أعلنت رواندا، استعدادها لتوفير ملاذ آمن لنحو 30 ألف مهاجر أفريقي تقطعت بهم السبل في ليبيا ويعانون ظروفًا صعبة، بعد أيام من بث شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية تسجيلاً مصورًا أظهر مهاجرين يباعون في مزاد؛ للعمل في مزارع ليبيا لم يتم التحقق من صحته حتى الآن رغم ما آثاره من ردود فعل غاضبة على المستوى الدولي.
ونقل القسم العربي من هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عبر موقعه على الإنترنت، اليوم الخميس، أنَّ وزارة الخارجية الرواندية قالت في بيان: «نظرًا لتاريخنا، لا يمكننا أن نظل صامتين بينما تساء معاملة البشر ويباعون كقطعان الحيوانات».
هلع رواندي
وتشير تقارير دولية إلى أنَّ مئات الآلاف من المهاجرين الأفارقة يتوجهون إلى ليبيا كل سنة أملاً بالوصول إلى أوروبا، لكن العديد منهم يتم احتجازهم من قبل مهربي البشر ويجبرون على العمل لقاء أجور بخسة أو بالمجان، وفق ما نقلته «بي بي سي».
وجاء في بيان وزارة الخارجية الرواندية أيضًا: «رواندا، كغيرها من دول العالم، أصابها الهلع إزاء مناظر المأساة الجارية الآن في ليبيا، حيث حوِّل الرجال والنساء والأطفال الأفارقة الذين كانوا في طريقهم إلى المنفى إلى عبيد».
مفاوضات أفريقية
ونقلت جريدة «نيو تايمز» عن وزيرة الخارجية الرواندية، لويز موشيكيوابو، قولها: «إن رواندا بلد صغير، ولكنها ستتمكن من إيجاد مكان لإيواء المهاجرين». وأضافت: «إن رواندا منخرطة الآن في مفاوضات مع مفوضية الإتحاد الأفريقي للتوصل إلى صيغة حول التدخل وإيواء المهاجرين الأفارقة الذين تقطعت بهم السبل في ليبيا».
وذكرت موشيكيوابو للجريدة الموالية للحكومة الرواندية: «أتوقع وأعرف أن الروانديين سيرحبون بهؤلاء. كروانديين، نحن نتحسس بأولئك الذين لا حول لهم والذين لا يتمكنون من الدفاع عن أنفسهم. هذا أمر مزروع فينا، فنحن نقدر البشر»، وأشارت الوزيرة إلى أن «مفاوضات تتواصل مع إسرائيل حول إمكانية قبول المهاجرين الأفارقة في تلك البلاد»، بحسب «بي بي سي».
احتجاز مهاجرين
وكان الاتحاد الأفريقي عبَّـر، الأسبوع الماضي، عن غضبه بعدما نشرت «سي إن إن» تسجيلاً مصورًا أظهر مزادًا لبيع مهاجرين أفارقة في منطقة غير معروفة من ليبيا، وهو ما أدى إلى حملات دولية للضغط على ليبيا للتحقيق في هذه الممارسات.
وكانت منظمة الهجرة العالمية قالت في أبريل الماضي إنها حصلت على أدلة تشير إلى وجود الرق في ليبيا. ونقلت «بي بي سي» عن أحد مسؤولي المنظمة في ليبيا قوله: «إن مهربي البشر يختطفون المهاجرين ويحتجزونهم رهائن، وإذا عجز ذووهم عن دفع الفدى يقومون ببيعهم في أسواق النخاسة بأسعار تعتمد على مؤهلاتهم».
تعليقات