حذر رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، فائز السراج، من «خطورة استمرار الانسداد في العملية السياسية» في ليبيا، مشددًا على ضرورة «التعامل مع المعرقلين للحل السياسي ولمسار التوافق بالنصح أو الضغط».
جاء ذلك في كلمته التي ألقاها اليوم الأحد، أمام القمة العربية العادية الـ29، التي استضافها مركز الملك عبدالعزيز الثقافى العالمى (إثراء) بالظهران في المملكة العربية السعودية.
وقال الشراج في كلمته التي نشر مقتطفات منها مكتبه الإعلامي على «فيسبوك»: «إن هناك تداعيات سلبية للأزمة في ليبيا، لكن الإيجابيات عديدة، وتدعو للتفاؤل»، مشيرًا إلى أن «ما تحقق من أمن وسلام في العاصمة طرابلس وغيرها من المدن» الليبية.
وطلب رئيس المجلس الرئاسي في كلمته من القادة العرب «ضرورة التنسيق مع حكومة الوفاق عند اتخاذ أية إجراءات تخص الدولة الليبية، حتى لا تعمق مثل هذه الإجراءات حالة الانقسام السياسي»، مشيدًا بمساندة الدول العربية لحكومة الوفاق الوطني من خلال مواقفها الداعمة، لمسار التوافق وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة.
واستعرض السراج في كلمته تطورات الأوضاع في ليبيا، مؤكدًا على «خيار الانتخابات كحل للأزمة الراهنة» في البلاد، وقال إنه «يحظى بتأييد شعبي واسع ويحتاج إنجازه إلى قاعدة دستورية تتمثل في الاستفتاء على مشروع الدستور وإقرار قانون الانتخابات».
وتطرق رئيس المجلس الرئاسي إلى ملف الهجرة غير الشرعية، معددًا ما بذلته حكومة الوفاق الوطني من جهود لمواجهة تحديات الهجرة، داعيًا إلى تعاون أكبر بين ليبيا ودول الجوار في هذا الشأن. كما تطرق إلى قضية المواطنين الليبيين المهجّرين بالخارج، داعيًا إياهم «جميعًا دون استثناء للعودة إلى وطنهم» مؤكدًا أن «ليبيا لن تبنى إلا بعقول وسواعد جميع أبنائها».
كما تحدث السراج عن الوضع الاقتصادي في ليبيا، والجهود المبذولة لإنعاشه، مشيرًا إلى مساعي حكومة الوفاق الوطني «لضمان إشراك ليبيا في إدارة الأصول والأموال الليبية المجمدة في البنوك الأجنبية للحد من الخسائر التي لحقت بها وتحقيق استفادة الشعب الليبي منها، مبديًا تطلعه لدعم عربي لهذا التوجه».
وأكد السراج أن محاربة الإرهاب «هو هدف مشترك لليبيين جميعًا، حماية لأمن ليبيا الذي هو من أمن جيرانها»، وتطرق للجهود المبذولة لتوحيد المؤسسة العسكرية قائلًا «إنه هدف لن نحيد عنه مهما كانت الظروف»، داعيًا إلى «عدم الالتفات لدعاة الفتن ومروّجي الاشاعات التي زادت وتيرتها مؤخرًا، وتستهدف الجهود المبذولة للم الشمل وتوحيد الصف».
وفي ختام كلمته دعا رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج إلى استضافة «القمة الثقافية العربية 2020» التي كانت قد دعت إليها ليبيا سابقًا، مؤكدًا «قدرة الثقافة على إحداث تحول إيجابي في مجتمعاتنا، وخلق وعي يتصدى لدعوات التطرف والتعصب والإرهاب».
تعليقات