اهتمت الصحف العالمية بمتابعة تطورات الأزمة في ليبيا والمستجدات السياسية والعسكرية على الأرض، خاصة اجتماع باريس، وتأثير زيادة إنتاج النفط الليبي على الأسعار عالميًّا.

مقتل صحفي هولندي في سرت
وإلى جريدة «وول ستريت جورنال» الأميركية فأبرزت أنباء مقتل صحفي هولندي في مدينة سرت على يد أحد قناصة تنظيم «داعش»، في إشارة إلى المخاطر الجمة التي تواجه العمل الإعلامي في ليبيا في ظل استمرار أعمال العنف والقتال في مختلف أنحاء البلاد.

وذكرت أن الصحفي، يروين أورليمانس، أُصيب خلال معارك عنيفة شهدتها المدينة مؤخرًا بين عناصر التنظيم وقوات «البنيان المرصوص» التابعة لحكومة الوفاق الوطني.

وأكد وزير الخارجية الهولندي بيرت كوندرز مقتل أورليمانس، واصفًا إياه بـ«صحفي كرس حياته لتغطية الأحداث في مناطق النزاع وهو الآن يدفع ثمنه فداءً لذلك».

وكان الناطق باسم قوات «البنيان المرصوص»، العميد محمد الغصري، أعلن مقتل الصحفي الهولندي وثمانية جنود آخرين خلال اشتباكات في الحي السكني الثالث، واحد من آخر معاقل التنظيم داخل سرت.
وعمل أورليمانس مصورًا صحفيًّا حرًّا، تواجد سابقًا في سورية لتغطية الأحداث، ووقع رهينة أحد التنظيمات في سورية.

تكثيف الضربات الأميركية في سرت
أما جريدة «ستارز آند ستربس» الأميركية فلفتت إلى تكثيف الحملة الجوية الأميركية ضد تنظيم «داعش» في سرت، إذ شنت الطائرات الأميركية نحو 20 ضربة جوية، يوم الأحد فقط استهدفت وحدة القيادة والسيطرة، فضلاً عن 70 هدفًا قتاليًّا.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) إن الغارات الجوية في سرت طالت أكثر مما كان متوقعًا إثر دخولها شهرها الثالث.

وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية، الكابتن جيف ديفيس، إن وتيرة الغارات تقررها حكومة الوفاق الوطني، مضيفًا: «نحن الآن في الجزء الأخير من المدينة، الجزء الأكثر كثافة. من الصعب جدًّا تطهير هذه المواقع من القناصة بأي وسيلة أخرى غير الغارات الجوية».

وشنت القوات الأميركية حتى الآن نحو 200 غارة في سرت، نفذت طائرات تابعة للسفينة الهجومية البرمائية «يو إس إس واسب» القسم الأكبر منها.

وكان وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر قال سابقًا إن عناصر «داعش» محاصرة داخل حي واحد في سرت.

وشنت الطائرات الأميركية 108 غارات جوية خلال شهر أغسطس، و80 ضربة جوية خلال شهر سبتمبر ونحو 20 غارة اخرى منذ بداية شهر أكتوبر الجاري.

اجتماع باريس «يفشل»
وتابعت جريدة «ديلي ميل» البريطانية أيضًا الاجتماع الذي استضافته العاصمة الفرنسية باريس لحل الأزمة في ليبيا، ورأت أن «الاجتماع فشل ولم يحقق الهدف المطلوب منه في ظل غياب واضح لليبيين وممثلي حكومة الوفاق الوطني».

وقالت: «إن أكثر ما لوحظ هو الغياب الواضح لأي من ممثلي حكومة الوفاق الوطني بقيادة فائز السراج، رغم أن الهدف الأول من الاجتماع هو مناقشة مستقبل ليبيا واتفاق السلام».

ولفتت إلى تعرض الاجتماع لما وصفته بـ«سخرية لاذعة» من قبل بعض الحاضرين وذلك «لغياب الشخصيات الهامة ورفيعة المستوى». وكانت الجامعة العربية أعربت عن اعتراضها لعدم دعوة أي من ممثليها لحضور اجتماع باريس.

وحضر الاجتماع ممثلون من مصر وألمانيا وإيطاليا وقطر والسعودية وإسبانيا وتركيا والإمارات وبريطانيا والولايات المتحدة، إلى جانب المبعوث الأممي الخاص، مارتن كوبلر، ومنسقة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني.

وطالب الحاضرون بالاجتماع بدور أكبر للقائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر في الحكومة المستقبلية، وطالب الوفد المصري برفع حظر السلاح المفروض وإمداد خليفة حفتر بالسلاح.

ليبيا تهبط بأسعار النفط عالميًّا
واهتمت شبكة «بلومبرغ» الأميركية بمتابعة ملف صناعة النفط، خاصة استئناف التصدير من بعض الموانئ النفطية، وقالت إن التطورات الأخيرة أدت إلى تراجع الأسعار عالميًّا.

وارتفع إنتاج دول منظمة «أوبك» إلى مستويات قياسية في سبتمبر مع ارتفاع الإنتاج من ليبيا ونيجيريا، وزاد الإنتاج بمقدار 170 ألف برميل يوميًّا.

ومن المتوقع أن يصل الإنتاج الليبي إلى 600 ألف برميل يوميًّا نهاية الشهر الجاري، وارتفع الإنتاج النفطي في ليبيا إلى 485 ألف برميل يوميًّا من 260 ألف برميل يوميًّا الشهر الماضي، وفق ما صرح به رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، مصطفى صنع الله، خلال حضوره فعاليات اجتماع منظمة «أوبك» بالجزائر.

ولفتت إلى وصول الناقلة «أيونك أناسا» إلى ميناء الزويتينة، الإثنين، لتكون أول ناقلة نفطية تصل الميناء منذ رفع حالة القوة القاهرة.

وبدأت شركة «ونترشل» الألمانية في ضخ النفط بحقل سارة النفطي، ووصلت بالإنتاج إلى نحو 35 ألف برميل يوميًّا. ويصل إنتاج «ونترشل» إلى حقل الزويتينة للتصدير.

ونقلت «بلومبرغ» عن المدير التنفيذي بمؤسسة «بتروماتريكس» في سويسرا، أوليفييه جاكوب، «إن إنتاج ليبيا يدل على زيادة ثابتة في المستقبل».

وكانت المؤسسة الوطنية للنفط أعلنت رفع حالة القوة القاهرة في موانئ الزويتينة والسدرة ورأس لانوف، منتصف سبتمبر الماضي، عقب التوصل إلى اتفاق مع القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر عقب سيطرة قواته على منطقة الهلال النفطي.

كوبلر يحذر من انتهاكات حقوق الإنسان
ونقل موقع «فويس أوف أميركا» تحذير المبعوث الأممي، إلى ليبيا مارتن كوبلر، من انتهاكات وصفها بـ«الخطيرة» ترتكبها مجموعات مسلحة مختلفة بحق حقوق الإنسان في ليبيا دون محاسبة قضائية.

وطالب، في مؤتمر صحفي في جنيف، بمحاسبة المسؤولين عن تلك الانتهاكات، محذرًا المجتمع الدولي من رفع حظر توريد السلاح إلى ليبيا.

ولفت إلى وجود نحو 26 مليون قطعة سلاح في ليبيا، مضيفًا: «تلك الأسلحة لا تسقط من السماء لكنها تأتي عن طريق البحر والطرق البرية».

وتناول كوبلر في تصريحاته أوضاع مراكز احتجاز المهاجرين واللاجئين داخل ليبيا ووصفها بـ«المقيتة حيث تتعرض السيدات بشكل خاص إلى انتهاكات بينها عنف جنسي».

إنقاذ آلاف المهاجرين
نقلت جريدة «ديلي ميل» البريطانية إنقاذ نحو ستة آلاف مهاجر قبالة سواحل ليبيا خلال 24 ساعة فقط في أكبر عمليات إنقاذ منذ ثلاث سنوات.

ونقلت الجريدة أن قوات خفر السواحل الإيطالي والبحرية الإيطالية وسفنًا تابعة لهيئات إغاثة دولية شاركت في إنقاذ ستة آلاف مهاجر كانوا على متن 32 قاربًا مطاطيًّا وخمسة مراكب، بينهم نحو 200 منهم تسعة أطفال دون سن الخامسة.

وأعلن خفر السواحل الإيطالي مقتل نحو تسع سيدات وطفلين عند انقلاب مركب كان يقل 160 شخصًا قبالة سواحل مدينة قرة بوللي.

وتعد تلك أكبر عمليات إنقاذ لمهاجرين منذ حادث مقتل 366 مهاجرًا غرق قارب يقلهم قبالة السواحل الليبية منذ ثلاث سنوات.

وشاركت نحوا تسع سفن من قوات خفر السواحل الإيطالي والبحرية وهيئات الإغاثة في عمليات الإنقاذ، على بعد 30 ميلاً من سواحل ليبيا.

ووصل نحو 132 ألف شخص إلى إيطاليا منذ بداية العام الجاري قادمين من ليبيا، وغرق نحو ثلاثة آلاف شخص، طبقًا لبيانات منظمة الهجرة الدولية.