يسعى رئيس وزراء إيطاليا ماتيو رينزي في براتيسلافا، اليوم الجمعة، للحصول على «توضيحات» من عدد من شركائه في الاتحاد الأوروبي بشأن حقيقة مواقف دولهم تجاه المستجدات في ليبيا وتحديدًا التطورات الأخيرة في الهلال النفطي وآلية التعامل مع قيادة الجيش الليبي في شرق البلاد.

خطة عمل برتيسلافا
ويعقد رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي قمة استثنائية يتوقع لها أن تتمخض عما يطلق عليه الدبلوماسيون «خطة عمل برتيسلافا»، وهي أجندة من عشر نقاط سيعتمدها القادة الأوروبيون بشكل غير رسمي بسبب غياب بريطانيا وللمرة الأولى عن لقاء على مستوى القمة.ويرجح أن يعتمد القادة الأوروبيون خطوات اندماجية جسورة في مجال تحقيق السوق الداخلية والنمو إلى جانب ضبط الحدود الخارجية وتفعيل القدرات العسكرية والأمنية للتكتل، لكن دون حسم أهم معضلة تواجه دولهم حاليًا وهي مسألة تقاسم أعباء الهجرة والتي أخفت كل المحاولات لحلحلتها منذ أكثر من عام.

وقال مصدر دبلوماسي في بروكسل إن القادة الأوروبيون يعكفون على ملفات دولية محددة تتعلق بتهميش دورهم في معالجة الأزمة السورية والوقوف على آخر تطورات الحملة الانتخابية في الولايات المتحدة والروابط مع روسيا التي جرى اتخاذ قرار اليوم بتمديد العقوبات ضدها، في مؤشر لإرضاء الدول الشرقية المتوجسة من أنشطة الرئيس بوتين.

تستعد إيطاليا لمؤتمر وزاري الخميس المقبل مع الولايات المتحدة على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة حول ليبيا

مؤتمر وزاري بإيطاليا
ولكن إيطاليا التي تواجه حكومتها ضغوطات كبيرة من الأحزاب اليمينية بسبب تفاقم أزمة الهجرة تحاول جر الدول الأوربية إلى تقاسم إدارة الأزمة الليبية معها. وتستعد إيطاليا لمؤتمر وزاري الخميس المقبل في نيويورك مع الولايات المتحدة على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة حول ليبيا، وهو المؤتمر الوزاري الثالث من نوعه منذ بداية العام.

وتريد روما التي تخشى أيضًا انهيار مصالحها في مجال الطاقة غربي ليبيا إذا ما تورطت مباشرة في «معركة النفط» بسبب نفوذ مدينة الزنتان في المنطقة، الحصول على ضمانات من بريطانيا وفرنسا، تحديدًا أنه لن يجرى المساس بمصالحها.

وتفاقمت أزمة انعدام الثقة بين باريس وروما خلال الساعات الأخيرة وباتت شبه علانية وفق الدبلوماسيين.تحرك لا يجدي نفعًا
وتتحرك إيطاليا على جبهة الهجرة القادمة من ليبيا وعلى التهديدات التي يمثلها تنظيم «داعش» إلا أن رسائلها ورغم تحركات الممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية فيدريكا موغيريني وبياناتها الناقلة لوجهة إيطاليا لا تجد صدى يذكر بين الأوروبيين الساعين إلى مراجعة آلية تعاملهم مع مجمل منطقة جنوب المتوسط في الفترة المقبلة، ويحضرون لمؤتمر القمة مع الدول العربية يومي 3 و4 نوفمبر في أثينا ومؤتمر أوروبي على مستوى القمة في مالطا بداية العام المقبل، وتصب جميعها ضن جهود نفخ الروح في سياسة الجوار المتعثرة.

تريد إيطاليا في قمة براتيسلافا معرفة «مستوى» الدعم الفعلي الذي تقدمه فرنسا للجيش اللسبي

وألحق «الربيع العربي» أضرارًا جسيمة باقتصاديات الدول الأوروبية ومثل تهديد أمني جسيم داخلها ووصل زهاء اثنين مليون لاجئ في وقت كانت تعول فيه بالعكس على تداعيات ثورات الربيع في المنطقة لاكتساح أسواق جديدة وانتزاع مكاسب تجارية.

وتريد إيطاليا في قمة براتيسلافا معرفة «مستوى» الدعم الفعلي الذي تقدمه فرنسا للجيش الليبي من جهة ومدى التزام مجمل دول الاتحاد بالاستمرار في دعم المجلس الرئاسي في طرابلس والذي يرى العديد من المسؤولين الأوروبيين والمحللين أيضًا أنه يواجه انقسامات خطيرة وتواضع في الأداء أيضًا إلى جانب خسارته جولة حاسمة في الهلال النفطي، وفق أحد الدبلوماسيين.

تحرك كوبلر لدعم إيطاليا
ويتحرك حاليًا لدعم الأطروحات الإيطالية تحديدًا المبعوث الأممي مارتن كوبلر الذي تتصاعد الشكوك حول مستقبل مهمته واحتمالات تعويضه بدبلوماسي نرويجي، وتعتبر زيارته مصراته اليوم محطة قبل زيارته روما الأسبوع المقبل.وحذر كوبلر، في حديث لجريدة «لاستامبا» الإيطالية، الخميس، من مخاطر وصول 235 ألف مهاجر غير شرعي منتشرين في ليبيا حاليًا إلى إيطاليا. ولم يعط كوبلر، الذي أعاد للأذهان أن المشير خليفة حفتر رفض مقابلته مرارًا، أية معطيات عن الركائز التي استند عليها في هذا الرقم.