Atwasat

تحولات بالحاج من تورا بورا إلى الديمقراطية

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 28 أبريل 2014, 12:53 مساء
WTV_Frequency

دعا عبدالحكيم بالحاج رئيس حزب الوطن إلى التصدي لمن يحملون أفكارًا متطرفة ومتزمتة تقصي الآخر، وتعيد منظومة الاستبداد.

وأكد استعداد حزبه لحمل السلاح لحماية قيم ومبادئ ثورة 17 فبراير، وقال بالحاج، في حوار مع موقع "الجزيرة نت": "إن التوافقات بين الأطراف السياسية التي وقعت في تونس يمكن أن يستأنس بها الليبيون للخروج من أزمة المرحلة الانتقالية الحالية والتجاذبات السياسية السائدة".

وشدد بالحاج على أن صندوق الاقتراع هو الفيصل في حل الخلافات السياسية بين الليبيّين، مؤكّدًا أن حزبه رضي بهذه الآلية وسيحترم نتائجها مهما كانت حتى وإن انتصر حزب شيوعي.

وبالتأكيد فإن هذه التصريحات التي تأتي من القائد السابق للجماعة الإسلامية المقاتلة أثارت اندهاش المراقبين، فبالحاج الذي قاتل السوفيات في أفغانستان، ثم عاد في منتصف التسعينات لمقاتلة نظام القذافي لا يمكن بسهولة أن يندمج في الديمقراطية، حتى بعد المراجعات التي قامت بها الجماعة في السجن، وانتهت بإصدار كتاب "دراسات تصحيحية في مفاهيم الجهاد والحسبة والحكم على الناس"، وهي المراجعة التي أفضت إلى خروج الجماعة من السجن.
ولكن لا يعني ذلك اقتناعها بالديمقراطية، خاصة أن نظام القذافي له رأي سلبي في الديمقراطية الغربية.

نقلة في فكر بلحاج
هذه النقلة النوعية في فكر بالحاج إذا استبعدنا أنها مجرد مناورة سياسية سيرحب بها الغالبية من الليبيين، خاصة أن الظروف التي ولدت فيها الجماعة الإسلامية المقاتلة كانت استثنائية، منذ أن أسسها عوض الزواوي في طرابلس في منتصف الثمانينات، ثم انضم له مفتاح الدوادي وعبدالحكيم بالحاج وخالد الشريف وسامي الساعدي، وقبل أن تجد قبولاً بين شباب شرق ليبيا، ففي ذلك الوقت كانت ليبيا تعيش تحت نظام غريب الأطوار يشبه إلى حد كبير نظام كوريا الشمالية اليوم.

ومع ذلك، فالجماعة عندما انتقلت إلى أفغانستان فضلت البقاء في معسكر الفلسطيني عبدالله عزام، الذي يعارض فكر جماعة الجهاد المصرية بقيادة أيمن الظواهري قبل تأسيس تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن، وبعد تحرير أفغانستان من السوفييت، رفضت الجماعة الإسلامية المقاتلة الانخراط في قتال أميركا، وفضلت العودة إلى ليبيا لمقاتلة القذافي، وحتى عندما اعتقلت القوات الأميركية قادتها مثل سامي الساعدي وخالد الشريف لم ترسلهما إلى معتقل غوانتانامو، وإنما سلمتهما إلى نظام القذافي، وهو ما فعلته المخابرات البريطانية مع عبدالحكيم بالحاج.

مباركة التوافقات السياسية
لم يكتف عبدالحكيم بالحاج بالقبول بالديمقراطية وصندوق الاقتراع مهما كانت النتائج، حتى ولو نجح الحزب الشيوعي على حد قوله، وإنما بارك التوافقات السياسية بين الأطراف الليبية في تونس، وهو ما يعني أنه مستعد للعمل مع جزء من النظام السابق لم تتلوث أيديه بالدماء.

وعلى الرغم من اتهام بعض وسائل الإعلام التونسية لعبدالحكيم بالحاج بالتخطيط لاغتيال قياديين يساريين في تونس، إلا أن هذه الاتهامات تنفخ في نار المعركة المستعرة بين اليساريين والإسلاميين في تونس، ولم يقدم أحد أي دليل على تورط بالحاج، ولكن السؤال المهم هو لماذا أعلن بالحاج عن استعداده لحمل السلاح لمقاتلة تنظيم القاعدة في ليبيا، في الوقت الذي تستعد فيه أميركا وقوى غربية لتوجيه ضربات جوية لمعسكرات القاعدة؟ خاصة أن بالحاج حضر اللقاء مع سفيرة الولايات المتحدة في ليبيا ديبورا جونز، الذي ضم عددًا من رؤساء الأحزاب الليبية، وهل يوافق رفاق بالحاج على تصريحاته خاصة القياديين منهم مثل خالد الشريف وكيل وزارة الدفاع وسامي الساعدي؟ أم أن حسابات بالحاج الإقليمية والدولية تختلف؟ إذا أخذنا في الاعتبار تمسك الولايات المتحدة حتى الآن بجماعة الإخوان المسلمين، وهو ما أدى إلى فتور العلاقة بينها وبين مصر بعد إسقاط حكم محمد مرسي، كما أن لبلحاج علاقة وطيدة مع قطر لم ينفها على الإطلاق، وهي التي تدعم الإسلاميين على الرغم من تدهور علاقاتها مع ثلاث دول خليجية، ويرى بعض المراقبين أن قطر لن توقف دعمها للإسلاميين خاصة المعتدلين، إلا إذا غيّرت الولايات المتحدة موقفها من الإسلاميين، ويرى بعض المراقبين أن هذه القوى تحاول إعادة تأهيل بالحاج ليقوم بمزيد من الأدوار في المستقبل، خاصة إذا تطلب استخدام القوة للقضاء على تنظيم القاعدة في ليبيا.

وفي تجارب سابقة حدث أن انتقل قادة متطرفون خاصة من أقصى اليسار مثل الثورة الطلابية في أوروبا، وحتى جماعة بادر ماينهوف، والمنظمات اليسارية الفلسطينية، إلا أن التنظيمات الإسلامية ظلت رافضة الديمقراطية شكلاً ومضمونًا، وحتى التي قبلت بها رأت أنها مجرد جسر إلى السلطة، ثم تعلن قيام الدولة الدينية، فهل تبدل عبدالحكيم بالحاج كليًا، أم أنه يرى أول الجسر إلى السلطة؟

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
لجنة برلمانية تناقش تأثير ضريبة الدولار على السوق الليبية
لجنة برلمانية تناقش تأثير ضريبة الدولار على السوق الليبية
الباعور يبحث الاستعدادات لعودة الرحلات التركية إلى ليبيا
الباعور يبحث الاستعدادات لعودة الرحلات التركية إلى ليبيا
مصادرة حلوى بها ألوان محظورة في البيضاء
مصادرة حلوى بها ألوان محظورة في البيضاء
إيقاف البناء على أرض في تاجوراء مملوكة للشركة الليبية الدولية للتنمية
إيقاف البناء على أرض في تاجوراء مملوكة للشركة الليبية الدولية ...
تقرير دولي: أكبر حصة من العمال المهاجرين الأفارقة توجد في ليبيا
تقرير دولي: أكبر حصة من العمال المهاجرين الأفارقة توجد في ليبيا
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم