Atwasat

بوريس جونسون: الفرصة سانحة بالنسبة لليبيا.. لا يسعنا تفويتها

القاهرة - بوابة الوسط: (ترجمة: هبة هشام) السبت 13 مايو 2017, 04:08 مساء
WTV_Frequency

دعا وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الفصائل الليبية إلى التوافق وتنحية خلافاتها جانبًا واستغلال الزخم الناتج عن لقاء رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج وقائد الجيش المشير خليفة حفتر، مؤكدًا أن ليبيا لديها مستقبل عظيم، لكن كل ما يتطلبه الأمر هو الإرادة السياسية والشجاعة لتقديم تنازلات.

وقال جونسون، في مقال نشرته مجلة «ذا سبكتاتور» البريطانية اليوم السبت، إن لقاء السراج ـ حفتر في أبوظبي «يفتح نافذة جديدة من الأمل»، واعتبر لقاء رئيس مجلس النواب عقيلة صالح ورئيس مجلس الدولة عبدالرحمن السويحلي في روما، بمثابة «تحركات تنم عن رغبة الفصائل في شرق ليبيا وغربها للجلوس معا».

ورأى جونسون أن بوادر توافق وطني بدأت في الظهور، ليس فقط بين الفصائل الليبية، لكن أيضًا بين القوى الإقليمية والدولية وذلك بفضل الجهود الدبلوماسية المصرية والإماراتية.

لقاء السراج ـ حفتر في أبوظبي «يفتح نافذة جديدة من الأمل»، وهناك تحركات تنم عن رغبة الفصائل في شرق ليبيا وغربها للجلوس معا

ويقوم هذا التوافق، بحسب جونسون، على تفاهم حول إمكانية تعديل اتفاق الصخيرات حتى يحظى بقاعدة دعم أكبر حول ليبيا، وأيضًا إيجاد طريقة للحفاظ على السلطة المدنية على الجيش مع الاعتراف بدور وأهمية المشير حفتر. واستطرد: «هناك زخم، وشعور موسع أن الوقت قد حان للأمم المتحدة لمساعدة الليبين في إنهاء العملية السياسية».

ودعا جونسون اللاعبيين السياسيين الأساسيين إلى التوافق ووضع خلافاتهم جانبا لتحقيق الاستقرار والتوصل إلى تسوية جديدة، مؤكدا أنهم يستطيعون إنهاء ذلك.

وحول أداء المجلس الرئاسي، رأى وزير الخارجية البريطاني أن السراج يبذل قصارى جهده، لكنه في الحقيقة «يكافح من أجل فرض سلطته خارج حدود العاصمة طرابلس» على حد تعبيره.

ووصف جونسون الأزمة السياسية في ليبيا بأنها «الأسوأ»، مشيرًا إلى أنه «لا يوجد الآن مظهر واحد من مظاهر السلطة»، ورغم الثروة النفطية للبلاد، رأى جونسون أنها لم تستخدم طيلة الست سنوات الماضية لصالح الليبيين.

وحذر من أن استمرار الأوضاع الراهنة داخل ليبيا، ينذر بتحولها إلى «دولة فاشلة، ملاذ آمن للإرهابيين ومهربي البشر والسلاح». لكنه لفت إلى تحسن الأجواء بعض الشيء داخل العاصمة طرابلس، قائلاً: «بعد ستة أسابيع من اقتحام الدبابات لأحد الفنادق الكبرى بالعاصمة، الحياة الطبيعية بدأت تعود تدريجيا إلى الشوارع. يمكنك رؤية ليبيين على المقاهي، المعنويات في ارتفاع».

وحول دور بريطانيا، أكد جونسون أن بريطانيا ملتزمة بدعم تلك الجهود، وذلك لأهمية ليبيا بالنسبة لمستقبل المملكة.

«سجون للمهاجرين»
وتحدث جونسون أيضًا عن أزمة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، وقال إن الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا من أكبر مسببات مشكلة الهجرة غير الشرعية.

وخلال زيارته التي أجراها إلى طرابلس، في الرابع من مايو الجاري، أوضح جونسون أنه زار أحد مراكز احتجاز المهاجرين حيث تحدث مع 100 مهاجر، معظمهم من غرب أفريقيا من غينيا ونيجيريا، دفع كل واحد منهم 1500 يورو للوصول إلى ليبيا، وهو مبلغ كبير للغاية أكبر من راتبهم السنوي، ثم، وفق تعبير جونسون «تم اعتراضهم، احتجزاهم، أو إنقاذهم، وإرسالهم إلى هنا».

«ألف مهاجر يصلون إيطاليا أسبوعيًا من ليبيا..هدوء الرياح يشجع المهربين على تكثيف عملياتهم»

لكنه قال إنه وصل لمجموعة من الغرف المغلقة، ذكرته بـ«مشهد من رسوم شيطانية من العصر الفيكتوري حول حياة السجون»، الأولى ضمت داخلها «مجرمين، رجال صغار السن من دول الصحراء الأفريقية، احتجزتهم السلطات الليبية لبيع المخدرات وجنح أخرى». وقال جونسون: «نصحوني أن أنظر فقط، وأن لا أمر إلى الداخل».

