Atwasat

أزمة «الوفاق» السياسي تجدد الصراع حول النفط

القاهرة - بوابة الوسط الخميس 18 أغسطس 2016, 05:42 مساء
WTV_Frequency

على الرغم من «اتفاق أنقرة» لتوحيد مؤسسة النفط الليبية، واتفاق «الرئاسي» مع حرس المنشآت النفطية على تصدير النفط من موانئ حوض سرت، يبدو أن حقول النفط وموانئه لم تنج من الصراع السياسي بين الأطراف الليبية، فقد عاد التأجيج الإعلامي والحشد العسكري ليهيمن على الساحة في موانئ الزويتينة والسدرة ورأس لانوف.

معضلة توحيد مؤسسات الاقتصاد الليبي ستبقى رهينة السياسيين وأزمة «الوفاق»

والواضح أن معضلة توحيد مؤسسات الاقتصاد الليبي ستبقى رهينة السياسيين وأزمة «الوفاق» في ليبيا، فالاتفاقات كثيرة. لكن تبقى الحلول مراوغة على أرض الواقع. فقد بدأ التوتر قبل أسبوع حين تقدمت كتيبة «قوات الجحفل الصحراوي 153» التابعة للقيادة العامة للجيش الليبي إلى منطقة الشرب (10 كلم شرق الزويتينة)، قبل أن تتراجع لاحقًا، الأحد، دون الاقتراب من الميناء النفطي الذي يسيطر عليه حرس المنشآت النفطية.

تهديد وتحذير
وجاء تراجع الكتيبة بعد تقدم قوات حرس المنشآت المتمركزة بالميناء، وإعلان الجهاز حالة التأهب القصوى، وفي اليوم التالي أطلقت تصريحات رئيس الأركان العامة اللواء عبدالرازق الناظوري أجواء التوتر في المنطقة مجددًا، حين تعهد بالتحرك «لتأمين وحماية» الموانئ والحقول النفطية، قائلاً في مقابلة مع «رويترز» الاثنين: «سندخل ميناء الزويتينة والسدرة. ورأس لانوف».

كما جدد الناظوري تحذيره باستهداف ناقلات النفط التي ليس لديها تصريح بالرسو في الموانئ. مؤكدًا أنه في حالة عدم الحصول على الإذن من المؤسسة الوطنية للنفط التابعة لمجلس النواب، فإن سلاح الجو بالقوات المسلحة سيتصدى لهذه البواخر باعتبار أن عمليات التهريب تقودها «ميليشيات أو مهربون».

الجضران والبرغثي
وسرعان ما ظهر آمر حرس المنشآت النفطية بالمنطقة الوسطى، إبراهيم الجضران الثلاثاء، بين عدد من قواته وممثلين عن قبيلة المغاربة أمام ميناء الزويتينة، ليعلن أن «عناصر حرس المنشآت ينتمون لعدة قبائل معروف عنها دورها المشرف والتاريخي»، وفي إشارة إلى تصريحات الناظوري علق الجضران قائلاً: «نرد على ما يقال وما يساق من كون حرس المنشآت النفطية خارجين عن كبارهم بأننا لو كنا نرتكب الأخطاء لكانوا أول الرادعين».

وفي اليوم نفسه زار وزير الدفاع المفوض بحكومة الوفاق، العقيد المهدي البرغثي، قوات حرس المنشآت النفطية، المتمركزة في ميناء الزويتينة النفطي قادمًا من طرابلس، وتفقد البرغثي رفقة الجضران عددًا من الأكمنة ونقاط الارتكاز الأمنية داخل الميناء وخارجه على بعد 7 كلم، للوقوف على الجهود المبذولة لتأمين الموانئ تحسبًا لأي اعتداءات، وفق ما أفاد به مصدر مقرب من البرغثي.

موقف القبيلة
من جهتها استنكرت قبيلة المغاربة «التأجيج الإعلامي والتحريض الذي يمارس ضد منطقة الهلال النفطي»، ونددت بما اعتبرته «إرسال الأرتال المدججة بالسلاح من أجل خلق بؤر توتر واقتتال جديدة، الهدف منه زرع الفتنة والشقاق بين أبناء المنطقة».

وحذرت القبيلة في بيان تلي بحضور عدد من مشايخ وحكماء القبيلة أمام ميناء الزويتينة النفطي؛ حيث تتمركز قوات لحرس المنشآت، من استغلال أبناء المنطقة للاقتتال فيما بينهم بحجة محاربة الإرهاب «الذي تخلصت منه المنطقة بعد تحريرها من تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية»، ناسبةً تلك الانتصارات إلى «حرس المنشآت النفطية» والقاطع الحدودي أجدابيا والشباب المساند لهم.

وتبقى الآمال بتصدير 900 ألف برميل يوميًا بنهاية العام، رهينة حل أزمة «الوفاق» السياسي التي تنعكس آثارها في وجود مؤسستين للنفط وإدارتين للمصرف المركزي وقوات تحرس المنشآت النفطية موزعة بين ولاءات مختلفة.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
المقريف يوجه التعليم الخاص بالاستعداد لتنفيذ مبادرة اليوم الدراسي الكامل
المقريف يوجه التعليم الخاص بالاستعداد لتنفيذ مبادرة اليوم الدراسي...
عبيد: استقالة باتيلي متوقعة وعلى الليبيين إنجاح ملف المصالحة
عبيد: استقالة باتيلي متوقعة وعلى الليبيين إنجاح ملف المصالحة
الرقابة على الأدوية يختبر عينات من لقاحات الحمى القلاعية المستوردة
الرقابة على الأدوية يختبر عينات من لقاحات الحمى القلاعية ...
تكالة يبحث مع سفير إيطاليا «حلول الأزمة» بعد استقالة باتيلي
تكالة يبحث مع سفير إيطاليا «حلول الأزمة» بعد استقالة باتيلي
«اقتصاد بلس» ينقل الصورة: المقاطعة خيار الليبيين لمواجهة الغلاء
«اقتصاد بلس» ينقل الصورة: المقاطعة خيار الليبيين لمواجهة الغلاء
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم