنظام القذافي العام 2011، إذ شهدت البلاد تدهورًا خطيرًا في الحالة الأمنية أدى إلى اليأس من مستقبل ليبيا ومستقبل الاستقرار السياسي بها.

وأشار إلى أن ليبيا أصبحت هشة ومنقسمة بفعل الانتماءات الطائفية والدينية والثورية، وأن الحرب الليبية تضاعف من المخاطر التي تواجهها منطقة شمال أفريقيا ودول المغرب العربي، التي تعاني انتشار كثير من الأنشطة غير القانونية مثل تهريب الأسلحة والمخدرات وتهريب الأشخاص، مما يجعل من هذه المنطقة ملاذًا آمنًا للجماعات الجهادية المسلحة لوجود كل ما تحتاجه من أسلحة ومجاهدين ومعسكرات للتدريب، فأصبح من السهل تكوين الجماعات الجهادية وزيادة عمليات التهريب غير القانونية.

وأضاف العروسي أن الفشل في نزع السلاح المنتشر بين المواطنين وانتشار الجماعات المسلحة بعد انتهاء الحرب في ليبيا عوامل تساعد في زيادة عدم الاستقرار، معتبرًا أن الدولة ما زالت واقعة تحت سيطرة هذه الجماعات والانتماءات القبلية مما يقوض من سلطة الحكومة المنتخبة ويعرضها للعنف وتدخل الجماعات المسلحة.

ووصف المقال الجهود المبذولة لتكوين مؤسسات ليبية قوية بالضعيفة سياسيًا وإداريًا بسبب التأخر في إصدار الدستور، وسيطرة التشكيلات المسلحة على شرق ليبيا وعلى آبار النفط وتهديدهم بالانفصال وتكوين دولة مستقلة، وتسرع الإسلاميين في إصدار قانون العزل السياسي الذي منع عدة أحزاب من المشاركة في العملية السياسية.

وأكد الكاتب أن الدور الذي يلعبه المجتمع الدولي والناتو في ليبيا غير فعّال هدفه الاستعراض فقط.

مسلطًا الضوء على بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا التي وصفها بالصغيرة والرمزية وغير الفعّالة مقارنة ببعثات أخرى إلى دول مثل الكونغو أو كوسوفو، ولا تمتلك أية صلاحيات تنفيذية من شأنها تحقيق الأمن والاستقرار بالبلاد، مما يهدد بتحويل الثورة إلى هزيمة كبرى ووقوع ليبيا في الحرب الأهلية وعدم إمكانية إقامة أي أنشطة اقتصادية وبالتالي تحول منطقة شمال أفريقيا إلى تهديد حقيقي للغرب.

يتابع الكاتب أن دور دول المغرب العربي والمجتمع الدولي في ليبيا يجب أن يركز على عدة نقاط منها:
أولا، دعم المصالحة الوطنية في ليبيا، فمع غياب قوات دولية لحفظ السلام، تلعب كل من المغرب والجزائر دورًا رئيسيًا في دعوة الأطراف الليبية للحوار ونزع فتيل القتال والضغط لكتابة دستور ديمقراطي يضمن الديمقراطية والتعددية السياسية ويحول دون وقوع الدول فريسة التطرف أو الديكتاتورية أو النظم العسكرية.

ثانيا، تفعيل دور دول المغرب العربي والمؤسسات الدولية، وتوفير المعلومات الكافية عن الجماعات المسلحة الليبية تمهيدًا للقضاء عليها.

ثالثًا، تقوية ودعم القوات المسلحة الليبية، فعدم وجود الأمن يرجع إلى ضعف الجيش، وفي هذا السياق تستطيع دول المغرب والجزائر المساهمة في تدريب الجيش الليبي دون إرسال قوات إلى الأراضي الليبية. فالتدخل العسكري في ليبيا لن يسهم في حل الأزمات التي تواجهها ليبيا، والتي تؤثر على دول المغرب، دون وجود ديمقراطية تعبر عن الشعب الليبي.

رابعًا، المساعدة في مراقبة الحدود والتنسيق بين الأجهزة المختلفة بين دول المغرب لمنع تسلل الجماعات المسلحة وغيرها من المخاطر الأمنية التي تهدد استقرار المنطقة كلها.

خامسًا، مساعدة ليبيا في إقامة مؤسسات إدارية قوية وفعّالة تحمي مصالح المواطنين، بالإضافة إلى دعم فكرة التوافق الاجتماعي وتكوين مجتمع مدني قوي يمثل ويضم جميع الطوائف الليبية.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
بعد سجال الدبيبة والكبير.. «بوابة الوسط» تستكشف حقيقة تصفير الدين العام
بعد سجال الدبيبة والكبير.. «بوابة الوسط» تستكشف حقيقة تصفير الدين...
ضبط شخص يبيع أسطوانات غاز الطهي في السوق السوداء بالبيضاء
ضبط شخص يبيع أسطوانات غاز الطهي في السوق السوداء بالبيضاء
حالة الطقس في ليبيا (الخميس 28 مارس 2024)
حالة الطقس في ليبيا (الخميس 28 مارس 2024)
«الأرصاد» يحذر من رياح نشطة على الساحل من درنة إلى طبرق
«الأرصاد» يحذر من رياح نشطة على الساحل من درنة إلى طبرق
السوق الرسمية: ارتفاع الإسترليني أمام الدينار
السوق الرسمية: ارتفاع الإسترليني أمام الدينار
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم