اعتبر المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، أنَّ أهم ما جاء في البيان الذي صدر من قبل رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج والمشير خليفة حفتر عقب لقائهما في ـلا سيل سان كلو قرب باريس في مايو الماضي، «هو الدعوة إلى إجراء الانتخابات، التي دخلت ضمن خطة العمل التي قدمها إلى مجلس الأمن».
وقال سلامة خلال حديثه لجريدة «الحياة» السعودية أمس الأربعاء: «المشير حفتر كان من سنة تقريبًا بعيدًا عن جزء كبير من السياسيين، أما الآن فما بتنا نلمسه منذ نحو 6 أشهر هو أن دولاً لم تكن تتعامل معه توصلت إلى نتيجة أنه من غير الواقعي التعامل مع الشعب الليبي وتجاهل حفتر».
وأضاف: «لذلك دُعي إلى بلدان لم تدعمه، فزار إيطاليا وتونس، وأعلم أنه يسعى إلى زيارة المغرب والجزائر، وزار موسكو.».
ولفت سلامة إلى أن ما حصل هو توافر مستوى أعلى من «السيولة السياسية، وبكل تواضع نحن ذوو علاقة بهذا الأمر، بمعنى أننا نشجع التلاقي بين الليبيين والدول الأجنبية لتكون على تواصل مع كل الأطراف. وهذا حاصل. لم يعد الانحياز بالحدة التي كان عليها قبل أن نصل ليبيا».
وعما إذا كان هناك تنسيقٌ مع فرنسا حول ليبيا، قال: «تقريبًا كل وزراء الخارجية الذين يزورون ليبيا يبدأون إجمالاً بلقاء معي ويتصلون بي هاتفيًّا بعد أن يقوموا بزياراتهم، هذا ينطبق على وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وإيطاليا، فالمجتمع الدولي حريص على ذلك. وعندما اجتمع وزراء الثلاثية المصرية- التونسية- الجزائرية في تونس، تحدثوا معي قبل إصدار بيانهم ودعوني إلى العشاء معهم بعد ذلك. إذًا هناك تواصل مع كل الدول تقريبًا».
وحول الرعاية الخارجية مترامية الأطراف قال سلامة: «ليبيا قارة بحد ذاتها، والهويات المحلية قوية جدًّا عند الناس، ويؤدي ذلك إلى تعلق كبير لدى الليبيين إما بمدينتهم أو بقبيلتهم أو بمنطقتهم».
وآمل غسان سلامة «أن يتنبه الليبييون إلى العلاقة الجدلية بين الانفكاك الداخلي والتدخلات الخارجية، بمعنى أنه من سوء حظ أي بلد في العالم أن يدخل في حلقة مفرغة، حيث ضعف الدولة الداخلي يؤدي إلى مزيد من التدخلات الخارجية، ما يضاعف وهن الدولة».
تعليقات