قالت وكالة «بلومبرغ» الأميركية، الأربعاء، إن الصادرات الليبية من النفط قفزت إلى أعلى مستوى في ثلاثة أشهر، فيما يمثل صفعة جديدة لمنظمة «أوبك» والدول المنتجة للنفط الأخرى المتحالفة معها التي تصارع لتحجيم المعروض العالمي الذي يدفع أسعار النفط للانخفاض.

وأظهرت بيانات تتبع ناقلات النفط جمعتها «بلومبرغ» أن ليبيا شحنت نحو 865 ألف برميل نفط خام يوميًا في يوليو الماضي، وقالت الشبكة إن هذا يمثل زيادة عن شهر يونيو، الذي كان أعلى شهر من حيث الصادرات منذ يوليو 2014، بنسبة 11%.

لمطالعة العدد 89 من جريدة «الوسط» اضغط هنا

وقفز إنتاج ليبيا ليبلغ مستوى 1.1 مليون برميل يومياً للمرة الأولى في أربع سنوات، حيث تضيف ليبيا إلى الإنتاج العالمي منذ شهر أبريل الماضي ما يعادل أو يتخطى ربع خفض الإنتاج الذي أقرته «أوبك» وحلفاؤها.

ارتفع إنتاج الدول الأعضاء بأوبك في يوليو الماضي بنحو 210 آلاف برميل يوميًا عن شهر يونيو

وأشارت الوكالة إلى أن «السرعة التي تتعافى بها مبيعات ليبيا من النفط الخام هي أمر بالغ الأهمية بالنسبة لسوق النفط؛ لأنها إلى جانب نيجيريا لم تكن ملزمة بالقيود المفروضة على الإمدادات، التي أقرتها منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك، وساعدت على تحجيم المعروض من النفط العام الجاري».

ونقلت الوكالة عن كبير محللي السلع في «كوميرس بنك» كارستن فريتسش قوله إن تعافي إنتاج ليبيا من النفط «يضر بجهود أوبك لإعادة التوازن إلى السوق العالمية»، مضيفًا أن ذلك يأتي في الوقت الذي بدأت فيه البلدان الأخرى التي وافقت على كبح الإنتاج في الامتثال بشكل أقل صرامة لاتفاق تخفيض الإنتاج.

ووفقًا لبيانات جمعتها «بلومبرغ» فقد ارتفع إنتاج الدول الأعضاء بأوبك في يوليو الماضي بنحو 210 آلاف برميل يوميًا عن شهر يونيو السابق له ليصل إلى معدل 32.87 مليون برميل يوميًا، وقالت الشبكة إن «ليبيا هي من قادت تلك الزيادة».

وقالت «بلومبرغ» إن تعافي أسعار النفط، المتوقع الوصول إليها لم تتحقق منذ شهر يناير الماضي، وهو نقطة البداية، عندما وافقت أوبك مع الدول غير الأعضاء بما فيهم روسيا على تقييد الإنتاج الإجمالي بحوالي 1.8 مليون برميل يوميًا.

وقال كبير محللي النفط لدى بنك «دي أن بي» النرويجي توربيورن كيوس إن مواصلة معدل صادرات النفط الحالي قد يمثل تحديًا بالنسبة لليبيا، مضيفًا: «ستكون مفاجأة إذا تمكنوا من الحفاظ على استقرار الإنتاج».

وأشار كيوس إلى أنه لايزال هناك الكثير من الجماعات والأشخاص التي تحارب في ليبيا للحصول على حصة من مبيعات النفط في البلاد.يأتي هذا في الوقت الذي أظهر فيه مسح أجرته وكالة «رويترز» أن استمرار تعافي إنتاج النفط في ليبيا دفع بإنتاج منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» إلى أعلى مستوى له في العام الجاري بزيادة قدرها 90 برميل يومياً.

ووفقاً لـ «رويترز»، فإن زيادة الإنتاج الليبي والنيجيري تمثل تحدياً إضافياً أمام الجهود التي تقودها «أوبك» للتخلص من فائض المعروض في الأسواق العالمية، وعقب إدراكهم حجم هذا التحدي الذي تفرضه هاتان الدولتان، تحرك الوزراء أثناء «اجتماع سان بطرسبورغ»،’ الذي عقد الأسبوع الماضي لوضع سقف لإنتاج نيجيريا عن 1.8 مليون برميل يومياً أو حتى خفضه عن هذا المستوى فور استقرار الإنتاج عنده، مقارنة مع 1.7 مليون برميل يومياً في الآونة الأخيرة.

ومن المقرر أن يجري المسؤولون محادثات الأسبوع المقبل بشأن تحسين مستوى الالتزام.

وساعد تراجع المعروض السعودي وانخفاض صادرات أنجولا في زيادة درجة التزام الدول الأعضاء بـ«أوبك» بتخفيضات الإنتاج إلى 84 %.

صعد النفط بدعم من الطلب القوي على الوقود في الولايات المتحدة ليفتح الخام الأميركي فوق 50 دولاراً للبرميل

ورغم أن ذلك أعلى من مستوى يونيو المعدل البالغ 77 %، إلا أن درجة الالتزام للشهرين كليهما، جاءت متراجعة عن مستوياتها في وقت سابق من العام عندما كانت فوق 90 %.

وصعد النفط أول من أمس، بدعم من الطلب القوي على الوقود في الولايات المتحدة، ليفتح الخام الأميركي فوق 50 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ 25 مايو.

وبلغت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 50.32 دولار للبرميل بارتفاع 15 سنتاً، أو ما يعادل 0.3% عن سعر أحدث إغلاق، كما بلغت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 52.85 دولار للبرميل بارتفاع 13 سنتاً أو ما يعادل 0.25%.

لمطالعة العدد 89 من جريدة «الوسط» اضغط هنا

وقال بنك «بي أن بي باريبا» الفرنسي: «الطلب الأميركي على البنزين زاد إلى المستويات المرتفعة المسجلة العام الماضي، وانخفضت المخزونات الأميركية على الأخص في الساحل الشرقي»، بحسب «رويترز».

وإجمالاً انخفضت مخزونات النفط الخام التجارية في الولايات المتحدة 10% من مستوياتها المرتفعة المسجلة في أواخر مارس إلى 483.4 مليون برميل.

وعلى الرغم من انخفاض المخزونات الأميركية، فهناك مؤشرات على أن أسواق النفط العالمية ستظل تحظى بوفرة في الإمدادات، مما يكبح زيادات أخرى في السعر.