توقعت مجلة «ذي أتلانتيك» فشل الحملة الجوية التي تشنها واشنطن ضد تنظيم «داعش» في سرت لأنها تركز على عمليات تكتيكية قصيرة المدى والنطاق بدلاً عن التركيز على استراتيجية واحدة متماسكة لإنهاء الحرب في ليبيا، ورأت أن الإدارة الأميركية «تضحي بمستقبل استقرار ليبيا على المدى الطويل مقابل مكاسب قريبة».
وقالت إن «الإدارة الأميركية ما زالت تشجع حربًا ارتجالية في ليبيا تقوم على حلول وقتية بدلاً عن اتباع استراتيجية متماكسة طويلة الأمد»، ولهذا رأت أنه لا يوجد ضمان أن نرى نتائج أفضل من تلك التي نتجت من الحملة العسكرية العام 2011.
وعزت المجلة الأميركية في تقرير أعدته أمس الثلاثاء ذلك إلى أن الضربات الجوية لا تحدد كيف سيتم إدارة وتأمين مدينة سرت عقب خروج تنظيم «داعش» منها، ولا تضمن عدم انتقال التنظيم إلى مناطق أخرى خارج سرت وشن هجمات إرهابية، مؤكدة أن القضاء على التنظيم يتطلب استراتيجية سياسية أوسع وأشمل، ولا يعني بالضرورة أيضًا إنهاء الصراعات والانقسامات السياسية التي تعصف بالدولة منذ أكثر من خمس سنوات.
الضربات الأميركية لا تضمن عدم خروج «داعش» إلى مناطق أخرى حول ليبيا وشن هجمات إرهابية.
وانتقدت المجلة موقف البيت الأبيض فيما يخص ليبيا، وقالت إنه «لا يريد التفكير كثيرًا في الموقف الليبي لأن أي خطة حقيقية لتحقيق الاستقرار بالدولة ستتطلب بالتأكيد التزامًا أقوى من قبل واشنطن وهو ما لا يريد أوباما فعله، خاصة مع قرب انتهاء ولايته. ولهذا يركز الرئيس الأميركي على الحلول الحالية والموقف الوقتي لإبقاء الخيارات مفتوحة وإزاحة ثقل الأزمة الليبية عن كاهله ونقله إلى الرئيس المقبل».
ولفتت إلى وجود تعارض بين «عقلية أوباما قصيرة المدى»، وفق توصيف المجلة، والحرب طويلة الأجل التي تشهدها ليبيا والتي تقوض أي فرص لتحقيق استقرار ثابت ودائم. وأكد ناطق باسم وزارة الدفاع (بنتاغون) أن الحملة الجوية ستستمر مدة 30 يومًا فقط، وهي فترة محدودة للغاية لتحقيق أهداف دائمة.
وتساءلت لماذا تطلب حكومة الوفاق الوطني مساعدة الولايات المتحدة عسكريًا إذا كانت أيام التنظيم معدودة داخل سرت، كما أعلنت مصادر ليبية؟ ولماذا تضحي باستدعاء التدخل الغربي والذي قد يهدد شرعيتها أمام بعض الأطراف الرافضة لها؟
وتمثل الضربات الجوية الأميركية الأخيرة في ليبيا «تصعيدًا مهمًا»، إذ اختارت الإدارة الأميركية دعم طرف بعينه بين أطراف الحرب الليبية، وهو حكومة الوفاق الوطني والتي تواجه اختبارًا حقيقيًا لها في سرت.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أقر سابقًا بأن «الفشل في التخطيط لما بعد رحيل معمر القذافي يعد أكبر أخطائه خلال فترة تواجده بالبيت الأبيض».
تعليقات