تصاعد القلق بين الأوساط السياسية والأمنية والاقتصادية في إيطاليا تجاه تطورات الوضع في العاصمة طرابلس منذ أكثر من أسبوع.
وقالت وزارة الخارجية الإيطالية في روما اليوم الإثنين، إن السفارة الإيطالية في طرابلس لا تزال تعمل، لكنها أوضحت في بيان رسمي أنه تم إجلاء الموظفين غير الضروريين، في مؤشر واضح على أن روما تأخذ مأخذ الجد ما يجري من مواجهات بين مختلف المجموعات المسلّحة في ومن حول المدينة.
وأعلن جهاز المخابرات الإيطالي عما وصفه بمخاوف جدية من أن يتسبب الوضع الحالي في ما سماه «بقنبلة حقيقية» في ملف الهجرة غير الشرعية.
وغرد وزير الداخلية ماتيو سلفيني محذرا من عواقب «الأعمال العدائية» في ليبيا على الدبلوماسيين والرعايا الإيطاليين والعسكريين في البلاد، فيما وصفه نتيجة أعمال عسكرية لا معنى لها.
وأكدت مصادر إيطالية مطلعة قيام سفينة تابعة لمؤسسة «إيني» للطاقة أبحرت من مليتة لترحيل ثمانية من موظفي السفارة الإيطالية، وفريق من المهندسين الإيطاليين وأنه لم يتبق في السفارة سوى ستة موظفين.
في غضون ذلك كرست الصحف باختلاف اتجاهاتها مقالات رئيسة للتعقيب على تطور الموقف في طرابلس، ودعت صحية لاستامبا الصادرة في تورينو وبشكل صريح إيطاليا لتغيير تحالفاتها في ليبيا حفظا على مصالحها في مواجهة فرنسا.
ورأت عدة صحف إيطالية أيدي باريس في ما يجري من مستجدات، لكن صحيفة «كوريري ديلا سيرا» كبرى صحف البلاد الصادرة في ميلانو، كتبت مقالة وقعها أحد أبرز محرريها فرانكو فانتوريني خلص فيها إلى أن الوضع الليبي الحالي يقود إلى ثلاثة استنتاجات رئيسة.
ومن بين هذه الخلاصات التخلي عن وهم تنظيم انتخابات نهاية العام في البلاد، وثانيا جمع فرنسا وإيطاليا لتنظيم مؤتمر لليبيين، وثالثا التخلي عن البحث عن حلف إيطالي أميركي في ليبيا.
تعليقات