يجري المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر اتصالات مع عدد من المسؤولين الأوروبيين في بروكسل، نهار الثلاثاء، في وقت تتصاعد فيه التساؤلات بشأن مستقبل دوره على رأس البعثة الأممية من جهة وبشأن طبيعة الدور الأوروبي المقبل في إدارة الأزمة الليبية.

وقال دبلوماسي في بروكسل إن كوبلر سينقل إلى الممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني حصيلة الاجتماعات والاتصالات التي قام بها مؤخراً في القاهرة وروما وعواصم أخرى لحلحلة الحوار السياسي بين الأطراف الليبية وتحت إشرافه.

لكن الموضوع الرئيس في محادثات كوبلر مع موغيريني يتمثل في الوقوف على التداعيات المحتملة لوصول إدارة جديدة في البيت الأبيض ومغادرة المبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا جوناثان واينر منصبه نهائيًا.

تقييم شامل
وقال ناطق باسم مكتب الممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية لـ«بوابة الوسط»، اليوم الاثنين، إن المحادثات التي ستجريها موغيريني مع كوبلر ستتناول تقييمًا شاملاً للموقف ومتابعة للقائهما الأخير.

وكان كوبلر قد زار بروكسل في 15 نوفمبر الماضي، دون أن يسجل ثغرة تذكر مع الاتحاد الأوروبي. فيما يسعى مع موغيريني، وفق المصدر، إلى تشكيل جبهة مشتركة للحيلولة ودون تسجيل تغييرات جذرية على التوازنات القائمة حتى الآن.

ويفتقد كوبلر حاليًا إلى دعم دول الجوار الليبي التي بدأت تتحرك من خلال مبادرات تقوم بها تونس والجزائر ومصر. في وقت عقد فيه زعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي محادثات مع الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفلقية، بالتزامن مع زيارة أجراها وفد من بلدية مصراتة إلى الجزائر لعقد محادثات مع المسؤولين الجزائريين في نفس الوقت.

ولا يزال الاتحاد الأوروبي بإيعاز إيطالي يركز تحركاته على ملف الهجرة وتعزيز قدرات عملية «صوفيا» البحرية التي يخطط مكتب موغيريني لتمكينها من التحرك داخل المياه الإقليمية الليبية بالتنسيق مع المجلس الرئاسي ووفق خطة متداولة حاليًا في العاصمة البلجيكية.

مواقف أوروبية
كما تخطط الممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني إلى دعوة رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج إلى بروكسل والذي اتصلت به يوم 17 يناير الماضي. لكن مصادر أوروبية حسنة الاطلاع أكدت أن موقف موغيريني لا يبدو متوافقًا مع موقف عدة دول أوروبية.

ونقلت السفيرة الفرنسية إلى ليبيا برجيت كورمي الخميس الماضي تصور فرنسا للموقف في ليبيا خلال محادثات أجرتها مع كبار المسؤولين في مكتب موغيريني حيث لا تتقاسم باريس نفس الموقف الإيطالي والأوروبي الرسمي.

كما أن وسائل الإعلام الألمانية بدأت تشكك في صحة خيارات الاتحاد الأوروبي للمرة الأولى وتحذر من المبالغة في المراهنة على المجلس الرئاسي وهو ما عكسته مجلة (دير شبيغل) الواسعة الانتشار في ألمانيا اليوم الاثنين.

ويعقد قادة الاتحاد الأوروبي قمة في مالطا الأسبوع المقبل على مستوى رؤساء الدول تخيم عليها بشكل رئيسي إشكالية التعامل مع الهجرة القادمة من ليبيا.