Atwasat

الجزائر تعلن استنفارًا أمنيًا على حدودها لمنع تهريب السلاح الليبي

الجزائر - بوابة الوسط: عبدالرحمن أميني الأربعاء 22 فبراير 2017, 10:47 صباحا
WTV_Frequency

شنت السلطات الجزائرية استنفارًا أمنيًا على حدودها الجنوبية والشرقية مع ليبيا، لمنع تهريب الأسلحة عبر الصحراء، لصالح التنظيمات المتطرفة في دول مجاورة تشهد توترات أمنية.

وفي أقل من أسبوع تمكنت عناصر الجيش الجزائري من حجز 107 قطع سلاح، بينها قاذفات صواريخ وقنابل، كانت مخبأة في الصحراء الجزائرية قرب الحدود مع ليبيا والنيجر ومالي. وقال مصدر أمني جزائري إن تكديس الأسلحة المهربة وإخفاءها يعكس مخطط الإرهابيين بمحاولة شن هجمات على الجزائر، عندما تمتلك عددًا كافيًا منها، لكن تكثيف العمل العسكري والسري والاستغلال الأمثل للمعلومات التي يعطيها التائبون المقبوض عليهم أثبت نجاعته في تحصين البلاد.

كما يرى مراقبون في العمليات الاستباقية للجيش الجزائري منعًا لاتساع محاولات شبكات إجرامية ومهربون تهريب السلاح من ليبيا، عبر الصحراء الجزائرية لصالح التنظيمات الإرهابية الناشطة في مالي والنيجر.

ميزاب: السلاح الليبي لا يزال يشكل خطرًا، فقد وصل إلى مختلف المواقع المتأزمة وبؤر التمرد في المنطقة

الحظر المفروض
وأكد تقرير جزائري أمني أعده رئيس اللجنة الأفريقية للسلم والمصالحة، الدكتور أحمد ميزاب، أن السلاح الليبي لا يزال يشكل خطرًا، فقد وصل إلى مختلف المواقع المتأزمة في الجوار الليبي وبؤر التمرد في المنطقة، كما أنه وصل إلى تنظيم القاعدة ووزع عبر عدة بؤر توتر وأماكن تخزين.

وأطلع ميزاب «بوابة الوسط» على التقرير الذي حمل أرقامًا ومعطيات جديدة حول انتشار السلاح في ليبيا، وقال إن السيطرة عليه ليس بالأمر السهل أو البسيط، إذ إن الظاهرة تشكل أبرز التحديات في بناء الدولة الليبية، وأحد معوقات أي حوار ما دام الاحتكام للسلاح واستمرار قنوات توريد السلاح متواصلة رغم الحظر المفروض، الأمر الذي أثّر على استقرار دول الجوار والمنطقة ككل.

ومكمن الخطورة حسب الخبير الأمني الجزائري، كون معظم الأسلحة ما زال تحت سيطرة جهات مسلحة غير تابعة للدولة، مما قد يسمح باستمرار تدفق وتوزيع السلاح الليبي على دول الجوار، حيث أحصى التقرير قرابة 12 دولة يتم تهريبه نحوها.

في المقابل، ضاعفت السلطات الجزائرية من عدد جنودها على الحدود، تفاديًا لزحف عناصر تنظيم «داعش» في ليبيا، خصوصًا بعد حديث قائد «أفريكوم» عن عدد عناصر التنظيم المتبقين في ليبيا، الذي لا يتعدى بضعة مئات بعد تراجع أعدادهم من 5 آلاف نتيجة العمليات العسكرية التي نفذتها قوات «البنيان المرصوص» بدعم من سلاح الجو الأميركي.

ميزاب: تصريح قائد «أفريكوم» عن تراجع عدد عناصر تنظيم «داعش» في ليبيا إلى بضعة مئات يسعى لإثبات نجاعة التدخل الأميركي الجوي في سرت

رعب عودة عناصر «داعش»
لكن الخبير الأمني ميزاب يشكك في هذا الرقم، كون تصريح أفريكوم يسعى لإثبات نجاعة التدخل الأميركي الجوي في سرت، وفي هذا الإطار سُجل ارتفاع في عدد مقاتلي تنظيم «داعش» في ليبيا، إذ يقارب 8 آلاف رغم معركة سرت وبنغازي. في مقابل تسجيله تراجعًا مهمًا في عدد المقاتلين التونسيين في صفوف التنظيمات الإرهابية. مرجعًا الأسباب إلى كون معظم المقاتلين تم القضاء عليهم في بؤر التوتر، والجزء الآخر عاد من حيث أتى.

ولكن مع ذلك فإن الهواجس الجزائرية من خطورة عودة المنخرطين بتنظيم «داعش» في ليبيا والمنتمين للدول المغاربية إلى بلدانهم تبقى قائمة، ويقول مصدر دبلوماسي جزائري إن عودة هؤلاء إلى بلدانهم أمر مرعب، لأن الجزائر مرت بتجربة وتضررت من هذه الظاهرة، عندما عاد جزائريون من مناطق الصراع أواخر الثمانينات إلى البلاد.

ولذلك تعمل الجزائر وفق مبادرات لحل الأزمة في ليبيا، ودفعًا لحل سياسي يبعد التوتر عن المنطقة وزحف الإرهابيين إلى الساحل والحدود.

مناطق عالية الخطورة
وبهذا الخصوص يرصد تقرير اللجنة الأفريقية للسلم والمصالحة، أربع بؤر سود موزعة على الشريط الحدودي الجزائري، تستدعي الحيطة والحذر وتتمثل في المثلث الحدودي تونس والجزائر وليبيا، والمثلث الحدودي النيجر وليبيا والجزائر، والمثلث الحدودي مالي وموريتانيا والجزائر، إضافة إلى المنطقة الممتدة من جبل الشعانبي في تونس إلى المناطق الجبلية المتاخمة للشعانبي في الجزائر، حيث وصفها بالمناطق عالية الخطورة.

ميزاب: المنطقة مقبلة على أحداث تستدعي من خلالها تكثيف الجهود

وقال ميزاب إن المنطقة مقبلة على أحداث تستدعي من خلالها تكثيف الجهود، والعمل أكثر من أي وقت آخر مما يستدعي تحيين خططها وفقًا للتطورات المتسارعة. وبالنسبة للجزائر يشير إلى تمكن وبفضل استراتيجيتها الأمنية والإصلاحات المطبقة عليها تجاوز التحديات والمخاطر، رغم أن الخطر ما زال محيطًا بها وهو يفرض نفسه بشكل كبير.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«هذا المساء» يناقش نتائج قمة تونس.. مخاوف ثلاثية وهواجس مغاربية؟
«هذا المساء» يناقش نتائج قمة تونس.. مخاوف ثلاثية وهواجس مغاربية؟
منشآت دراسية جديدة بجامعة سرت
منشآت دراسية جديدة بجامعة سرت
إشادة أميركية بدور مفوضية الانتخابات لتعزيز المشاركة الشاملة
إشادة أميركية بدور مفوضية الانتخابات لتعزيز المشاركة الشاملة
اختتام ورشة عمل حول تعزيز قدرات صون التراث الثقافي غير المادي
اختتام ورشة عمل حول تعزيز قدرات صون التراث الثقافي غير المادي
لماذا يرفض عطية الفيتوري سحب الخمسين دينارًا؟
لماذا يرفض عطية الفيتوري سحب الخمسين دينارًا؟
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم