دانت منظمة "مراسلون بلا حدود" اغتيال رئيس تحرير صحيفة برنيق، مفتاح بوزيد، في بنغازي، وطالبت المنظمة بضمان سلامة الصحفيين في الدولة الليبية الجديدة.
اغتيل مفتاح بوزيد بكل وحشية لدى نزوله من سيارته في شارع الاستقلال (شارع جمال عبدالناصر سابقًا)، وسط بنغازي، حيث ظهر مسلّحون مجهولون على متن سيارة قبل أنْ يطلقوا عليه ثلاث رصاصات أُصيب على أثرها في الرأس والبطن.
وقالت المنظمة: "إنّ بوزيد يحظى باحترام واسع وسط أهالي بنغازي، بفضل مواقفه الثابتة والجريئة ضد الجماعات المتطرفة المنتشرة في البلاد".
وعشية اغتياله، حلّ بوزيد ضيفًا على القناة الفضائية "ليبيا لكل الأحرار" لمناقشة الأحداث الأخيرة في البلاد والسياق السياسي والأمني الحالي الذي يبعث القلق بشكل متزايد. وقبل ذلك ببضعة أيام، صرّح لصحيفة "القدس العربي" بأنّه تلقى مؤخرًا تهديدًا مباشرًا بأنْ يُغادر ليبيا خلال 24 ساعة، وإلّا تعرّضت حياته للخطر.
وأكّدت المنظّمة أنّها تواصلت هاتفيًا مع مديرة مكتب قناة "ليبيا لكل الأحرار" في بنغازي، خديجة العمامي قالت: "نحن الصحفيين والإعلاميين، نواجه جميعًا نفس الوضع المتمثّل في انعدام الأمن بشكل مستمر في بنغازي، إذ مازلنا نتلقى جميعًا تهديدات يوميّة بسبب نشاطنا المهني ويمكن لأي منا أنْ يُقتل في أي لحظة".
وطالبت المنظّمة السلطات الليبيّة بفتح تحقيق في أقرب وقت ممكن لتوضيح أسباب هذا الاغتيال وتحديد هوية الجناة، الذين يجب محاكمتهم أمام العدالة.
وقالت مديرة الأبحاث في المنظمة لوسي موريون: "نذكر بشدة أنّه من الأهمية بمكان السهر على ضمان سلامة الصحفيين في الدولة الليبية الجديدة، وإلّا فإن وسائل الإعلام لن يكون باستطاعتها العمل بحرية. في ضوء المناخ السائد الذي يطغى عليه العنف ضد الإعلاميين في البلاد، فإنّه لا يمكن استبعاد السبب المهني في هذا الاغتيال المأساوي الذي ذهب ضحيته مفتاح بوزيد. يجب اتخاذ إجراءات تشريعية وقضائيّة على الفور لوضع حد للإفلات من العقاب وإتاحة المجال لسيادة القانون مع ضمان حماية واحترام حرية التعبير والإعلام، التي تُعتبر شرطًا أساسيًا لإقامة مجتمع ديمقراطي مستدام في ليبي".
تعليقات