قال المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية إن أحد الأخطاء الاستراتيجية للفترة الحالية في ليبيا كان في إسقاط النظام السابق دون التحضير للمراحل الموالية، موضحًا أن باريس ولندن تناستا أن التدخل في الشؤون الداخلية لليبيا أثر معاكس على الأيديولوجيات المحلية.
واعتبر الباحث الفرنسي تييري دو موبريال رئيس المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية في تحليل مطول له، حول الآفاق العالمية صدر في تقرير «رمسيس 2017 العالمي» الجمعة، والذي اطلعنا على موجز منه أن الغرب اقترف خطأ استراتيجيًا لما أقدم على الإطاحة بنظام معمر القذافي، في خضم الأحداث التي زجت بليبيا في دوامة الفوضى دون أن يعقبه التحضير للمرحلة المقبلة. وأكد المعهد الفرنسي أن «أحد الأخطاء الاستراتيجية للعشرية الحالية كان في إسقاط نظام العقيد القذافي دون التحضير للمراحل الموالية».
وأضاف الأستاذ الجامعي والباحث في الاقتصاد والعلاقات الدولية أن ليبيا أضحت منفذًا عملياتيًا للإرهاب في أفريقيا، وبوابة لحركات الهجرة. معتبرًا أن تنصيب حكومة الوحدة الوطنية سنة 2015 تحت إشراف الأمم المتحدة نتيجة مشجعة وإن كانت هشة.
وتابع أن هناك عبرة قد يستخلصها الغربيون من تاريخ الشرق الأوسط بمفهومه الواسع، أي من أفغانستان إلى شمال أفريقيا منذ سقوط الاتحاد السوفياتي مفادها، أن نتائج التلاعب بأنظمة الغير وخيمة، موضحًا أن باريس ولندن قد تناستا أن للتدخل في الشؤون الداخلية للغير أثرًا معاكسًا على الأيديولوجيات المحلية.
وذكر أن الأمن في شمال أفريقيا ضروري من أجل إقامة تعاون في مجال تنمية القارة الأفريقية، ولاسيما أنها «تعد قارة التنمية التمويلية لأوروبا». متأسفًا كون الدول الأوربية لم تسع بجدية للاتفاق حول سياسة منسجمة ومتينة في هذا المجال. كما حذر من تنامي الحركات الأصولية والأعمال الإرهابية في المديين القصير والمتوسط.
تعليقات