Atwasat

الإسلاميون يعرقلون العودة إلى الشعب

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 06 مايو 2014, 03:33 مساء
WTV_Frequency

كشفت جلسة انتخاب معيتيق رئيسًا للوزراء سيطرة التيار الإسلامي بشقيه (المعتدل والمتطرف) على المؤتمر الوطني، فمن بين المرشحين السبعة لم يبق إلا معيتيق والحاسي المحسوبان على التيار الإسلامي، ومع ذلك لم يتمكن الإسلاميون من توفير النصاب القانوني إلا بعد مماطلة واستدعاء أعضاء لم يرغبون في حضور جلسة التصويت، ربما بالتهديد أو الترغيب، على الرغم من أن النائب الأول لرئيس المؤتمر عز الدين العوامي يصر على أنه رفع الجلسة، عندما انتهى التصويت بموافقة 113 عضوًا على انتخاب معيتيق رئيسًا للوزراء.

التصويت سرًا وعلنًا
في الجلسة الأولى، كان التصويت سريًّا وعندها طالبت الغالبية بالتصويت علنًا، وهو مما يؤكد أن كثيرًا من أعضاء المؤتمر يتصرفون سرًا عكس ما يتصرفون علنًا، ولأنهم يخشون عواقب مواقفه المعلنة صوَّتوا لمعيتيق، عكس ما فعلوا عندما صوَّتوا بطريقة سرية.

عدم وجود رئيس وزراء يحظى بصلاحيات كاملة يربك خطط الإسلاميين، فإذا بقي الثني رئيس حكومة تصريف أعمال، ستتعطل الموازنة العامة للدولة وعندها ستخرج المظاهرات مرة أخرى للمطالبة برحيل المؤتمر وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة، وهو ما يفزع الإسلاميين لعلمه المسبق أنهم لن يفوزوا في هذه الانتخابات، وبالتالي فانتخابهم أحمد معيتيق سيؤجل تنظيم الانتخابات البرلمانية أطول فترة ممكنة.

ضغط الشارع
عندما ضغط الشارع بشدة مطالبًا برحيل المؤتمر، وافق الإسلاميون الذين يسيطرون على المؤتمر -خاصة كتلة "الوفاء لدماء الشهداء" التي انقسمت إلى ثلاث كتل وكتلة العدالة والبناء وكتلة الجبهة الوطنية -على إجراء انتخابات برلمانية ووافقوا أيضًا على تشكيل لجنة فبراير التي لم تكن توصياتها لصالح الإسلاميين، خاصة التوصية بانتخاب رئيس الدولة من الشعب مباشرة، لعلمهم أنهم لا يستطيعون الضغط على الشعب ولا حتى إغراءه، ولكنهم يستطيعون السيطرة على مجموعة صغيرة مثل أعضاء المؤتمر وبالتالي فقد سعوا إلى عرقلة هذه التوصية مُصرِّين على انتخاب رئيس الدولة من طرف البرلمان، وعلى الرغم من موافقتهم على إجراء انتخابات برلمانية فإنهم لم يتوقفوا عن عرقلة إجراء هذه الانتخابات، وتفريغها من محتواها، فحتى الآن لم يُعرف بعد موعد هذه الانتخابات على الرغم من إعلان موعدي فتح وقفل باب التسجيل لهذه الانتخابات.

مثل هذا الأمر تكرر خلال الثورة الإيرانية التي فجَّرتها شرائح وتيارات مختلفة، إلا أن الإسلاميين فقط هم من قطف ثمارها في نهاية المطاف، ففي البداية استهدف الإسلاميون بقيادة الخميني القيادات العسكرية والأمنية في عهد الشاه جميعًا، ثم جاءت الحرب مع العراق هدية غير متوقعة من صدام حسين، فأرسلوا ما تبقى من الجيش إلى الجبهة، وهم يستأصلون بقية التيارات المشاركة في الثورة، مثل حزب تودة الشيوعي ومجاهدي خلق الذين يمزجون بين الإسلام والماركسية، وأخيرًا انثنوا على التيار القومي ثم التيار الليبرالي بقيادة الرئيس حسن بني صدر، حتى لم يبق غيرهم.

القذافي خدم الإسلاميين
الأمر يتكرر في ليبيا خاصة أن القذافي خدم الإسلاميين بتدمير الجيش، فلو وُجد جيش قوي في ليبيا مثلما حدث في مصر، لما تمكَّن الإسلاميون من فرض صوتهم في ليبيا، ولكانت تظاهرة مليونية واحدة كافية لاستجابة الجيش لمطالب الشعب.

سيكون مصير أحمد معيتيق مثل مصير زيدان والثني إذا حاول إعادة بناء الجيش والشرطة، أما إذا انصرف إلى بيع القطاع العام إلى القطاع الخاص، فلن تواجه حكومته مشاكل من المؤتمر الوطني، خاصة إذا اشترت شركات المحسوبين على التيار الإسلامي القطاع العام، وعندها سيزاوجون بين سطوة السلاح وسطوة المال.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الدبيبة في أديس أبابا على رأس وفد وزاري
الدبيبة في أديس أبابا على رأس وفد وزاري
حفتر يبحث «مجمل أوضاع الجنوب» مع حماد وعمداء بلديات الواحات
حفتر يبحث «مجمل أوضاع الجنوب» مع حماد وعمداء بلديات الواحات
الوحدة السادسة تدعم محطة كهرباء شمال بنغازي
الوحدة السادسة تدعم محطة كهرباء شمال بنغازي
اتفاقية لإدارة المياه الجوفية بين ليبيا والجزائر وتونس
اتفاقية لإدارة المياه الجوفية بين ليبيا والجزائر وتونس
«جنايات طرابلس» تقضي بالسجن عامًا لثلاثة مسؤولين سابقين في وزارة الصحة
«جنايات طرابلس» تقضي بالسجن عامًا لثلاثة مسؤولين سابقين في وزارة ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم