عادت خلال الأيام الأخيرة ظاهرة بؤر المياه السوداء وطفح مياه الصرف الصحي إلى عدد من شوارع مدينة سبها في مناطق الجديد والمهدية وحجارة، مما أدى إغلاق الشوارع وأبواب المنازل والمحال التجارية والورش المطلة عليها.

ورصدت «بوابة الوسط» خلال جولتها في تلك المناطق، اليوم الأربعاء، حالات الشوارع، والتقت عددًا من المواطنين الذين عبروا عن استيائهم من تكرار طفح مياه الصرف إلى الشوارع، والتي لم تتمكن حتى الآن الجهات المسؤولة في الدولة والمجلس البلدي من إيجاد حلول لها منذ سنوات.

وقال المواطن صالح بشير لـ«بوابة الوسط» إن الأهالي يعانون جراء طفح مياه الصرف الصحي في الشوارع، واضطروا إلى إغلاق أبواب البيوت في ظل صعوبة الخروج أو الدخول إلى منازلهم بسبب استمرار الطفح، مشيرًا إلى أن «هناك من قام بهدم جدار بيته على جاره من أجل الخروج، وآخرون رحلوا وأغلقوا بيوتهم واستأجروا بيوتًا أخرى في أحياء لا توجد بها طفح مياه الصرف الصحي».

وأضاف بشير أن «كثير الناس أصبحت تعاني الأمراض» متسائلاً «أين الأعيان وأين البلدية وأين الجهات المسؤولة على حياة وصحة المواطنين» من استمرار التدهور وعدم معالجة أزمة طفح مياه الصرف الصحي في الشوارع.

وأضاف المواطن أحمد محمد لـ«بوابة الوسط» أنهم اضطروا للرحيل من منازلهم «بسبب انتشار الروائح الكريهة والبعوض وإغلاق الشوارع» لافتًا إلى أن بعض الأهالي اضطروا إلى استعمال أسطح المنازل مع الجيران للحركة والخروج من المنازل بسبب طفح مياه الصرف الصحي وانتشار آبار المياه السوداء.

وذكر محمد أن الأطفال أصبحت «تعاني أيضًا بعض الأمراض التي سببتها هذه المشكلة» منوهًا إلى أن الشارع الذي يقيم فيه «أصبح مغلقًا وتوقفت فيه حركة مرور السيارات والمارة مما اضطر أيضًا أصحاب المحال التجارية لإغلاق محالهم»، مطالبًا الجهات المعنية بسرعة التحرك من أجل إصلاح شبكة مياه الصرف الصحي.

وقال محمد علي مواطن وصاحب محل تجاري في منطقة الجديد لـ«بوابة الوسط» إن الوضع «مزرٍ جدًا» ولا أحد مهتم من الجهات المسؤولة بمعالجة المشكلة، موضحًا أن المحال المجاورة له أغلقت أبوابها بعد أن تسبب طفح مياه الصرف الصحي بالشارع في إغلاقه وإغلاق المحلات التجارية، مضيفًا بالقول: «أنا صاحب محل لا زبائن ولا أحد يستطيع القدوم لشراء أي شيء قرابة شهر وكل الحلول توفيقية، وأنا أعاني الجيوب الأنفية وزادت معي الحالة من رائحة مياه الصرف الصحي».

وطرقت «بوابة الوسط» باب الجهة المسؤولة والمعنية بخدمات شبكة الصرف بسبها، والتقت مدير مكتب الشركة العامة للمياه والصرف الصحي بسبها المهندس سالم دندون، الذي قال إن مدينة سبها تعاني هذه الأيام طفح مياه شبكة الصرف الصحي خصوصًا في منطقة دائري الجديد ومنطقة المهدية.

وأوضح دندون لـ«بوابة الوسط» أن سبب الطفح يعود إلى «عدم توفر مضخات ذات جودة عالية وأصلية للصرف الصحي»، مؤكدًا أن الشركة «تعمل الآن على توفير حلول موقتة لأن المضخات الأصلية في الصيانة بطرابلس منذ العام 2015 وحتى الآن لم يتم صيانتها وتوريدها من طرابلس».

وأكد دندون أن الشركة اضطرت للاستعانة بمضخات أخرى «بمواصفات وجودة أقل لكنها لم تسهم في معالجة الأزمة»، مضيفًا أن انقطاع التيار الكهربائي الذي استمر لمدة أسبوعين «تسبب في عدم تشغيل المضخات»، مضيفصا أنه على الرغم من وجود مولدات كهرباء لدى الشركة إلا أنه في أغلب الأحيان لا يتوفر وقود الديزل لتشغيلها.

ونوه مدير مكتب الشركة العامة للمياه والصرف الصحي في سبها إلى أن الشركة ستبدأ، اليوم الأربعاء، في استبدال إحدى المضخات بمضخة جديدة ذات إنتاجية جيدة، متوقعًا أن تسهم في حلحلة أزمة طفح المياه.

من جهته أوضح رئيس قسم الصيانة لشبكة الصرف الصحي بسبها المهندس عمر محمد القذافي أن سبب كثرة الانسدادات لشبكة الصرف الصحي إلى جانب عطل المضخات يعود إلى «كثرة إلقاء مخلفات القمامة بجانب غرف التفتيش من قبل المواطنين».

وأضاف القذافي لـ«بوابة الوسط» أن العاملين في الشركة وجدوا أكثر من مرة أقمشة ومخلفات مثل زجاجات مياه الشرب والمعلبات وقطع البلاستيك والأتربة والأقمشة بغرف التفتيش الخاصة بالصرف الصحي، الأمر الذي يتسبب في الانسداد وتسبب في تعطيل وخراب المضخات، وبالتالي يؤدي إلى طفح مياه الصرف إلى الشوارع.