قال عضو مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، جاد الله العوكلي، إن إنتاج النفط في ليبيا وصل إلى أكثر من 700 ألف برميل يوميًّا، بعد تحرير الهلال النفطي على يد الجيش، مشيرًا إلى أن عمليات التصدير تتم في كل الموانئ بحرية تامة.

وأكد العوكلي في مقابلة مع وكالة «سبوتنيك» الروسية، على هامش فعاليات الدورة 11 لمؤتمر شمال أفريقيا للنفط والغاز، المنعقد في مدينة ميلانو الإيطالية، «إن منطقة الهلال النفطي كانت تحت سيطرة الميليشيات، ولكن منذ تحريرها في شهر سبتمبر الماضي بفضل الجيش، وطرد الميليشيات التي كانت تسيطر هناك، ومنع عنها عملية التصدير، تم بعد ذلك مباشرةً استئناف إنتاج وتصدير النفط، وبالفعل ارتفع الإنتاج بمقدار ثلاثة أضعاف».

وفي معرض حديثه أشار إلى «إشكالية في مسائل التمويل والميزانيات»، مؤكدًا أن الجهود كلها تنصب في رفع القدرة الإنتاجية، وتوقع مع حلول شهر أغسطس العام 2017، الوصول إلى معدلات أكبر إذ أنه من الممكن أن نصل إلى إنتاج مليون ومئتي ألف برميل يوميًّا.

العوكلي: من الممكن مع حلول شهر أغسطس المقبل أن نصل إلى إنتاج مليون ومئتي ألف برميل يوميًّا

وأضاف: «هناك بعض الحقول التي تضررت من وجود الميليشيات بالإضافة إلى وجود «داعش»، حيث وقعت عمليات تخريب في العديد من الحقول، وهذا طبعًا يحتاج أموالاً كثيرة ووقتًا، لأن هناك معدات للإنتاج تحتاج إلى عملية تصنيع، وهذا يأخذ وقتًا، وبإذن الله مع توفر التمويل خلال سنتين ونصف إلى ثلاث سنوات سنسترد القدرة الإنتاجية لليبيا، وهي تقريبًا مليون و700 ألف برميل يوميًّا».

يذكر أن الجيش الليبي استعاد السيطرة على موانئ رأس لانوف والسدرة والبريقة، بعد اشتباكات مع قوات حرس المنشآت النفطية بقيادة إبراهيم الجضران، الذي يتهمه الجيش بتصدير النفط بشكل غير شرعي.

يشار إلى أن منطقة الهلال النفطي تتوسط المسافة بين بنغازي وطرابلس، وتحوي المخزون الأكبر من النفط الليبي، وتضم عدة مدن مثل بنغازي وسرت، إضافة إلى موانئ السدرة ورأس لانوف وهما أكبر الموانئ لتصدير النفط في البلاد.

التعاون بين ليبيا وروسيا في مجال النفط

وتطرق المسؤول النفطي إلى آفاق التعاون بين ليبيا وروسيا في مجال النفط، وأوضح أن الفرصة ستكون مفتوحة أمام شركات الطاقة الروسية للعمل في ليبيا مثل شركات الدول الأخرى، وذلك بمجرد تحسن الأوضاع الأمنية.

وأضاف: «في السابق كانت هناك اتفاقات وما زالت قائمة، لكنها توقفت نتيجة الظروف الأمنية في البلاد ومنها مع الشركات الروسية الكبرى، فهناك اتفاقات في مجال استكشاف الغاز، وفي مجال الإنشاءات من ضمنها ما له علاقة بالنفط وبالسكك الحديدية».

وخلص إلى أن «الشركات الروسية ستكون متاحة أمامها الفرصة مثل الشركات الأخرى بمجرد تحسن الظروف الأمنية، وستكون لها دعوة أو زيارة من المؤسسة لإعطاء الفرصة للشركات الروسية مثل أي شركات أخرى».

وبدأت في مدينة ميلانو الإيطالية، الخميس الماضي، فعاليات الدورة 11 لمؤتمر شمال أفريقيا للنفط والغاز السنوي الذي يعقد ليومين، حيث اجتمع نخبة من ممثلي شركات الطاقة المحلية والوطنية والعالمية لبحث سبل التعاون لضمان نجاح صناعات النفط والغاز.

وناقش المشاركون آفاق وإمكانات إنتاج النفط والغاز لدول هذه المنطقة، وتم التركيز أيضًا على تقييم الأولويات التجارية في هذه المرحلة ومناخ الاستثمار، والتحديات والفرص والمشاكل لدى جميع الأطراف العاملة في قطاعي النفط والغاز في منطقة شمال أفريقيا.