كشف رئيس العمليات البحرية في منظمة «إس أو إس البحر المتوسط»، أسباب عدم رسو سفينة «إكواريوس» في سواحل ليبيا أو الجزائر، بعد رفض إيطاليا ومالطا السماح لها بالرسو في سواحلهما.
وفي أعقاب أزمة سفينة الإنقاذ المحاصرة في البحر المتوسط، الحاملة لـ 629 مهاجرا أنقذوا لدى إبحارهم من سواحل ليبيا أثيرت تساؤلات عن سبب عدم اتجاه «اكورايوس» للرسو في ليبيا أو تونس أو الجزائر، التي هي أقرب من دول الاتحاد الأوروبي.
الضرورة القصوى
ورد أنطوان لوران رئيس العمليات البحرية في منظمة «إس أو إس البحر المتوسط» حول استبعاد ليبيا من عملية إعادة المهاجرين، قائلا: «لن نعود أبدا إلى المياه الإقليمية الليبية، إلا في حالات الضرورة القصوى»"، واستشهد بـ«وقوع انتهاكات حقوق الإنسان للمهاجرين في ليبيا وتم توثيقها على نطاق واسع»، على حد زعمه.
وأضاف المسؤول ردا على سؤال لجريدة «ليبراسيون» الفرنسية اليوم الأربعاء: «هناك ضرورة ملحة في القانون الدولي لإيصال الأشخاص الذين يتم إنقاذهم في البحر إلى مكان آمن».
وعلى الجانب الجزائري، أشار أنطوان لوران إلى تقارير تتحدث عن ترحيل المهاجرين الأفارقة إلى الحدود في الصحراء الكبرى، مذكرا بمبدأ «عدم الإعادة القسرية» للأشخاص.
وفي نفس السياق، ينص ميثاق الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية على أن «عمليات الطرد الجماعية محظورة» وأنه «لا يجوز إبعاد أي شخص أو طرده أو تسليمه إلى دولة يتعرض فيها لخطر قد يحكم عليهم بالإعدام أو التعذيب أو غيره من ضروب المعاملة أو العقوبة اللاإنسانية أو المهينة».
ظروف تقني
وشدد الضابط الفرنسي بعمليات الإنقاذ على ضرورة توفر ظروف تقنية أخرى حيث وجب أن تكون البلاد جاهزة لاستقبال 630 مهاجرا، والتي يجب العناية بهم، ويضيف أنطوان لوران: «في بعض الحالات الخطيرة للغاية، قمنا بالفعل بإرسال طائرات هليكوبتر إلى تونس، عندما كانت حياتهم في خطر، لكن عدد الأشخاص الذين كانوا على متن السفينة أكواريوس لم يتركوا هذا الاحتمال»، بحسب ما ذكرته المنظمات الإنسانية.
وكان 629 مهاجرا أنقذوا في المياه الدولية لليبيا وعلقوا على متن السفينة منذ أغلقت إيطاليا موانئها يوم الأحد الماضي في وجه «إكواريوس»، ورفضت السلطات المالطية كذلك استقبال السفينة، في وقت أثارت القضية أزمة دبلوماسية على خلفية استدعاء وزارة الخارجية الإيطالية اليوم الأربعاء، السفير الفرنسي لدى روما للاحتجاج بشأن تصريحات اعتبرت «مثيرة للدهشة» صادرة عن الرئاسة الفرنسية بشأن رفض إيطاليا استقبال السفينة.
واليوم الأربعاء أعلن رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز إن بلاده تستقبل سفينة الإنقاذ المحاصرة في البحر المتوسط، حتى تساعد في تجنب حدوث كارثة إنسانية.
وقال سانشيز إنه سيوفر «ملاذا آمنا» للسفينة «أكواريوس»، ولركابها.
تعليقات