أما الغرفة الثانية، قال جونسون إنها كانت بحجم ملعب كرة قدم، تضم 500 روح، مكتظين فوق مناشف أو حصير. وأضاف قائلاً: «بدأت في التحدث إليهم، بالفرنسية، وعندها بدأت الفوضى، تحرك المهاجرون نحونا، وهنا اقترح المشرفون التحرك».

وبلغة الأرقام، أوضح جونسون أن ألف مهاجر يصلون إيطاليا أسبوعيًا من ليبيا، متوقعًا زيادة تلك الأعداد مع تحسن أحوال الطقس في البحر المتوسط وهدوء الرياح، وهو الوقت المناسب الذي يعمل فيه المهربون على تكثيف عملياتهم.

«ليبيا هي الأزمة»
ونوه جونسون إلى أن الأزمة السياسية من أكبر مسببات أزمة الهجرة، وقال: «ليبيا هي الأزمة. هي المخرج الذي يستخدمه المهاجرون للانطلاق في رحلتهم. وسيستمر نزيف البشرية إذا لم نغلق هذا الجرح».

ووصف جونسون الأوضاع داخل ليبيا بـ«فوضى»، قائلاً: «بالنظر إلى ليبيا، الدولة في حالة فوضى حقيقية، مباني مهدمة، سيارات محترقة، مع انتشار القمامة». وتابع: «البلاد متنازع عليها، بين عشرات المجموعات المسلحة، بعضها متشدد، متضاربة المصالح»، وأضاف أن «الحرب إلى حد ما تدور حول النفط والثروة، لكنها أيضًا قبلية وجهوية».

وتطرق جونسون إلى وجه آخر قال إنه من دوافع الهجرة الرئيسية إلى أوروبا ألا وهو زيادة تعداد سكان دول أفريقيا، مع غياب فرص الحياة الكريمة بها، وقال إنه مع الزيادة السريعة لأعداد السكان، أصبح من المستحيل معرفة كيف ستوفر دول القارة وظائف وحياة كريمة لكل هؤلاء السكان.

«الحرب إلى حد ما تدور حول النفط والثروة، لكنها أيضًا قبلية وجهوية»

ولفت جونسون إلى توقعات بزيادة أعداد سكات النيجر، جنوب ليبيا، ثلاثة أضعاف خلال الثلاث عقود المقبلة من 20 مليون إلى 72 مليون نسمة، وأن يرتفع عدد سكان تشاد من 14 مليون نسمة إلى 35 مليون نسمة، وأن يصل سكان السودان إلى 80 مليون نسمة، ووصول سكان مصر إلى 152 مليون نسمة. أضف إلى زيادة «خطوط الإنتاج البشرية» الهائلة في غرب أفريقيا مع توقعات بوصول سكان نيجيريا وحدها إلى 400 مليون نسمة.

وبالنظر إلى تلك الأرقام، قال جونسون: «لا عجب أنهم يتجهون صوب الشمال، صوب الرخاء الذي تقدمه قارتنا الأوروبية العجوز حيث يقل تعداد السكان، فمن المتوقع أن يصل إلى 707 مليون نسمة من 750 مليون بحلول العام 2050. ولهذا يتجه المد من الجنوب للشمال».

وتابع: «بالطبع لا يمكننا التقليل من طموح هؤلاء وشجاعتهم وسعيهم لتأمين حياة أفضل. فمع تراجع معدلات المواليد في أوروبا، بالطبع نسبة محددة من المهاجرين مُرحب بها، لكن وتيرة ونطاق الأزمة الحالية لا يمكن تحمله».

وإذا استمر الأمر على النهج الحالي، حذر جونسون من اضطرابات اجتماعية داخل أوروبا لها عواقب سياسية وخيمة، ولهذا قال إنه علينا مساعدة المهاجرين على البقاء في دولهم وإيجاد وظائف، وعلينا تعزيز اقتصادات دول أفريقيا، والتعامل مع الجذور الاقتصادية لأزمة الهجرة.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«الأرصاد» يحذر من رياح نشطة على الساحل من طرابلس إلى سرت
«الأرصاد» يحذر من رياح نشطة على الساحل من طرابلس إلى سرت
خلال جولة تفقدية.. النمروش يشدد على ضمان عودة الحركة في منفذ رأس اجدير
خلال جولة تفقدية.. النمروش يشدد على ضمان عودة الحركة في منفذ رأس ...
«الاستشعار عن بعد»: زلزال جنوب اليونان.. هل شعرتم به؟
«الاستشعار عن بعد»: زلزال جنوب اليونان.. هل شعرتم به؟
ضبط متهمين بطعن سوداني وابنه في الكفرة
ضبط متهمين بطعن سوداني وابنه في الكفرة
إيقاف تاجر مخدرات يجلب «الحشيش» من القبة إلى بنغازي
إيقاف تاجر مخدرات يجلب «الحشيش» من القبة إلى بنغازي
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم