حدد مركز «كارنيغي» الأميركي لدراسات الشرق الأوسط، خمسة أسباب رئيسية لتدهور الأوضاع الأمنية في الجنوب الليبي، الذي تحول إلى ملاذ للمجموعات المتشددة وشبكات تهريب المهاجرين والبضائع.
وعزت ورقة بحثية، أعدها المركز عن التطورات الأخيرة في ليبيا، انعدام الأمن في الجنوب إلى عدة أسباب؛ أهمها انهيار المؤسسات الحكومية الهشة، والاتفاقات الاجتماعية عقب ثورة 2011، وانتعاش شبكات التهريب، والتوزيع غير العادل للمصادر الاقتصادية، الذي أشعل مواجهات مسلحة بين قبائل العرب والتبو والطوارق حول المسارات الاقتصادية الثابتة من ممرات التهريب وحقول النفط.
ونادت الورقة البحثية بضرورة تغيير الوضع الحالي في منطقة الجنوب، ودعت السلطات الليبية والقوى الدولية إلى الاهتمام بتنمية المنطقة اقتصاديًّا، وفض النزاعات الطائفية بها لإحلال الاستقرار، إذ أن منطقة الجنوب تؤثر بشكل مباشر على أمن ليبيا ودول الجوار، خاصة تونس والجزائر، وأوروبا، فالجنوب هو البوابة الرئيسية لدخول المهاجرين غير الشرعيين والمقاتلين.
وقالت إن أي محاولات أوروبية لحل أزمة الهجرة لن تنجح دون التعامل مع القضايا المتعلقة بالوضع الأمني والحكم في منطقة الجنوب، فالمنطقة منعزلة ومهمشة بعيدة عن الشؤون السياسية في الشمال، وتحولت إلى مسرح جديد للصراع بين القوات الموالية لقائد الجيش الليبي، المشير خليفة حفتر، والمجموعات المسلحة الموالية لمصراتة.
تعليقات