Atwasat

ملف الأزمة بين أيدٍ لبنانية مرة أخرى.. هل ينجح سلامة فيما فشل فيه متري؟

القاهرة - بوابة الوسط الخميس 22 يونيو 2017, 09:18 مساء
WTV_Frequency

وافق مجلس الأمن الدولي، يوم الثلاثاء، على تعيين الأستاذ الجامعي وزير الثقافة اللبناني الأسبق، غسان سلامة، رئيسًا لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، خلفًا للألماني مارتن كوبلر الذي قاد البعثة الأممية منذ نوفمبر 2015.

وكان سلامة تولى بين العامين 2000 و2003 وزارة الثقافة اللبنانية، ثم عـين مستشارًا للأمين العام السابق للأمم المتحدة، كوفي أنان، ومستشارًا لبعثة الأمم المتحدة في العراق، ويأتي هذا التعيين بعد أربعة أشهر من البحث عن شخصية تتولى رئاسة بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، وتشرف على المفاوضات الرامية للتوصل إلى اتفاق بين كل الأطراف لحل الأزمة الليبية.

الولايات المتحدة تعارض تعيين الفلسطيني سلام فياض
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أيد تعيين سلامة في هذا المنصب بعدما قوبلت أسماء أخرى- بينها الفلسطيني سلام فياض- برفض عدد من أعضاء المجلس، ويحتاج قرار تعيين مبعوث إلى منطقة نزاع من قبل الأمين العام للأمم المتحدة إلى موافقة الأعضاء الـ15 في مجلس الأمن الدولي.

وفي فبراير عارضت الولايات المتحدة تعيين رئيس الوزراء الفلسطيني السابق، سلام فياض، خلفًا لكوبلر، مبررة رفضها بأن هذا التعيين ضد مصلحة حليفتها إسرائيل، بحسب «فرانس برس»، ومذاك، تم تداول نحو عشرة أسماء لتولي هذا المنصب، لكن الدول الـ 15 لم تتفق على أي منها إلى أن توافقت على اسم غسان سلامة.

الولايات المتحدة عارضت تعيين رئيس الوزراء الفلسطيني السابق سلام فياض من أجل الإسرائيليين

ويذكر تعيين اللبناني سلامة بدور المبعوث الأممي الأسبق اللبناني طارق متري، الذي وُجهت له انتقادات بسبب ما وصف بـ«محاباته للتيار الإسلامي»، على حساب مطالب التيار الوطني الذي فاز في الانتخابات مرتين، دون أن يكون له وجود عسكري مؤثر على الأرض، خاصة بعد سيطرة قوات «فجر ليبيا» على طرابلس، وهروب الحكومة الموقتة إلى البيضاء، وظهور أكثر من حكومة في العاصمة، وبالرغم من فشل متري في مهمته إلا أنه حاول- كما ردد- أن يكون موضوعيًّا إلى حد ما في تقييمه لقوة التيارين الفعلية، وفي إمكانية الخروج من عنق الزجاجة، وفق المبادرة التي ارتبطت باسمه ولم يكتب لها النجاح، برفضها من قبل التيار المقابل لتيار «الإسلام السياسي» وما فشل فيه متري نجح فيه برناردينو ليون، الذي وصل بالفرقاء الليبيين إلى اتفاق الصخيرات، وهو الاتفاق الذي وازن بين الطرفين، إلا أن هذا الاتفاق سرعان ما واجهته العراقيل، لقبوله من طرف والمطالبة بتعديله من طرف آخر، وكان لابد من إجراء تعديلات على هذا الاتفاق وهو ما استغرق فترة المبعوث الأممي السابق مارتن كوبلر، الذي وجد الطريق أمامه مسدودًا بسبب الجفوة بينه وكل من رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، والقائد العام للجيش المشير خليفة حفتر اللذين يعتبران لاعبين رئيسيين في المشهد الليبي.

