Atwasat

ليبيا في الصحافة العربية (الثلاثاء 23 أغسطس 2016)

القاهرة - بوابة الوسط: إعداد محمد بصيلة الثلاثاء 23 أغسطس 2016, 10:29 صباحا
WTV_Frequency

أبرزت الصحف العربية، الصادرة صباح الثلاثاء، الشأن الليبي بمزيد من الاهتمام، ملقية الضوء على آخر المستجدات على الساحة الليبية، وتناولت رفض البرلمان الليبي منح الثقة لحكومة الوفاق الوطني، برئاسة فائز السراج، وردود الأفعال حول هذا القرار.

ففي جريدة «الخليج» الإماراتية، نطالع افتتاحيتها، التي خصصتها لـ«التضامن مع ليبيا»، تناولت فيها الجريدة محاولة اغتيال رئيس حكومة الوفاق الوطني في ليبيا، فائز السراج، مؤكدة أنها تكشف خطورة امتدادات تنظيم «داعش» وتكتيكاته المتغيرة، كما تكشف تعطشه الدائم للهدم وتفكيك المؤسسات الوطنية وتدميرها وسعيه المهووس لنشر الفوضى والخراب، وهي البيئة التي يعيش فيها التنظيم وتمنحه أوكسجين الحياة.وقالت الجريدة: «إن كافة المحللين والمهتمين بقضية الاستقرار في ليبيا، اتفقوا على أهمية النصر الذي حققته حكومة الوفاق الوطني وتحالف قوات (البنيان المرصوص) في مدينة سرت. لقد ألحقت بالتنظيم هزيمة كبرى، وتم تحرير أكبر مدينة سيطر عليها التنظيم وأقام بها قواعده واتخذها عاصمة له وقاعدة لعملياته العسكرية في أنحاء البلاد الأخرى. تجرع التنظيم الهزيمة وفقد مخازن أسلحة وذخائر، كما فقد عناصر مقاتلة ومخططين، وتقلص خطره وباتت فلوله مطارَدة، لكن ذلك لا يعني نهاية المعركة، فالتنظيم سيحاول دائمًا استغلال المتناقضات ومظاهر الخلاف، وقد يلجأ في مرحلة مقبلة إلى تبني الاستراتيجية الطالبانية، ويدفع عناصره للتجنيد في صفوف الميليشيات المختلفة وتشكل خلايا نائمة تهاجم في عمق المناطق الآمنة والشديدة الحراسة، وتعمق الخلافات والانقسامات»، بحسب الجريدة.

التضامن مع ليبيا واجب الشقيق، وهو أشد إلحاحاً في هذه المرحلة التي تطلب فيها القيادة الليبية الإفراج عن أموالها المجمدة في الغرب

ووجهت الجريدة رسالة لدول الجوار الليبي قائلة: «إن التضامن مع ليبيا واجب الشقيق، وهو أشد إلحاحاً في هذه المرحلة التي تطلب فيها القيادة الليبية الإفراج عن أموالها المجمدة في الغرب، ورفع حظر السلاح المفروض عليها، ومساعدتها على تخطي أزمتها الراهنة، والوصول إلى شاطئ الأمن والاستقرار والتنمية».

وما زلنا في جريدة «الخليج»، ومقال للكاتب عبدالله العليان، تحت عنوان «ليبيا والتوتر مرة أخرى»، قال فيه الكاتب، إن الخلافات في ليبيا تصاعدت، والقتال اشتد في بعض المدن بمشاركة بعض الأطراف الغربية في الصراع، ما جعل مسألة المصالحة والتوافق متراجعة عما توقعه بعض المحللين والمتابعين بالانفراج للأزمة. مضيفًا: «لا شك أن معمر القذافي، ساهم خلال توليه السلطة، في هذا الوضع المتأزم، لأن غياب النظم الدستورية، واستبدالها باللجان الشعبية، أسهم في عدم تأسيس دولة بالمفهوم الحديث».

ظهور «داعش» نتيجة من نتائج الخلافات والتوترات السياسية بين الفرقاء الليبيين منذ سنوات

واعتبر الكاتب ظهور «داعش» نتيجة من نتائج الخلافات والتوترات السياسية بين الفرقاء الليبيين منذ سنوات، والإشكالية أن هناك تدخلاً دوليًّا في الشأن الليبي، وهذا التدخل، يعني أن كل طرف يهمه أن يكون النظام الجديد الذي يحكم ليبيا متوافقًا معه فكريًّا وسياسيًّا، وهو يتحرك وفق المصلحة الخاصة التي يراها تتناسب مع أيديولوجيته الفكرية، لكن على حساب هذا البلد واستقراره ووحدة أراضيه، حيث إن بعض المهتمين بالشأن الليبي يتخوفون من تقسيم البلد الكبير والغني، إلى كانتونات إدارية وسياسية إذا استمر الصراع والانقسام السياسي، وقد يتحول هذا الصراع إلى صراعات وحروب داخلية، تسهم في الهدم وليس في البناء، وهذا هو الخطر الذي يتخوف منه البعض، إن لم يتفق الجميع على رؤية واحدة، وعلى الحل السياسي الذي يجعل من التداول السلمي للسلطة مسارًا جديدًا لليبيا.

واختتم الكاتب مقاله، بقوله: «إذا استمر هذا الصراع يمكن أن يؤدي إلى جعل ليبيا تحت الوصاية الدولية بشكل أو بآخر، أو ربما لفرض حل دولي على الليبيين، ولذلك فإن المطلوب من جميع الفرقاء السياسيين الليبيين المخلصين، أن يدركوا المخاطر المحدقة من جراء هذا الصراع الذي دخل عامه الرابع، ومن المهم أن تعرف كل القوى في ليبيا، أن لا منتصر في النهاية، وأن الخاسر هو البلد نفسه ومواطنوه».

وإلى جريدة «الشرق الأوسط»، ومقال آخر تحت عنوان «أمن الخليج وتحولات المنطقة» للكاتب السعودي يوسف الديني، قال فيه الكاتب إن التخلص من تنظيم «داعش» في مناطق التوتر في العراق وسورية لا يعني نهاية التنظيم الذي يضع قواعده مجددًا في ليبيا٬ مؤكدًا أن تنظيم «داعش»، كما تبين استراتيجيته العسكرية، بوضوح يعمل جيًدا على خلق حروب استنزاف صغيرة في مواقع متعددة٬ بحيث يضمن وجوده وبقاءه ضمن حالة الفراغ السياسي وضعف مؤسسات الدولة، لا سيما بعد انهيارها في أكثر من موقع إثر فشل الربيع العربي٬ وبالتالي تبقى حالة العنف المدورة على طريقة لعبة الكراسي بين تنظيمات وميليشيات العنف المسلح.

«اليقظة السلبية» تجعل دولاً مثل ليبيا في مرمى التفكك والانهيار
وما زلنا في جريدة «الشرق الأوسط»، ومقال آخر للكاتب تركي الدخيل تحت عنوان «دول الفوضى.. واحتمالات التفكك»، ذكر فيه الكاتب أن بعض البلدان شهدت تحولاً جذريًّا٬ حتى رغم أن عدًدا من جيرانهم المباشرين يكاد لم يمسسهم شيء. وكان بعض البلدان ممن واجه أزمة٬ غنيًّا نسبيًّا (ليبيا)٬ مشيرًا إلى أن ثمة عوامل كبرى تمِّكننا من الحديث عن إمكانات التفكك والتقسيم لبعض دول الربيع العربي٬ ذلك أن الحراك كشف أعطالاً ثقافية واجتماعية كثيرة٬ إذ سرعان ما استيقظت الانتماءات القبلية٬ وتغذت الطائفية على الحراك الهائج.

واعتبر الكاتب، أن هذه «اليقظة السلبية» تجعل دولاً مثل ليبيا في مرمى التفكك والانهيار٬ مؤكدًا أن إمكانات التفكك التي طرحت في الملف ستبقى موجودة٬ لأن الوضع على الأرض لا يزال تحركه الرمال٬ والخطو نحو السلام في دول الاضطراب لن يكون قريًبا٬ بل إن بعض الأزمات رغم دمويتها لا تزال في بدايتها٬ ولم نرَ منها إلا رأس جبل الجليد.

وإلى تقرير في جريدة «الشرق الأوسط»، تحت عنوان «برلمان ليبيا يرفض حكومة السراج ويربك المشهد السياسي مجددًا»، تناولت فيه الجريدة، قرار البرلمان الليبي رفض منح الثقة لحكومة الوفاق، مؤكدًا أن البرلمان الليبي المعترف به دوليًّا٬ أربك المشهد السياسي مجددًا٬ بعدما أعلن عبر تصويت نادر داخل مقره في مدينة طبرق بأقصى الشرق٬ رفضه حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة برئاسة فائز السراج.

ونقلت الجريدة تصريحات عقيلة صالح٬ رئيس مجلس النواب٬ التي قال فيها إنه تم التصويت بعدم منح الثقة لحكومة السراج وبنصاب قانوني صحيح٬ مشيرًا إلى أن جدول الأعمال للجلسة صحيح؛ لأن الجلسة السابقة كانت معلقة٬ وبها الجدول الخاص بالتصويت على منح الثقة للحكومة من عدمه.من جهة أخرى، تقدمت قوات «البنيان المرصوص» في وسط سرت على بعد 450 كيلومترًا شرق العاصمة الليبية٬ ووزعت أمس صورًا فوتوغرافية تظهر سيطرتها على مواقع وجثث لقتلى «الدواعش».
وقال المركز الإعلامي لعملية «البنيان المرصوص»: «سجلت قواتنا انتصارًا جديدًا على فلول (داعش) في سرت٬ حيث تمكنت من تمشيط مناطق جديدة وإحكام السيطرة عليها أمام مقاومة يائسة».

واختتمت الجريدة تقريرها، بقولها: «إن خسارة سرت تمثل ضربة كبيرة لتنظيم داعش٬ على الرغم من أنه من المتوقع أن يواصل مقاتلوه، الذين فروا أو تمركزوا في مناطق أخرى في ليبيا، محاولة استغلال الاضطرابات السياسية والفراغ الأمني في البلاد».

ليبيا في الصحافة العربية (الثلاثاء 23 أغسطس 2016)
ليبيا في الصحافة العربية (الثلاثاء 23 أغسطس 2016)

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
8250 طالباً ليبياً يسجلون في مبادرة «تحدي القراءة العربي»
8250 طالباً ليبياً يسجلون في مبادرة «تحدي القراءة العربي»
عناصر القوة العسكرية المشتركة تصل بوابة رأس اجدير (صور)
عناصر القوة العسكرية المشتركة تصل بوابة رأس اجدير (صور)
«كتلة التوافق الوطني» بمجلس الدولة تتقدم ببلاغ ضد بن قدارة.. وتطالب بالتحقيق في «تضارب مصالح»
«كتلة التوافق الوطني» بمجلس الدولة تتقدم ببلاغ ضد بن قدارة.. ...
في اجتماعها الأول بالعسة.. الغرفة المشتركة تبدأ توزيع المهام الأمنية على الحدود مع تونس
في اجتماعها الأول بالعسة.. الغرفة المشتركة تبدأ توزيع المهام ...
بعد سجال الدبيبة والكبير.. «بوابة الوسط» تستكشف حقيقة تصفير الدين العام
بعد سجال الدبيبة والكبير.. «بوابة الوسط» تستكشف حقيقة تصفير الدين...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم