أبدت الممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية، فيديريكا موغيريني، ارتياحها لتجاوز الأزمة في منطقة «الهلال النفطي» وعودة الأمور إلى طبيعتها، مؤكدة أن الثروة النفطية ملك لكل الليبيين ويجب أن تسخَّر لإنعاش الاقتصاد وتحقيق الازدهار للبلد، وبما يفرض عدم تكرار مثل هذه الأحداث الضارة على أكثر من صعيد، بحسب ما نشره المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني عبر صفحته على «فيسبوك».
جاء ذلك خلال اجتماع رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج مع موغيريني، بمقر المجلس الرئاسي في العاصمة طرابلس، صباح اليوم السبت، بحضور سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، باتينا موشيدت، وعدد من كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي، والمفوض بوزارة الخارجية محمد سيالة والمستشار السياسي لرئيس المجلس الرئاسي طاهر السني وعدد من مسؤولي المجلس الرئاسي ووزارة الخارجية.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي: «إن الاجتماع تناول عددًا من الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية، إضافة إلى ظاهرة الهجرة غير الشرعية».
وأضاف أن موغيريني عبَّـرت خلال اللقاء عن سعادتها بلقاء السراج لأول مرة في العاصمة طرابلس بعد لقاءات واجتماعات في محافل دولية وإقليمية متعددة، مجددة التأكيد على دعم الاتحاد الأوروبي الكامل حكومة الوفاق الوطني، وما تقوم به من جهود لتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار للبلاد.
وقالت موغريني: «إن سياسة الاتحاد الأوروبي تستهدف تحقيق الاستقرار في ليبيا وإن الاهتمام ليس مقتصرًا على قضية الهجرة، بل هناك عديد المشاريع لدعم ليبيا في المجال الاقتصادي ودعم البلديات وأجهزة الدولة ومؤسساتها، إضافة لبرنامج تدريب خفر السواحل، والعمل المشترك على تأمين حدود ليبيا الجنوبية».
من جانبه رحب السراج بالمسؤولة الأوروبية والوفد المرافق لها في أول زيارة لها إلى ليبيا، مشيدًا بدعم الاتحاد الأوروبي حكومة الوفاق الوطني.
وفيما يخص أحداث «الهلال النفطي» قال السراج: «إن النفط هو المصدر الوحيد للدخل في ليبيا، ويجب أن يكون في منأى عن الخلافات والمغامرات السياسية، وخارج نطاق الصراعات بمختلف أشكالها».
وأشار المكتب الإعلامي إلى أن السراج وموغيريني، اتفقا «على أهمية وجود موقف أوروبي موحد تجاه القضايا السياسية في ليبيا، وأن يجرى العمل بالنسبة لمسار الانتخابات وغيرها من مسارات تحت مظلة الأمم المتحدة».
وفي الملف الاقتصادي، عبر السراج عن تطلعه إلى «علاقة شراكة حقيقية بين ليبيا والاتحاد الأوروبي».
وقال المكتب الإعلامي إن موغيريني «وافقت» على مطالب السراج «بتفعيل اللجان المشتركة، كما أبدت استعداد الاتحاد الأوروبي بتخصيص منح دراسية للطلبة الليبيين في الجامعات الأوروبية، ودعمت ما اتفق السراج بشأنه مع رئيس البرلمان الأوروبي خلال محادثاتهما مؤخرًا في طرابلس بالتعاون في المجال الصحي وقدوم فريق أوروبي يضم مختلف التخصصات إلى ليبيا».
وبالإضافة إلى علاج المرضى الليبيين بالمستشفيات الأوروبية، أكدت موغيريني توفير الدعم لحل ما تواجهه البلديات من مشاكل.
وفي ملف الهجرة اتفق الجانبان على ضرورة إيجاد حل شامل يأخذ في الاعتبار كافة أبعاد المشكلة، وضرورة الاهتمام بتنمية دول المصدر من خلال مخطط شامل لدعم المنطقة اقتصاديًّا، وفق ما نشره المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي.
تعليقات