قالت الحقوقية عزة المقهور إن خيار الحرب يعمق الأزمة الليبية ويؤزّمها وآثاره على المواطن وخيمة، وأشارت إلى أن الحل بالأساس وطني وعلينا ألا نستهين بأنفسنا وقدراتنا، وبدلاً عن رحلات الخارج -في إشارة إلى لقاءات الأطراف في دول الجوار والعواصم الأوروبية- فليكن شد الرحال نحو الداخل، مشددة على أهمية المصالحة.

وأضافت المقهور في منشور عبر حسابها الشخصي بموقع «فيسبوك»، السبت، أن ليبيا تخطو نحو الدولة الفاشلة بعد النزاعات المسلحة التي شهدتها، وقانون العزل السياسي، والحرب على تنظيم «داعش».

المقهور: لا وجود لمجتمع دولي واحد متماسك بل دول ذات مصالح مختلفة بل متنافسة

وعددت أسباب تدهور الأوضاع في ليبيا وذكرت منها: «التركيز على الحل السياسي، وإغفال مشاغل المواطن الليبي بشأن الأمن والاقتصاد والكهرباء والماء وتوافر السيولة المالية».

كما أشارت إلى الفساد المالي الذي قالت إنه ينخر مؤسسات الدولة، بالإضافة إلى عدم اعتماد سياسة للشفافية أو محاربة الفساد.

ولفتت إلى أن التخطيط لليبيا من الخارج بطريقة بعيدة عن الواقع وكأنها حقل تجارب أظهر متخصصين في الشأن الليبي لكل مدرسته ورأيه ونصائحه، بينما الليبيون وأفكارهم وهم الأدرى بواقعهم أبعد ما يكون من التأثير على مجرى الأحداث.

واسترسلت في ذكر الأسباب وقالت: «التدخلات الخارجية المباشرة والقوية في الشأن الليبي، والاستقواء بها، ودور بعثة الأمم المتحدة القاصر، والذي هدفه بالأساس ليس بناء الدولة واستقرارها بقدر ما هو تقاسم السلطة». «وإهمال المصالحة الوطنية، رغم أهميتها القصوى في الدول التي تشهد اضطرابات أو حروبًا أهلية».

واعتبرت المحامية ومقررة لجنة فبراير أن المجتمع الدولي ليس كتلة واحدة منسجمة، ونوهت: «لا وجود لمجتمع دولي واحد متماسك، بل دول ذات مصالح مختلفة ومتباينة بل متنافسة».