وإذا كان العراق أكثر صعوبة من ليبيا بسبب انقسامه العرقي والديني والطائفي، فإن مهمة سلامة في ليبيا قد تبدو أكثر سهولة نظراً لتجانس المجتمع الليبي، في وقت أُرهق فيه الليبيون من الحروب والانقسامات والمعاناة اليومية

حنكة غسان سلامة السياسية
واليوم يكمل غسان سلامة مهمة المبعوثين السابقين، وبالرغم من تكتمه الشديد، فإن دوره كمبعوث أممي في العراق بعد الاحتلال الأميركي له، يدل على حنكة سياسية، فهو صاحب فكرة إنشاء مجلس الحكم الانتقالي في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين، وعرف بتوجيه انتقادات شديدة للأميركيين، خاصة لـ «بريمر» الحاكم الأميركي للعراق بعد 2003، وإذا كان العراق أكثر صعوبة من ليبيا بسبب انقسامه العرقي والديني والطائفي، فإن مهمة سلامة في ليبيا قد تبدو أكثر سهولة نظرًا لتجانس المجتمع الليبي، في وقت أُرهق فيه الليبيون من الحروب والانقسامات والمعاناة اليومية نتيجة نقص الخدمات والموارد، وصاروا مهيئين أكثر من أي وقت مضى لحل أزمتهم وبناء دولة توفر لهم الخدمات الأساسية، كما أن الأطراف الإقليمية التي تدخلت بشكل مؤثر في الشأن الليبي منذ بداية الأزمة، انكفأت لمواجهة بعضها علنًا، مما يرجح أن هذا الانكفاء سيسهم في تخفيف حدة التجاذبات الإقليمية وربما في إنجاح مهمة سلامة، أما إذا تحوَّلت المعركة بين أطراف الأزمة الخليجية إلى معركة «كسر عظم»، فإن انعكاس هذه المعركة سيكون سلبيًّا جدًا على الليبيين، وقد يساهم في إفشال مهمة غسان سلامة، وبالرغم من أن الأخير كان وزيرًا للثقافة في بلاده (لبنان)، فإنه لا يحسب على الأطراف اللبنانية المتصارعة، وإنما يحسبه البعض على الفرنسيين، حيث يعيش في باريس منذ سنوات، وأدار كلية الشؤون الدولية في معهد باريس للدراسات السياسية، ودرس العلاقات الدولية في الكلية، ومن هنا سيكون الدور الفرنسي في عهد الرئيس الجديد إيمانويل ماكرون مؤثرًا في ليبيا، إذا تم بالتنسيق مع إيطاليا في تذبذب اهتمام الدور الأميركي الذي يركز على الأزمة الخليجية، والوضع في سورية، وعلى المصاعب الداخلية التي يواجهها الرئيس ترامب.

تعيين سلامة يأتي أيضًا في ظل متغيرات محلية مهمة ستلقي لاشك بظلالها على مسار العملية السياسية في البلاد، على رأسها الضربات التي تلقاها «السلاح المؤدلج» في طرابلس على أيدي المجموعات المسلحة المحسوبة على المجلس الرئاسي وحكومته، وتقدم الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر في الجنوب وسيطرته على منطقة الجفرة، ما يدخل في إطار ترتيب أوراق اللعبة من قبل طرفي الأزمة الرئيسيين، في انتظار ما سينجم عن دعوة رئيس مجلس النواب عقيلة صالح المجلس للانعقاد عقب انتهاء عطلة عيد الفطر.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«استئناف بنغازي» توقف قرار الدبيبة بفتح اعتمادات مالية موقتة
«استئناف بنغازي» توقف قرار الدبيبة بفتح اعتمادات مالية موقتة
إنقاذ 130 مهاجرًا غير نظامي شمال القره بوللي
إنقاذ 130 مهاجرًا غير نظامي شمال القره بوللي
حكومة حماد: صيانة جسر الباكور في توكرة وتأهيل مستشفى المرج
حكومة حماد: صيانة جسر الباكور في توكرة وتأهيل مستشفى المرج
الحويج: «الاقتصاد» تستهدف رفع إيرادات الدولة غير النفطية لـ60%
الحويج: «الاقتصاد» تستهدف رفع إيرادات الدولة غير النفطية لـ60%
جريدة «الوسط»: قطاع النفط الليبي على صفيح ساخن
جريدة «الوسط»: قطاع النفط الليبي على صفيح ساخن
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم