Atwasat

«الوسط» ترصد انتعاش تجارة «خردة» مخازن السلاح في مزدة

مزدة - بوابة الوسط: بشير عبدالنبي السبت 10 ديسمبر 2016, 12:33 مساء
WTV_Frequency

أصبح حطام قواعد النظام السابق العسكرية مصدرًا لـ«أكل العيش»، فشباب بلدة مزدة تسابقوا على التقاط بقايا ما خلفته ضربات «ناتو» لمعسكر مزدة إبان ثورة فبراير 2011، وخصصوا سوقًا كاملة في البلدة لبيع «خردة» الأسلحة الثقيلة والخفيفة، تمهيدًا لبيعها ونقلها تباعًا إلى مدن مثل طرابلس ومصراتة، ثم تهريبها لاحقًا خارج البلاد.

للاطلاع على العدد (55) من «جريدة الوسط» اضغط هنا (ملف بصيغة pdf)

ومع ارتفاع أسعار الحديد، ووصول كيلو الخردة إلى 500 درهم، انتعشت تلك التجارة، مما استرعى انتباه «الوسط»، فزارت أطلال القواعد وسوق البلدة، ورصدت ارتفاع عدد الشباب الذين لقوا حتفهم جراء انفجار العبوات الناسفة، وتسرب الإشعاعات الناجمة عن استخدام «ناتو» صواريخ «احتوت على مادة اليورانيوم خلال عمليات القصف»، وفق تقديرات الأمم المتحدة.

وتزامن انتعاش تجارة «الخردة» في مزدة مع بداية ثورة فبراير 2011، حينما تعرضت مخازن ذخيرة النظام السابق، التي تربو على 150 مخزنًا لهجوم قوات الـ«ناتو» العنيف، وأمام هذا الواقع تسلل الأهالي إلى المخازن، واعتبروا حطامها «غنائم». وعندما وضعت الحرب أوزارها، انطلق الشباب نحو المخازن والمعسكر لنهب الأسلحة، وفيما استولوا على كميات كبيرة من معدن النحاس، وأظرف الذخائر الفارغة، التي كانت حاضرة ذات يوم في التدريب والمناورات، قسموا دبابات النظام السابق بين الميليشيات المنتصرة في الحرب، ووصل عددها إلى ما يزيد على 300 دبابة، ونتيجة للصراع على الغنائم اندلعت نزاعات كثيرة فيما بين الشباب، خاصة بين قبيلتي «قنطرار» و«المشاشية»، ففي العام 2014 قتل شباب قنطرار خمسة من شباب المشاشية في معسكر مزدة بدعوى أنهم يحرسون المعسكر، مما أدى إلى تأجيج الصراع بين القبيلتين.

وتشير المعطيات إلى أنه خلال الفترة الماضية تم تفكيك معسكر مزدة الذي كان مقرًّا لأكثر من عشرة آلاف جندي بكافة الخدمات الإدارية والمعيشية، وخرجت محتويات المعسكر لتباع «خردة». ووسط عمليات الاستخراج، لقيت أعداد كبيرة من العمالة الوافدة حتفها، وأصيبت أعداد أكثر نتيجة انفجار الألغام المزروعة لحماية المخازن، وفي ساعات النهار والليل ترابض العشرات من سيارات النقل الخفيف والثقيل أمام مخازن مزدة، وسرعان ما ينطلق بعضها محملاً بـ«الخردة»، واستحدثت سوق داخل البلدة لتلك التجارة، ونصبت المكاييل في كل مكان لوزن «الخردة».

وفي محاولة لتحذير الشباب من مغبة الكوارث التي تخلفها تلك التجارة، وجه رئيس المجلس المحلي لبلدة مزدة عبدالحكيم بدران بيانًا للأهالي، قال فيه: «رجاء أخوتي أهل مزده أن تقفوا في وجه كل من يرتاد مخازن الذخيرة، وتمنعوا اقترابهم منه»، مشيرًا إلى أن المجلس سبق واستدعى فريقًا من الأمم المتحدة للوقوف على ما إذا كانت هناك إشعاعات يورانيوم بمخازن الذخيرة، وقياس نسبة تلك الإشعاعات، فأكد الفريق أنه توجد نسبة إشعاعات عالية، نتيجة قصف الـ«ناتو» المخازن بصواريخ تحتوي على مادة اليورانيوم، بالإضافة إلى وجود ألغام تغطي أرض المخازن.

وأضاف بدران أنه على الرغم من مطالبة الجهات الرسمية غير ذي مرة بالحصول على خرائط ألغام المخازن لإزالتها، إلا أن «تلك الجهات لم تعرنا أي اهتمام»، مشيرا إلى أن المجلس لم يتوقف عن حملات توعية الأهالي، واللجان الاجتماعية، وأعيان المنطقة بهذا الخطر. واستطرد: «الخطر الأكبر هو دخول تلك الأسلحة أو «الخردة» منازل البلدة، والبلدات المجاورة، بل مدن ليبيا بشكل عام، نظرًا لما تحمله من أمراض، لن تقتصر في تأثيراتها على الجيل الحالي، وإنما ستؤثر على الأجيال القادمة».

ويؤكد بدران أن المجلس استعان ببعض المعدات، ومنها الـ«كاشيك» لسد مدخل مخازن الأسلحة بالتراب، وتزامنًا مع ذلك، صدرت وصايا إلى أئمة المساجد تطالبهم بالتعاون مع المجلس وتوعية الأهالي بالخطر. وأضاف: «في فترة معينة هدأت الأمور، وكان لتعاون الأئمة بالغ الأثر في الحد من تفشي الظاهرة، إلا أن الأمور انقلبت رأسًا على عقب، حينما عادت الأوضاع إلى انفلاتها السابق، وازدهرت مجددًا عمليات بيع النحاس والحديد، وتضاعف الطلب بشكل غير متوقع على محتويات المخازن، ونتيجة لانفجار الألغام وبعض القنابل، وصل عدد القتلى بين الشباب إلى قرابة 20 شابًا، بالإضافة إلى مثل هذا العدد من المصابين، معظمهم مبتور الأطراف.

للاطلاع على العدد (55) من «جريدة الوسط» اضغط هنا (ملف بصيغة pdf)

«الوسط» ترصد انتعاش تجارة «خردة» مخازن السلاح في مزدة
«الوسط» ترصد انتعاش تجارة «خردة» مخازن السلاح في مزدة
«الوسط» ترصد انتعاش تجارة «خردة» مخازن السلاح في مزدة

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
إنقاذ 130 مهاجرًا غير نظامي شمال القره بوللي
إنقاذ 130 مهاجرًا غير نظامي شمال القره بوللي
حكومة حماد: صيانة جسر الباكور في توكرة وتأهيل مستشفى المرج
حكومة حماد: صيانة جسر الباكور في توكرة وتأهيل مستشفى المرج
الحويج: «الاقتصاد» تستهدف رفع إيرادات الدولة غير النفطية لـ60%
الحويج: «الاقتصاد» تستهدف رفع إيرادات الدولة غير النفطية لـ60%
جريدة «الوسط»: قطاع النفط الليبي على صفيح ساخن
جريدة «الوسط»: قطاع النفط الليبي على صفيح ساخن
مصادرة كمية كبيرة من الوقود مخزنة في أرض فضاء ببنغازي
مصادرة كمية كبيرة من الوقود مخزنة في أرض فضاء ببنغازي
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم