Atwasat

واشنطن بوست: تفاصيل رحلة أبوختالة من ليبيا إلى واشنطن

القاهرة - بوابة الوسط: (ترجمة: هبة هشام) الأحد 11 يونيو 2017, 07:05 مساء
WTV_Frequency

تستمر جلسات الاستماع بالولايات المتحدة في قضية الليبي أحمد أبوختالة المتهم الرئيسي في الهجوم الذي استهدف المجمع الدبلوماسي الأميركي في مدينة بنغازي، في 11 و12 من سبتمبر العام 2012.

ويواجه أبوختالة 18 تهمة متعلقة بالهجوم الإرهابي، ويرغب فريق الدفاع الخاص به في إلغاء إفادته التي قدمها إلى محققي مكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي» على متن سفينة «يو إس إس نيويورك»، بدعوى أن إلقاء القبض عليه واحتجازه في إحدى غرف سفينة حربية غير قانوني ويبطل الأوراق التي وقعها للتنازل عن حقه في وجود محام معه أثناء التحقيق، بينما يقول المدعين أن ابو ختالة لم يطلب صراحة وجود محام معه بل تعاون وأقر بتورطه في الهجوم.

وفي تقرير مفصل، كشفت جريدة «واشنطن بوست» الأميركية تفاصيل رحلة أبوختالة من ليبيا إلى الأراضي الأميركية، وهي رحلة استغرقت 13 يومًا بدأت في 16 يونيو 2014. ويتواجد أبوختالة حاليًا في سجن ألكساندريا بولاية فيرجنيا الأميركية، ومن المتوقع أن يصدر قاضي القضية كريستوفر كوبر حكمه، قبيل بدء المحاكمة الليبية المقرر عقدها سبتمبر المقبل.

وتأتي القضية، وفق «واشنطن بوست»، في الوقت الذي تسعى فيه الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب لتشديد الإجراءات ضد المقاتلين الأجانب، وقضية أبوختالة ستؤثر بالتأكيد على باقي قضايا المحتجزين بتهم الإرهاب.

البداية
بدأت رحلة أبوختالة في 16 يونيو 2014، عند ساحل ليبيا، إذ تم نقله مقيدًا وملثمًا على متن قارب صغير تحرك به لمدة 20 دقيقة بعيدًا عن السواحل الليبية، ليصل إلى قارب ثان، تحرك به 100 دقيقة أخرى، ليصل إلى سفينة «يو إس إس نيويورك» الحربية الأميركية التي كانت تنتظر في البحر المتوسط.

وصل أبوختالة إلى «يو إس إس نيويورك» في تمام الساعة 4:19 صباحاً بالتوقيت المحلي الليبي، ثم نُقل إلى زنزانة صُممت خصيصاً له على متن السفينة، وبدأ التحقيق معه الساعة 4:23، بعد أربع دقائق فقط من وصوله.  وقال أحد عملاء «إف بي آي» يدعى جونسون في شهادته أمام المحكمة إن «التجهيز لإلقاء القبض على أبوختالة بدأ نهاية العام 2013»، وتابع: «أُخبرت نهاية العام 2013 للاستعداد للانضمام إلى فريق من ثمانية رجال للقبض على أبوختالة من منزله في جنوب بنغازي».

وقال: «توقعنا مقاومة عنيفة من أبوختالة، نظرًا لضخامة حجمه فطوله ستة أقدام ويزن 230 باوند». وفي منتصف ليلة 16 يونيو من العام 2014، تمت محاصرة أبوختالة، بعد تشابك أسفر عن إصابته بجروح في رأسه ووجهه.  وتابع: «بعد ثلاث ساعات على متن قوارب صغيرة صُنعت خصيصًا، تم نقل أبوختالة إلى سفينة حربية، مقيدًا وملثمًا، جعلناه يرتدي سماعة حتى لا يتبين الأصوات حوله».

وعلى متن السفينة الحربية، قال أحد الشهود إنه تم إيداع أبوختالة إحدى الزنزانات الصغيرة، وأخبره حراس يرتدون الزي العسكري أنه «يستطيع التحدث مستخدما كلمتين فقط، مياه أو الحمام». وتم إطلاعه على حقوقه باللغة العربية والإنجليزية، ثم عرضه على طبيب عسكري، وطُلب منه إخبارهم إذا تعرض لأي نوع من أنواع التعسف أو إساءة معاملة، ثم أخذوه لتغيير ملابسه وارتدي بدلة برتقالية اللون.

