طالبت منظمة «هيومان رايتس ووتش» السلطات الليبية بحماية وتوفير الرعاية الصحية العاجلة لأكثر من 120 سيدة وطفلاً نزحوا من مدينة سرت نتيجة العمليات العسكرية، قالت المنظمة إنهم محتجزون في سجن «الجوية» بمدينة مصراتة.

وحثت المنظمة في بيان أصدرته اليوم السبت السلطات الليبية على العمل مع الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الإنسانية لإيجاد مراكز إيواء آمنة للمحتجزين، وتوفير الرعاية الصحية المطلوبة، خاصة أن بعضهم مصابون بطلقات نارية أو شظايا، ويعاني البعض من سوء التغذية والجفاف.

«هيومان رايتس»: السلطات الليبية ملزمة بتأمين ورعاية الأطفال والسيدات ... ولا يجب احتجازهن بناء على مزاعم بوجود روابط بمع مقاتلي «داعش»

وقال مدير سجن الجوية في مصراتة لـ«هيومان رايتس» عبر الهاتف إن المحتجزين هم من السيدات والأطفال، يُعتقد أن لهم صلات بمقاتلي تنظيم «داعش»، وقال مسؤول آخر إن بعض السيدات تزعم أنهن خُطفن من قبل التنظيم وتعرضن لاعتداءات جنسية.

وأوضح مدير السجن أنهم لا يملكون الرعاية الصحية المطلوبة، لكنه قال إن المحتجزين تلقوا رعاية طبية أولية في مستشفيات ميدانية قرب سرت فور خروجهم من المدينة.

وذكر أن السجن يضم نحو 120 سيدة وطفلاً تصل أعمارهم إلى بضعة أشهر، لكن لا يوجد أي من مقاتلي «داعش»، ومعظم المحتجزين من الليبيين، إلى جانب سيدات من تونس والعراق وتشاد وسورية وإرتيريا والنيجر.

وأضاف: «معظم المحتجزين من سرت هم من زوجات وأطفال مقاتلي (داعش)، ما عدا طاقم طبي فليبيني من أربعة أفراد حوصروا داخل المدينة». وقال مسؤول آخر إن «بعض الزوجات، بينهن غير ليبيات، تم خطفهن من قبل التنظيم، وفق شهادات البعض».

ولفتت «هيومان رايتس» إلى رفض المستشفيات العامة في مصراتة قبول أعضاء من التنظيم خوفًا من زيادة السخط الشعبي بين سكان المدينة، مع مقتل قرابة 700 من أبناء المدينة في العمليات العسكرية.

مدير سجن الجوية:«معظم المحتجزين من سرت هم من زوجات وأطفال مقاتلي داعش، ماعدا طاقم طبي فلبيني حوصروا داخل المدينة»

وقال الباحث في حقوق الأطفال، قسم شمال أفريقيا والشرق الأوسط في «هيومان رايتس» بيل فان إسفلد: «على السلطات الليبية فعل ما بوسعها لضمان أن السيدات والأطفال الفارين من سرت لن يعانوا من أي ارتباط مزعوم مع عناصر (داعش). وعلى السلطات العمل فورًا مع الأمم المتحدة ومجموعات الإغاثة لنقل هؤلاء المدنيين إلى مناطق آمنة لتلقي الرعاية الصحية».

وأضاف: «ليبيا والأمم المتحدة والحكومات الغربية مطالبة بتوفير الموارد المطلوبة لمساعدة المدنيين الفارين من سرت، هؤلاء السيدات والأطفال عالقون في مأزق خطير، وأوضاع صعبة دون مخرج».

ونجحت قوات «البنيان المرصوص» التابعة لحكومة الوفاق الوطني في طرد عناصر «داعش» من آخر معاقل التنظيم في سرت، وأنشأت ممرات آمنة لعبور المدنيين من سرت، وأرسلت السيدات والأطفال الفارين من سرت إلى مباني مدارس في الكراريم، 20 كلم جنوب مصراتة، حيث تم استجوابهم، ثم نقلهم إلى سجن الجوية.

ونقلت «هيومان رايتس» عن مسؤولين بالأمم المتحدة زاروا السجن أربع مرات منذ نوفمبر الماضي إن السجن يضم 132 مدنيًا من سرت، بينهم 35 سيدة و88 طفلاً و15 طفلاً دون مرافق، ولا يملك السيدات أو الأطفال هوية أو أوراق تعريف، وبعض الأطفال وُلدوا أخيرًا ولم يتم تسجيلهم.

وقالت المنظمة: «السلطات الليبية ملزمة بتأمين ورعاية الأطفال والسيدات»، مضيفة أنه «يجب ألا يتم احتجازهم بناء على مزاعم بوجود روابط بينهم وبين مقاتلي التنظيم». ودعت البعثة الأممية في ليبيا إلى العمل مع السلطات هناك لضمان حماية المحتجزين.