استبعدت جريدة «بيتسبرغ بوست غازيت» الأميركية نجاح الضربات الجوية الأميركية في إنهاء خطر تنظيم «داعش» في ليبيا أو إنهاء حالة الانقسام التي شهدتها الدولة خلال السنوات القليلة الماضية.
وعزت ذلك إلى أن الضربات الجوية الأميركية تركز على مدينة سرت فقط وبالتالي ستؤدي إلى «تشتت مقاتلي وقيادات التنظيم بين مدن ليبيا المختلفة وخروجهم من سرت إلى مناطق أخرى أكثر أمنًا بالنسبة له»، مما ينذر بتمركزه في مناطق أخرى حول ليبيا.
وقالت الجريدة الأميركية في افتتاحيتها الخميس إن منطقة وسط ليبيا عبارة عن صحراء واسعة لم يتمكن أي جيش من تحقيق نصر حقيقي بها، وبالتالي يستطيع التنظيم التحرك إليها وإعادة تنظيم صفوفه.
ورأت الجريدة أيضًا أن المبادرة الأميركية لا تعالج المشكلة الرئيسة الأكبر في ليبيا وهي الصراع السياسي الحالي، والذي خلق ثلاث حكومات متنافسة وعددًا كبيرًا من التشكيلات والفصائل المسلحة التي لا تعمل تحت لواء أي من الحكومات الثلاث. وتابعت أنه حتى «إذا خرج تنظيم داعش من مدينة سرت، فمن سيتولى مسؤولية إدارة المدينة؟».
ورأت الجريدة العمليات العسكرية الأميركية في ليبيا «غير مجدية ولا معنى لها»، وطالبت الإدارة الأميركية بالتوقف عن شن مزيد من الضربات الجوية.
ورأت الجريدة أن إصرار الإدارة الأميركية على التورط في الحرب الفوضوية بليبيا «محاولة من قبل حكومة الرئيس باراك أوباما لتحقيق أي انتصار عسكري ضد داعش، مع تراجع احتمالات القضاء على التنظيم في سورية والعراق قبيل الانتخابات الرئاسية المقبلة، بالإضافة إلى أن الضربات الجوية في ليبيا تصب في صالح أرباح الصناعات العسكرية الأميركية».
وتسعى واشنطن وشركاؤها من القوى الأوروبية تحقيق نوع من الاستقرار السياسي داخل ليبيا مع وجود حكومة موحدة قوية تستطيع السيطرة على كامل الدولة، إضافة إلى إنهاء أزمة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.
تعليقات