Atwasat

تحرير سرت والمعادلة الجديدة في ليبيا

بروكسل - بوابة الوسط: علي أوحيدة الأحد 11 ديسمبر 2016, 09:12 صباحا
WTV_Frequency

يمثل تحرير مدينة سرت من قبضة تنظيم «داعش» تحولاً جذريًا في معادلة انتشار التنظيم داخل ليبيا، وفي شمال أفريقيا بشكل عام، مما يفتح صفحة جديدة من المضاربات بشأن مستقبل التنظيمات الإرهابية العاملة في المنطقة بشكل عام لكنه يلقي في الوقت نفسه بظلاله على التوازنات الهشة أمنيًا وسياسيًا داخل ليبيا.

ويقول مصدر غربي مطلع على سير التطورات الأمنية في ليبيا والمنطقة إن الدوائر الأوروبية والأطلسية تعتبر تحرير مدينة سرت وانهيار عناصر «داعش» داخلها هزيمة شخصية لخليفة التنظيم أبو بكر البغدادي، وفشلاً لرهانه على تحويل المدينة إلى أكبر قوة ارتكاز له خارج الشام و«نقطة ساخنة» استراتيجية لتنظيمه (داعش) في شمال أفريقيا. الفائز الوحيد
ويضيف المصدر لـ«بوابة الوسط» أن خطر التنظيم يظل قائمًا في ليبيا من خلال احتمال انتشار العناصر الهاربة من سرت في مناطق أخرى، لكنه تلقى ضربة موجعة وسيصعب عليه إعادة التمركز بقوة في نقطة أخرى بعينها من البلاد، وفق المصدر.

ويتابع الدبلوماسيون الأوربيون حاليًا التطورات العسكرية والمناورات السياسية لمرحلة «ما بعد سرت»، فيما يرى خبراء أن المشهد السياسي الليبي بات يتسم بوضعية غير مسبوقة، إذ إن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السرّاج هو الوحيد الذي تعترف به المجموعة الدولية ويعتبر نظريًا المنتصر الوحيد في معركة سرت، لكنه وفي المقابل يواجه تشكيكًا متناميًا حتى بين داعميه حول قدرته على تنفيذ المهمة الرئيسة الموكلة إليه وهي تحقيق المصالحة الليبية.

ويشير المصدر الغربي إلى أن مختلف المعطيات تبرز فقدان قوات «البنيان المرصوص» 630 قتيلاً وإصابة زهاء ألفين آخرين من أفرادها بجراح متفاوتة الخطورة طيلة سبعة أشهر من المعارك في سرت، وأنه من البديهي أن تطالب مصراتة بنوع من الاعتراف لها بهذا الدور. وربما توجد مخاوف من أن تتجه قوات مصراتة بشكل غير موحد إلى طرابلس لدعم طرف ضد آخر.

التمرد على الرئاسي
وتظل التطورات في طرابلس تحديدًا واحتمال تصاعد تمرد الأطراف المؤيدة لحكومة «الإنقاذ» على المجلس الرئاسي الشاغل الأكبر لخبراء في الشأن الليبي في مقر حلف الناتو وفي مؤسسات الاتحاد الأوروبي.

ويتضح أن أطرافًا تحاول التحرك بإيعاز من جهات متمركزة في طرابلس لاستعادة المنشآت والمرافق النفطية وهو ما يندرج ضمن عملية خلط الأوراق المسجلة في طرابلس هذه الأيام.ويؤكد دبلوماسي كبير لـ «بوابة الوسط» أن تحرك وزير من حكومة السرّاج بشكل مستقل للسيطرة على مرافق حيوية في البلاد يطرح تساؤلات خطيرة لدى الأطرف الغربية في أوروبا والولايات المتحدة الداعمة «الرئاسي»، في إشارة إلى دور وزير الدفاع المهدي البرغثي في أحداث الهلال النفطي الأخيرة.

الحوار المعلّق
ويخشى المراقبون من تكرر حالات انعدام الاستقرار في البلاد في وقت تدخل فيه العملية السياسية في ليبيا مرحلة من الضبابية وانعدام وضوح الرؤية بسبب المضاربات حول استئناف الحوار السياسي المعلق أو إعادة هندسة العملية السياسية برمتها مع مرور عام واحد على اتفاقية الصخيرات، السبت المقبل.

وإذا ما استمرت حالة الضبابية فإن القوى المناهضة لحل الأزمة عبر العملية السياسية أو تلك التي تراهن على إنعاش التنظيمات الإرهابية بما فيها «داعش» وإعادة انتشارها ستتمكن من تحقيق أهدافها.

عزلة السرّاج
ويقول الدبلوماسي الأورربي إن السرّاج أخفق في توظيف الانتصار المسجل في سرت، والذي جرى بواسطة قوات تحركت باسمه، مضيفًا أن السراج سيواجه صعوبة كبيرة في تجاوز عزلته.

كما أن انهيار حكومة ماثيو رينزي في إيطاليا تعني خسارة كبيرة للسراج من الناحية الدبلوماسية، وفق المصدر الذي أضاف: «حتى وإن تولى وزير الخارجية باولو جنتيلوني إدارة الحكومة الإيطالية موقتًا إلى موعد الانتخابات المقبلة فإن الأزمة الليبية لن تخرج من الأدراج»، هذا فضلاً عن أن الإدارة الأميركية الجديدة مقرة العزم على طي صفحة التدخلات السابقة.أوباما وترامب
ويؤكد المصدر أن إدارة الرئيس باراك أوباما نفسها أكدت للأطراف الأوروبية قبل فترة وجيزة أنها تفضل التخلي عن نهجها في ليبيا ولا تريد أن تراها مرتعًا للمتطرفين، مضيفًا أن إدارة الرئيس ترامب المقبلة تبدو أكثر قناعة على أي حال بهذا الأمر. 

وينتهي المصدر قائلاً: «لقد تغير الموقف وأصبحنا أمام خطوط جديدة مخالفة لما رسمناه، وحتى فرنسا نفسها قد تقوم بدور ما خلال الفترة القليلة المقبلة في توجيه مسار الأزمة، حيث إن قرار الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة يطلق أيدي وزيره لشؤون الدفاع، جان ايف لودريون، أحد أكبر الداعمين للجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر».

تحرير سرت والمعادلة الجديدة في ليبيا
تحرير سرت والمعادلة الجديدة في ليبيا
تحرير سرت والمعادلة الجديدة في ليبيا
تحرير سرت والمعادلة الجديدة في ليبيا
تحرير سرت والمعادلة الجديدة في ليبيا

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
البنك الدولي يتوقع نمو الاقتصاد الليبي بـ4.8% العام الجاري
البنك الدولي يتوقع نمو الاقتصاد الليبي بـ4.8% العام الجاري
وافد يصيب مواطنا بطلق ناري في بنغازي
وافد يصيب مواطنا بطلق ناري في بنغازي
العثور على جثة متحللة في درنة
العثور على جثة متحللة في درنة
البنك الدولي يستبعد تأثر اقتصاد ليبيا بالصراع في الشرق الأوسط
البنك الدولي يستبعد تأثر اقتصاد ليبيا بالصراع في الشرق الأوسط
تحرك عسكري روسي «غامض» في ليبيا
تحرك عسكري روسي «غامض» في ليبيا
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم