أطلقت جمعية «نور الحياة» للأعمال الخيرية حملة توعوية لمواجهة التحرش الجنسي تحت شعار «ولدي إنت غالي»، تستهدف توعية الأطفال بكيفية حماية أنفسهم من التحرش الجنسي، وتتضمن الحملة أنشطة تستهدف الأطفال وعائلاتهم والإخصائيين الاجتماعيين في المدارس الليبية.

وقالت الجمعية في بيان إن الحملة جاءت استجابة لتقارير دورية قامت بها جمعية نور الحياة للأعمال الخيرية وبعض النشطاء في مجال حقوق الطفل لرصد حالات العنف ضد الأطفال، والتي كشفت تصاعد حالات الاعتداء والاستغلال الجنسي للأطفال.

وتضمنت الحملة أيضًا إصدار كتاب بعنوان «لا تلمسني، جسمي ملكي أنا»، من تأليف الكاتب الحقوقي سامي الجوادي، ورسم آية هشكل ويتم توزيعه على الأطفال وأسرهم إذ يتناول الكتاب رسائل مبسطة عن كيفية حماية أنفسهم من التحرش والاستغلال الجنسي.

وتقدم الحملة جملة من النصائح للأطفال لحماية أنفسهم من التحرش الجنسي، وكيفية اكتشاف الأشخاص المتحرشين، معتمدين في ذلك على الرسم الذي يعتبر من أقرب وسائل التواصل مع الأطفال لإيضاح الفكرة لهم بطريقة سلسة ومبسطة.

وذكرت الجمعية أن الحملة لاقت استحسانًا كبيرًا من قبل أولياء الأمور والمدرسين والإخصائيين الاجتماعيين الذين ينظرون إلى الحملة باعتبارها «طوق نجاة» لحماية وتوعية أطفالهم من التحرش الجنسي.

وأشارت الجمعية أن الحملة انطلقت بعد موافقة مكتب تعليم عين زارة في المدارس الحكومية منذ شهر تقريبًا، كما انطلقت في الروضات خلال شهر أغسطس، كما تشمل 4 مدارس حكومية في منطقة الهضبة البدري، هي مدارس «الفرقان ورجب النائب وجوهرة طربلس ومدرسة الطليعة».

وتستهدف الحملة في خططها المستقبلية الوصول إلى عدد أكبر من الأطفال والسعي للحصول على الإذن من وزارة التعليم ليكون الكتاب مقررًا لدى الأطفال في المدارس الليبية، وإنتاج تقرير يقدر عدد الأطفال الذين تعرضوا للتحرش وفق إحصائيات.

وحملة «ولدي إنت غالي» تعتبر أول حملة تطوعية في ليبيا بشأن توعية الأطفال من التحرش الجنسي، وهذا ما يميز الحملة عن الآخرين كونها «تحمل طابعًا إنسانيًا ونبيلاً وليس الغرض منها ماديًا»، بحسب القائمين عليها.

وتسعى الحملة إلى تقديم مقترح للجهات التشريعة لنص قانون مستقل يضع حدًا وعقوبة للتحرش الجنسي بالأطفال، إذ تعمل الجمعية حاليًا على تجميع بعض الإحصائيات عن طريق ملء استبيان للأهالي والمدرسين.