رأت جريدة «فاينانشيال تايمز» البريطانية أن فرص نجاح أي اتفاق تبرمه أوروبا مع ليبيا بخصوص أزمة الهجرة، على غرار الاتفاق التركي، ضئيلة، وعزت ذلك بشكل أساسي إلى انهيار الوضع السياسي والأمني في ليبيا منذ العام 2011.

وقالت الجريدة البريطانية في تقرير نشرته أمس، الثلاثاء، إن الحكومات الأوروبية تعرف جيدًا أن انهيار الدولة في ليبيا، والعوامل المحركة لظاهرة الهجرة غير الشرعية في أفريقيا، تجعل أي اتفاق حول الهجرة شبيه بالاتفاق التركي «خطوة غير واقعية»، وقالت: «الاتحاد الأوروبي يزعم أن لديه شريكًا في ليبيا يستطيع دعم جهوده يتمثل في حكومة الوفاق الوطني، لكن هذا الادعاء من نسج خيال دول الاتحاد لا أكثر».

وتابعت: «إن الحكومة في طرابلس لا تسيطر على المنطقة الجنوبية من ليبيا، حيث تعتمد مجتمعات بأكملها اقتصاديًّا على تهريب المهاجرين». وكان المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر وصف ليبيا بـ«سوق للمهاجرين».

وأضافت أيضًا أن الوضع في ليبيا تحوَّل إلى «شبكة من الصراعات الداخلية، فغياب سلطة الدولة يجذب القوى الأجنبية للعمل بحرية داخل ليبيا، مما يهدد فرص نجاح السياسات الأوروبية حول الهجرة».

وازدهرت شبكات تهريب المهاجرين الأفارقة القادمين من نيجيريا وإريتريا، حيث تعمل تلك الشبكات على نقل المهاجرين من جنوب ليبيا إلى السواحل مقابل مبالغ من المال تصل إلى ألفي دولار للفرد الواحد، ثم يتم إرسالهم على متن قوارب مطاطية وخشبية إلى أوروبا.

ووصل خلال الثلاث سنوات الماضي، نحو نصف مليون مهاجر قادمًا من ليبيا إلى إيطاليا. وينتظر نحو 300 ألف مهاجر في شمال ليبيا للمغادرة إلى أوروبا.

وكانت منظمة الهجرة الدولية أعلنت غرق نحو 246 مهاجرًا في البحر المتوسط خلال الـ25 يومًا الأولى من العام 2017، مقارنة بـ210 مهاجرين خلال الفترة نفسها العام الماضي.