يحل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الجزائر غدًا الأربعاء، في زيارة «عمل وصداقة»، يبحث خلالها مع الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة ورئيس الحكومة أحمد أويحيى، الأوضاع الإقليمية وعلى رأسها الحالة الأمنية في ليبيا.
ويرغب ماكرون الذي سيقوم بزيارة خاطفة تستغرق بضع ساعات في مزيد من التعاون والتنسيق مع الجانب الجزائري، ولا سيما فيما يتعلق بالأوضاع الأمنية في ليبيا ومالي، والحرب على الإرهاب في دول الساحل الأخرى.
وبحسب بيان صادر عن «الإليزيه» اليوم الثلاثاء، فإن الرئيس ماكرون سيلتقي نظيره الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة بمقر إقامته في زرالدة بالضاحية الغربية للجزائر العاصمة، لبحث القضايا المتعلقة بالأمن الإقليمي والدولي، ولا سيما الأزمات في ليبيا والساحل ومكافحة «الإرهاب».
خبراء: الزيارة الخاطفة الموسومة بـ«زيارة عمل وصداقة» لن تكون قراراتها ملزمة للطرفين، رغم أن الحديث سيكون منصبًا على قضايا الأمن الإقليمي
ويقول خبراء بملف العلاقات بين البلدين في تصريحات إلى «بوابة الوسط»، إن الزيارة الخاطفة الموسومة بـ«زيارة عمل وصداقة» لن تكون قراراتها ملزمة للطرفين، رغم أن الحديث سيكون منصبًا على قضايا الأمن الإقليمي، ومكافحة الإرهاب، خاصة ما يتعلق بالقتال ضد الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل، إذ تود فرنسا من الجزائر أن تتعاون عسكريًا وعلى نحو أكثر تنسيقًا سواء في مالي وأيضًا في ليبيا والنيجر، بيد أن الصعوبة هي أن الجزائر ليست جزءًا من مجموعة الساحل الخمس التي أنشأتها باريس، حيث ترفض التدخل خارج حدودها.
تدفقات الهجرة
ويمكن تصور أن واقع تدفقات الهجرة السرية دائمًا ما يكون حساسًا جدًا بالنسبة للعلاقات بين باريس والجزائر، وبينما يركز ماكرون خطواته كثيرًا على ليبيا، يتجنب الخوض في قضية توافد المهاجرين من الجزائر والمغرب إلى أوروبا، ولا سيما أن مستشاري الرئيس الفرنسي يشيرون إلى احتمالات عدم الاستقرار السياسي في الجزائر بسبب الوضع الاقتصادي المتدهور، لكن الموضوع يُعد من المحظورات ويتطلب نوعًا من الحذر بسبب الحفاظ على المصالح المشتركة.
وكانت آخر زيارة قام بها ماكرون إلى الجزائر في فبراير الماضي، عندما كان مرشحًا للانتخابات الرئاسية، والتي وصف خلالها الاستعمار الفرنسي (1830-1962) بـ«الجريمة ضد الإنسانية»، ما لاقى ترحيبًا في الجزائر، لكنه أثار انتقادات في فرنسا من قبل أحزاب اليمين واليمين المتطرف.
تعليقات