قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن عليهم تفادي أن يتحول جنوب حدود الجزائر وليبيا إلى قواعد خلفية تكون ملاذًا للإرهاب.
وحسب نص كلمة ماكرون التي ألقاها في مؤتمر سفراء فرنسا المعتمدين بالخارج الثلاثاء، والمنشورة بموقع وزارة الخارجية الفرنسية، فقد اعتبر أن ليبيا والساحل الأفريقي مركز آخر وبؤرة أخرى لعدم الاستقرار في المنطقة، وأن الوضع في ليبيا جعل منها ملاذًا للإرهابيين.
معالم السياسة الفرنسية في ليبيا تتضح
وشدد الرئيس الفرنسي في كلمته: «علينا أن نحمي دول الجوار الليبي، ولاسيما تونس وهو موضوع الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية الفرنسي، لأن الشبكات الإرهابية متغيرة وجوالة، وعلينا أن نتفادى أن يكون هناك في أفريقيا، خاصة في جنوب حدود الجزائر وليبيا، قواعد خلفية تكون ملاذًا لهذا الإرهاب».
ماكرون: «لقاء باريس» أسفر عن بدء المصالحة بين الليبيين برعاية الأمم المتحدة
وأشار ماكرون إلى لقائه رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، وقائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر في 25 يوليو الماضي، وأن اللقاء أسفر عن بدء المصالحة بين الليبيين برعاية الأمم المتحدة.
وكشف أنه في غضون أيام قليلة سنكفل التنفيذ السليم لخارطة طريق «بيان باريس» دعمًا لعمل الممثل الخاص الجديد للأمم المتحدة غسان سلامة.
وشدد على أن هذه المصالحة ليست سوى البداية، وتهدف إلى أن تكون أكثر شمولية، وأن تجمع بين زعماء آخرين في ليبيا، لافتًا إلى أن هذه الخطوة تعد مرحلة أساسية للعملية السياسية التي من شأنها أن تقضي على الإرهابيين.
السيطرة على مصدر الهجرة
وبخصوص مسألة الهجرة غير الشرعية ذكر ماكرون تراجع أعداد المهاجرين منذ بداية الصيف، «ولكننا لا نعرف بعد ما إذا كان هذا الانخفاض سيستمر. ومع ذلك، فإن ما يقرب من 800 ألف لاجئ ينتظرون الآن على الجانب الليبي، وهذا يشكل تهديدًا حقيقيًا وهم على وجه الخصوص مواطنون من جنسيات غرب أفريقيا، الذين لا علاقة لهم بحق اللجوء عمومًا، وهم الآن في المنطقة».
وقال إن هذا الوضع دفعنا بالأمس في باريس (الاثنين) إلى اعتماد إعلان مشترك، في شكل جديد، يضم فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وتشاد والنيجر، ليبيا، والاتحاد الأوروبي، من خلال إعلان تدابير ملموسة جدًا، للسيطرة أكبر على منبع الهجرة في ليبيا، وإمكانية وضع قوائم محددة تحت إشراف أممي لتحديد أكثر السكان هشاشة وضعفًا للحق في اللجوء.
تقرير «مونتان»: مبادرة المصالحة الليبية التي قادتها باريس وإطلاق مجموعة الـ 5 من منطقة الساحل يمكن من ضبط مشكلة الهجرة غير الشرعية
وللتذكير بنى الرئيس الفرنسي خارطة الطريق في ليبيا التي شهدت نقاشًا بين السفراء المعتمدين، على تقرير أعده معهد «مونتان» حول معالم باريس في الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، وأوضح التقرير الجديد أن مبادرة المصالحة الليبية التي قادتها باريس وإطلاق مجموعة الـ 5 من منطقة الساحل، يمكن من ضبط مشكلة الهجرة غير الشرعية.
وقال التقرير إن أزمة الهجرة غير الشرعية التي تسعى فرنسا لمكافحتها بالبحر المتوسط نجمت عن الحرب الأهلية السورية وعدم استقرار ليبيا.
وأضاف أنه في الوقت الحاضر، البحر المتوسط هو الطريق الرئيس للهجرة السرية إلى أوروبا، في ظل غياب دولة ليبية وتطوير مافيا تهريب البشر من أساليبها لتزيد من عدد الوافدين إليها وإلى إيطاليا، مما يصعب على نحو متزايد من إدارتها للأزمة على المدى الطويل.
وللقيام بمحاربتها يجب على فرنسا أن تستفيد من إغلاق الطرق الرئيسة للمهاجرين القادمين من الصحراء الكبرى، وربط ليبيا بالتزاماتها في منطقة الساحل عن طريق بناء قوات دول الساحل الخمس، بمساعدة الجنود الذين حشدوا في عملية برخان للحد من العنف، وأيضًا تشديد إغلاق الحدود بين دول الساحل الأفريقي والصحراء في ليبيا لمنع الاتجار بالأسلحة والمخدرات والمهاجرين.
ويجتمع الرئيس الفرنسي بسفراء بلاده من 28 أغسطس إلى 31 أغسطس الجاري في أسبوع السفراء، لتحديد معالم السياسة الخارجية في مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
تعليقات