دفعت زيادة أعداد المهاجرين الحكومة الإيطالية إلى التهديد بإغلاق موانئها أمام سفن إنقاذ المهاجرين، معلنة عدم قدرتها على استيعاب المزيد دون مساعدات إضافية من الاتحاد الأوروبي.

وفي تصريحات تكشف «نفاد صبر» الحكومة الإيطالية حيال عدم تحرك أوروبا لمشاركة عبء حل أزمة الهجرة، قال رئيس الوزراء الإيطالي باولو جينتيلوني إن «الوضع لا يمكن تحمله أكثر، دون أن تحصل إيطاليا على مزيد من المساعدات من باقي دول الاتحاد الأوروبي».

وتابع: «إيطاليا دولة تتعرض لضغوط كبيرة، ونريد مساعدة حلفائنا في أوروبا»، وفق ما نقلت جريدة «ذا تلغراف» البريطانية في تقرير أول من أمس الخميس.

وأعلنت الحكومة الإيطالية، الخميس، أنها تدرس منع سفن الإغاثة الدولية من نقل المهاجرين الذين يجري إنقاذهم قبالة ليبيا أو في البحر المتوسط إلى موانئها، إذا لم تتم مشاركة هذا العبء مع باقي الدول الأوروبية.

«الوضع لا يمكن تحمله أكثر، دون أن تحصل إيطاليا على مزيد من المساعدات من باقي دول الاتحاد الأوروبي»

وقال دبلوماسي أوروبي في تصريحات إلى «رويترز»: «سياسيًا، الوضع لا يبدو جيدًا بالنسبة إلى إيطاليا. وفي حال استمر تدفق المهاجرين القادمين إليها، روما ستكون في خطر».

لكنه استطرد أيضًا قائلاً: «لا توجد حلول سهلة للأزمة، ولا أعتقد أن الدول الأخرى ستكون مرحبة باستقبال سفن المهاجرين في موانئها».

وكانت روما اقترحت سابقًا نقل المهاجرين إلى موانئ دول أوروبية أخرى مثل إسبانيا أو فرنسا وغيرها من البلدان المطلة على البحر المتوسط.

وفي رده على التهديدات الإيطالية، جدد الاتحاد الأوروبي التزامه بتوفير مزيد من الدعم المالي إلى إيطاليا، مطالبًا روما بـ«عدم التصرف بعجالة».
وقالت الناطقة باسم المفوضية الأوروبية ناتاشا بيرتود: «ندعم إيطاليا ونتفهم مخاوفها، وندعم مطالبها بتغيير الموقف الراهن. لكن أي تغيير في السياسات يجب أن تتم مناقشته أولاً مع باقي أعضاء الاتحاد الأوروبي».

وبدورها أكدت الممثلة السامية للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني استعداد الاتحاد الأوروبي تعزيز الدعم المالي المقدم إلى إيطاليا فيما يخص أزمة الهجرة، مضيفًة أن «وزراء داخلية دول الاتحاد سيناقشون الأمر خلال اجتماع طارئ الأسبوع الجاري».

وأنقذت سفن الإغاثة الإيطالية والدولية ما يقرب من 73 ألف مهاجر قبالة السواحل الليبية منذ بداية العام الجاري، تم نقلهم جميعًا إلى الجزر الإيطالية، أضف إلى ذلك 181 مهاجرًا وصلوا إيطاليا خلال العام الماضي، مما يضع كثيرًا من الضغوط على الحكومة الإيطالية التي لا تستطيع استيعاب مزيد من المهاجرين.

ويمثل المهاجرون لأسباب اقتصادية من نيجيريا وبنغلاديش النسبة الأكبر من المهاجرين الذين يعبرون ليبيا صوب أوروبا، يليهم مواطنو غينيا وساحل العاج وغامبيا والسنغال.

وحتى الآن لا توجد حلول جذرية في أوروبا لوقف موجات المهاجرين القادمين من ليبيا. وكان بعض الدوائر الأوروبية اقترحت إقامة معسكرات لاستقبال المهاجرين داخل ليبيا، وهو مقترح رفضته حكومة الوفاق الوطني، إذ قال فائز السراج في مداخلة له أمام منتدى إدارة الهجرة الأخير إن ليبيا «ترفض، وتحت أي مسمى، إقامة مثل هذه المعسكرات فوق أراضيها».