وحصل أبوختالة على نسخة من القرآن وبطانية، حيث يمكنه النوم داخل الزنزانة، وأخبروه أن هناك علامة على الحائط تدل على اتجاه القبلة. وتم منعه من التحرك خارج الزنزانة، حتى لا يرى أحدًا.  أما زنزانته، قالت «واشنطن بوست» إنها كانت صغيرة، خالية تمامًا من أي أثاث، مضاءة على مدار الساعة، مع مراقبته بالكاميرات، دون تسجيل شريط مصور.

اقرأ أيضاً: من هو أحمد بوختالة؟

مرحلتين للاستجواب
أوضحت الحكومة الأميركية في شهادتها أمام المحكمة أن استجواب أبوختالة جاء على مرحلتين. المرحلة الأولى استمرت 26 ساعة على مدار ثلاث أيام من قبل محققين عسكريين ومن المخابرات ومن مسؤولي تطبيق القانون.

وعند الانتهاء، غادر الفريق سفينة «يو إس إس نيويورك» بالطائرة، ليصل فريق من محققي «إف بي آي» وتبدأ المرحلة الثانية، وفق ما ذكره المحقق براين بارمان في شهادته.  وقال محقق آخر هو مايكل كلارك إن الفريقين لم يتواصلا ولم يلتقيا قط، وإن أبوختالة لاحظ تغيير الفريق. وتابع: «خلال يومين، لم يتم استجواب أبوختالة. ظروف إقامته تحسنت، فقد حصل على سرير، ووسادة وسجادة صلاة ومواد للكتابة. وحصل على ثلاث وجبات بدلا من اثنتين، وسُمح له بتغيير ملابسه. وحصل أيضًا على ملابس ثقيلة، وعلى ساعة لمعرفة أوقات الصلاة». وبعد ذلك تم استئناف المرحلة الثانية من الاستجواب والتي استمرت 28 ساعة، على فترات.

واستطرد: «في اليوم الثاني عشر من الرحلة، أخبرت أبوختالة أنه متهم في قضايا متعلقة بالتآمر والإرهاب. سألناه حول 120 فرداً، وهو أقر بمعرفته بسبعين منهم». ووصل أبوختالة إلى الولايات المتحدة في 28 يونيو.  وقال مساعد المدعي العام جون كراب إن «الهدف من تقسيم الاستجواب إلى مرحلتين لم يكن لتقويض حقوق أبوختالة القانونية لكن لأسباب قانونية واستخباراتية».

وقال محامي الدفاع إريك لويس: «لم تبذل الحكومة الأميركية أي مجهود للتأكد من حصول أبوختالة على حقوقه في حضور محامي معه أثناء التحقيق».  وأقر محامون أنه كان بالإمكان ضم محامي إلى الفريق الذي تواجد على متن السفينة الحربية، من أطباء ومحققين، لكن المحققين قالوا إن أبوختالة لم يطلب وجود محام.

وقال أحد خبراء الدفاع في شهادته إن «أبوختالة أمضى عشر سنوات في إحدى السجون السياسية إبان حكم معمر القذافي، ولهذا خشي العودة إلى السجن مرة أخرى إذا رفض التعاون».  وقال أحد الشهود إن نقل أبوختالة على متن سفينة «يو إس إس» الحربية سببه خوف المسؤولين الأميركيين من نقله خارج ليبيا جوا، ومع تحرك السفينة، لم يتم نقله إلى أي دولة، بسبب معوقات دبلوماسية.

واشنطن بوست: تفاصيل رحلة أبوختالة من ليبيا إلى واشنطن
واشنطن بوست: تفاصيل رحلة أبوختالة من ليبيا إلى واشنطن
واشنطن بوست: تفاصيل رحلة أبوختالة من ليبيا إلى واشنطن
واشنطن بوست: تفاصيل رحلة أبوختالة من ليبيا إلى واشنطن

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«وسط الخبر» يبحث عن إجابة: من المتسبب في الغلاء ونقص السيولة؟
«وسط الخبر» يبحث عن إجابة: من المتسبب في الغلاء ونقص السيولة؟
توصية من «داخلية الدبيبة» لرفع عقوبات دولية عن «الشرطة»
توصية من «داخلية الدبيبة» لرفع عقوبات دولية عن «الشرطة»
«هذا المساء» يناقش: هل تأتي حلول الاقتصاد الليبي من واشنطن؟
«هذا المساء» يناقش: هل تأتي حلول الاقتصاد الليبي من واشنطن؟
أول لقاء «معلن» بين ستيفاني خوري ومسؤول ليبي
أول لقاء «معلن» بين ستيفاني خوري ومسؤول ليبي
غانيون تبحث مع الباعور التوزيع الشفاف والعادل للموارد
غانيون تبحث مع الباعور التوزيع الشفاف والعادل للموارد
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم