Atwasat

مصايف طرابلس بين ناري الأسعار والسلاح

طرابلس - بوابة الوسط: سمية آدم السبت 08 يوليو 2017, 10:00 صباحا
WTV_Frequency

يبدو أن شواطئ البحر الصالحة للسباحة التي تلجأ إليها العائلات الليبية ستصبح علاوة على أنها باتت تحت طائلة «الدفع القسري المسبق»، مناطق خطيرة وبيئة طاردة غير آمنة بعد وقوع ضحايا في سقوط قذيفة عشوائية، الأربعاء الماضي، على أحد المصايف قبالة قاعدة معيتيقة الجوية (الضاحية الشرقية لطرابلس).

وكان الآلاف من سكان طرابلس زحفوا إلى شواطئ العاصمة وضواحيها وفي المدن القريبة التي تتوافر بها شواطئ صالحة للسباحة، منها جنزور، وصرمان، وصبراتة، ومليتة (غربًا)، وتاجوراء، والقره بوللي، وبسيس، وغنيمة (شرقًا)، هربًا من موجة الحر الشديد التي ضربت المنطقة الغربية من البلاد أيام الأربعاء والخميس والجمعة من الأسبوع الماضي، حيث تجاوزت الحرارة 45 درجة مئوية في الظل، وتزامن ذلك مع غرق المنطقة الغربية والمنطقة الجنوبية وأجزاء واسعة من المنطقة الشرقية في حالة إظلام تام، هي الأولى من نوعها منذ العام 2011.وسيطر أشخاص معظمهم مدعومون بقوة السلاح المنتشر في البلاد منذ سقوط النظام السابق العام 2011، بطريقة «وضع اليد» على الشواطئ الصالحة للسباحة في العاصمة وضواحيها والمدن القريبة منها، وبنوا أكواخًا من الصفيح والخشب وعشش سعف النخيل ونصبوا كراسي «بلاستيكية» وطاولات يؤجرونها للمصطافين.

ويبدو بحسب أحد المغردين على «فسبوك» أن إيجار هذه الأكواخ والعشش بات ضمن مكونات «بورصة لهيب الأسعار» التي ضربت البلاد، حيث قفز سعر إيجار الكوخ المبني بسعف النخيل من 30 دينارًا العام الماضي إلى 60 دينارًا هذا العام في شواطئ القره بوللي، وغنيمة على سبيل المثال.

تعيش ليبيا منذ نهاية 2011 فوضى أمنية بسبب الانتشار الواسع للسلاح

وأكد خالد إسماعيل المريمي (38 سنة)، من سكان منطقة قرجي، وهو أب لطفلين يعمل بشركة لبيع أجهزة الهاتف النقال، أنه لن يغامر بعد اليوم بالذهاب رفقة عائلته إلى شاطئ البحر للاستجمام بعد سقوط هذه القذيفة وهلاك عدد من المصطافين، وبسبب مضاعفة ثمن إيجار «البراريك والعشش»، واستمرار أزمة السيولة الخانقة.

وتعيش ليبيا منذ نهاية 2011 فوضى أمنية بسبب الانتشار الواسع للسلاح وتغول جماعات مسلحة تصدر بعضها المشهد في ليبيا.

وعانت طرابلس من مواجهات بمختلف أنواع الأسلحة بين ميليشيات متنازعة، تحاول السيطرة أو التمدد في العاصمة، كان أعنفها تلك التي جرت صيف 2014، فيما عُرف بعملية «فجر ليبيا»، التي سقط تزامنًا معها عشرات القتلى والجرحى، فضلاً عن عمليات تهجير ونزوح واسعة وتدمير للبنى التحتية.

وأجبر النزاع المسلح على السلطة والمال آلاف الليبيين وبخاصة القادرين ماليًا أو الخائفين على حياتهم على اللجوء إلى دول مثل مصر وتونس وتركيا، تاركين خلفهم بلادًا غنية بالنفط والغاز تتوافر بها مناطق أثرية رائعة الجمال على الساحل وفي أعماق الصحراء وشواطئ عذراء خلابة تمتد لحوالي 2000 كلم على المتوسط.وكان الآلاف من العائلات الليبية قبل أزمة السيولة وانهيار الدينار الليبي يتوجهون صيفًا إلى تونس ومصر وتركيا تحديدًا للاستجمام، إلا أنه يبدو أن تلك الأعداد تراجعت كثيرًا في العام 2016 وستنخفض بصورة أكبر هذا العام، وفق تقارير وكالات سياحية.

ويعتقد الكثير من المراقبين أن الليبيين سيضطرون هذا العام إذا استمر الانفلات الأمني إلى هجر الشواطئ الليبية على المتوسط، والتي تشكل الملاذ الأخير لهم من قيظ يوليو وأغسطس لهذه الصائفة التي ستكون ساخنة جدًا على جميع المستويات، بعد أن أضحت اليوم في مرمى الجماعات المسلحة المتناحرة.

غير أن هذه الشواطئ ستبقى حاضنة لعشرات الجثث التي سيقذف بها البحر لضحايا طوفان الهجرة غير الشرعية لعشرات الآلاف من البشر القادمين من وراء الصحراء والحالمين بـ «الألدورادو» الأوروبي المزعوم.

مصايف طرابلس بين ناري الأسعار والسلاح
مصايف طرابلس بين ناري الأسعار والسلاح

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
جريدة «الوسط»: قطاع النفط الليبي على صفيح ساخن
جريدة «الوسط»: قطاع النفط الليبي على صفيح ساخن
مصادرة كمية كبيرة من الوقود مخزنة في أرض فضاء ببنغازي
مصادرة كمية كبيرة من الوقود مخزنة في أرض فضاء ببنغازي
سكون سياسي في رمضان.. والقيادة تعلق المشاركة في «المصالحة»
سكون سياسي في رمضان.. والقيادة تعلق المشاركة في «المصالحة»
إطفاء حريق في نفايات قرب مستودع للغاز بالبيضاء
إطفاء حريق في نفايات قرب مستودع للغاز بالبيضاء
حالة الطقس في ليبيا (الجمعة 29 مارس 2024)
حالة الطقس في ليبيا (الجمعة 29 مارس 2024)
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم