ألغى سفراء دول الاتحاد الأوروبي الثماني والعشرين المعتمدين في بروكسل، رحلة جماعية إلى ليبيا "لأسباب أمنية وبسبب متاعب السلطات الليبية في بلورة تسوية سياسية لأزمة تقاسم السلطة".
وقال دبلوماسي أوروبي في بروكسل، لـ"بوابة الوسط": "إن الرئاسة الدورية الأوروبية التي تتولاها اليونان، خططت لإرسال أعضاء اللجنة الأمنية والسياسية في المجلس الأوروبي المكونة من سفراء الدول الأعضاء إلى طرابلس لتوجيه رسالة تضامن قوية وغير مسبوقة للشعب الليبي، ولكن التطورات التي رافقت إطاحة علي زيدان والصراع حول تعيين خلف له إلى جانب مسألة توفير الأمان لقافلة تضم 28 سفيرًا حالت دون ذلك".
واعتاد الاتحاد الأوروبي إرسال أعضاء اللجنة الأمنية والسياسية إلى المناطق التي يعتبرها حيوية، لتأكيد التزامه تجاهها، وسبق أن أرسل سفراءه إلى الأراضي الفلسطينية وجورجيا وهايتي، ولكن إلغاء الزيارة التي كانت مقررة إلى ليبيا تعكس وجود تحفظ أوروبي تجاه عجز السلطات الليبية، وفرقاء الصراع السياسي على تطبيع الوضع الليبي وفق الدبلوماسي نفسه.
صعوبة الالتزام تجاه ليبيا
وبدأ الاتحاد الأوروبي الذي قام أخيرًا بتعيين مبعوث خاص له إلى ليبيا، في شخص الإسباني برناردينو ليون، يشعر وفق المصادر الدبلوماسية بنوع من الإنهاك في مواكبة تصرفات الفعاليات السياسية والحزبية في ليبيا، والصراع بينها، والذي بات يعيق التوصل نحو دولة المؤسسات والقانون، والسيطرة على المجموعات المسلحة.
وقرر الاتحاد الأوروبي وفق المصادر تخفيض الموازنة المكرسة لمهمته الأمنية (يوبام - ليبيا)، التي انتشرت منذ عام واحد ولم تحقق أي نتائج على الأرض.
ولن تتجاوز موازنة البعثة الأمنية في ليبيا خلال الفترة من مايو 2014 إلى يونيو 2015 مبلغ 26 مليون يورو، بدل مبلغ الثلاثين مليون يورو التي تم تكريسها للعام الماضي.
وأكد المصدر الدبلوماسي الأوروبي لـ"بوابة الوسط"، أن على الرغم من مظاهر التردد والاستياء الأوروبية فإن قيام الاتحاد بتعيين الدبلوماسي الإسباني برناردينو ليو، يعكس رغبة فعلية من جانب الأوروبيين في المساهمة في بسط استقرار سياسي وأمني مستدام في ليبيا.
وقال: إن الاتحاد يأمل أن يتسلم الليبيون بشكل صحيح هذه الرسالة، وأن المبعوث الأوروبي سيكون خاضعًا هذه المرة للسلطات بروكسل الاتحادية، ولا دخل للدول الأعضاء في توجيه مهمته، مما يقلل من فرص تسجيل مشاحنات أوروبية عن ليبيا، وأن الممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية حرصت على وصف برناردينو ليون في بيانها على أنه مبعوث خاص وليس ممثلاً للاتحاد الأوروبي، أسوة بالممثلين الآخرين للتكتل في مناطق أخرى من العالم.
وتنتهي مهمة ليون كمندوب للاتحاد الأوروبي في جنوب المتوسط يوم 30 يونيو المقبل، مما يسمح له للتفرغ كليًا للملف الليبي، وحتى تغيير طاقم قسم العمل الخارجي الأوروبي في نوفمبر المقبل مما قد يتيح له أن يتبوأ مكانة أفضل.
تعليقات