وصل فريق طبي إلى مدينة بنغازي لإجراء جراحات قلب لنحو 40 طفلًا على الأقل خلال زيارة إلى ليبيا تستمر شهرًا، لتقديم الخدمات الطبية.
وقالت وكالة «رويترز» إنه يصعب على العائلات الليبية الحصول على مثل تلك الرعاية الصحية نتيجة لانهيار نظام الصحة والأزمة الاقتصادية اللتين تجعلان إرسال مريض لتلقي العلاج بالخارج أمرًا يصعب تحمل تكلفته.
وأشارت إلى أن الفريق الطبي دأب على زيارة شرق ليبيا منذ العام 2012، لكنه لم يذهب إلى بنغازي منذ عامين بسبب العمليات القتالية هناك التي دمرت أجزاءً من المدينة، والتي ما زالت دائرة في حي بوسط المدينة.
وتابعت أن الفريق يأمل هذه المرة في إجراء جراحات لما بين 30 إلى 40 طفلاً، مضيفة أن العدد النهائي يعتمد على مدى صعوبة حالات الأطفال، وأغلبهم دون الثلاث السنوات، وقد يلقى بعضهم حتفهم في غضون أسابيع دون العلاج.
وكانت رضيعة خالد الفلاح، البالغة من العمر 19 شهرًا، من أوائل الأطفال الذين خضعوا لعمليات جراحية من قبل الفريق الطبي. وقال الفلاح: «اكتشفت حالة قلبها المرضية يوم ولادتها.. تلقينا العلاج الأساسي لإبقاء الحالة مستقرة حيث لا توجد إمكانات رعاية صحية».
وأضاف: «كان التشخيص خاطئًا لعدة مرات، وعند معرفة التشخيص الصحيح عرفنا أنه يجب إجراء جراحة طبية، كان يجب إجراء تلك الجراحة قبل 10 أشهر».
«رئيس الفريق الطبي: الإصلاحات والصيانة منخفضة في مستشفى بنغازي، الوضع تدهور كثيرًا منذ العام 2012»
ويقود الفريق الطبي الطبيب الأميركي وليام نوفيك، الذي أنشأ مؤسسة تعالج الأطفال من أمراض القلب في أكثر من 30 دولة نامية. ويدرب أعضاء الفريق الأطباء المحليين في تلك البلدان أثناء فترة تواجدهم وعملهم.
وقالت «رويترز» إن رحلات الفريق الطبي إلى ليبيا كانت تكاليفها تغطى من الأموال العامة الليبية، لكن الآن تعتمد على التبرعات الخاصة.
وتدهور قطاع الصحة في ليبيا، الذي كان يعتمد بشكل كبير على الفرق الأجنبية قبل ثورة 2011، بسبب مغادرة تلك الفرق في الفوضى التي أعقبت الثورة. وهناك نقص في إمدادات والمعدات الطبية، وتغلق العديد من المستشفيات أو تعمل بالكاد.
ونقلت الوكالة عن نوفيك قوله إن الأوضاع في مركز بنغازي الطبي أصبحت أسوأ، مضيفًا: «رحل العاملون، والإصلاحات والصيانة منخفضة، الوضع تدهور كثيرًا منذ العام 2012».
وقال وزير الصحة في حكومة الوفاق، الدكتور رضا العوكلي، إن عيادة صحية خاصة في طرابلس هي المنشأة الطبية الوحيدة في البلاد التي تقدم جراحات القلب.
وذكرت «رويترز» أن تكلفة العملية البالغة 28 ألف دينار، هي مبلغ باهظ بالنسبة لليبيين الذين «يفلسون نظير تلقي أطفالهم العلاج»، ولكنهم يكافحون لسحب حتى بضع مئات من الدنانير من البنك بسبب أزمة السيولة.
ولفتت إلى أن رحلات فريق نوفيك الطبي إلى ليبيا تأجلت بسبب نقص التمويل، وقال العوكلي إن العديد لقوا حتفهم بسبب نقص الرعاية الصحية.
وأضاف: «لدينا أكثر من 300 طفل ينتظرون لإجراء عملية قلب مفتوح، أو ربما يصل عددهم إلى 400»، مشيرًا إلى أن الوضع يحتاج إلى تواجد الأطباء دائمًا.
تعليقات